غادر واحد من كل ثمانية يهود روس البلاد، والظاهرة في تزايد بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ورغم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استعدت لموجة هجرة من أوكرانيا، وقد وصل منذ ذلك الحين حوالي 13 ألف يهودي منهم، فإنه بشكل غير متوقع جاء ضعف ذلك العدد من روسيا.
وغادر عدد كبير من المشاهير الروس بما في ذلك نجمة المنوعات آلا بوغاتشيفا وزوجها الكوميدي ماكسيم غالكين ونجم الروك أندريه ماكاريفيتش، إلى "إسرائيل" عند بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، بحسب وكالة "فرانس برس".
وبحسب وزارة الهجرة والدمج الإسرائيلية فإن قرابة الـ60 ألف مهاجر جديد وصلوا إلى "إسرائيل" خلال السنة اليهودية المنصرمة، وهو رقم يتوقع أن يصل إلى 64 ألفا بحلول نهاية السنة التقويمية.
جاء ثلاثة أرباع المهاجرين الجدد إلى "إسرائيل" من روسيا بنسبة تعادل 47 بالمئة، ومن أوكرانيا بنسبة 25 بالمئة.
وتوقعت الوزارة أن تسجل "إسرائيل" هذا العام "رقما قياسا في الهجرة غير مسبوق على مدى عقدين من الزمن"، بسبب تدفق أعداد كبيرة من روسيا وأوكرانيا.
وللمفارقة فإن "إسرائيل" هي وجهة اليهود الروس والأوكران معا، حيث يلتقون هناك هربا من الحرب.
وتم تسريع عملية الهجرة للأوكرانيين، الذين تم تصنيفهم كلاجئين، لكن الطلب غير المتوقع من الروس على الهجرة طغى على عمل الوكالة اليهودية التي عملت منذ عشرات السنين على تهجير اليهود إلى فلسطين المحتلة.
وبالإضافة إلى 26 ألف روسي وصلوا بالفعل إلى "إسرائيل" حتى الآن هذا العام، فإن 35 ألفا آخرين ينتظرون معالجة أوراق الهجرة، وفقا لـ"الغارديان".
وعمل الوكالة اليهودية في موسكو معرض للخطر منذ شهر حزيران/ يوليو، عندما أوصت وزارة العدل الروسية بإغلاق المنظمة لانتهاكها قوانين الخصوصية بالبلاد، ما أثار خلافا دبلوماسيا بين الحكومتين.
وبدأت الوكالة اليهودية نشاطاتها في روسيا في العام 1989، أي قبل عامين من سقوط الاتحاد السوفياتي، وبعد سقوطه، وصل إلى "إسرائيل" مئات الآلاف من اليهود آتين من كل أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق، وهم يشكلون الآن قوة سياسية كبيرة تؤهلهم للحصول على 15 مقعدا من مقاعد الكنيست.
وأدت تعبئة بوتين العسكرية إلى تدافع غير مسبوق على الرحلات الجوية إلى "إسرائيل"، حيث لا يزال المواطنون الروس موضع ترحيب كسائحين، بحسب "الغارديان".
وفي 21 أيلول/ سبتمبر، أعلن بوتين عن تعبئة "جزئية" للقتال في أوكرانيا، وتشمل رسميا 300 ألف من جنود الاحتياط الذين يتمتعون بخبرات عسكرية أو بمهارات ذات صلة.
وشهدت مكاتب الإدارة البلدية في جميع أنحاء روسيا "زيادات هائلة في الأشخاص الذين يبحثون عن سجلات لمعرفة المزيد عن أصولهم اليهودية"، بحسب "الغارديان".
ويسعى هؤلاء للحصول على أوراق تؤكد "الأصول اليهودية لأجدادهم"، ما سيفتح لهم أبواب الهجرة إلى "إسرائيل"، وجاءت غالبية تلك الطلبات من "أمهات يائسات يهدفن لإخراج أبنائهن من روسيا هربا من الحرب والتعبئة".