لبيد يهاجم الرئيس عباس من برلين.. وشولتس "متفاجئ"

الإثنين 12 سبتمبر 2022 07:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
لبيد يهاجم الرئيس عباس من برلين.. وشولتس "متفاجئ"



القدس المحتلة/سما/

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من برلين اليوم الإثنين، معتبرا أن تصريحاته عن الهولوكست غير مقبولة ومثيرة للاشمزاز، ممتدحا في الوقت نفسه ردة فعل المستشار الألماني، أولاف شولتس، ورفضه هذه التصريحات. ووفقا لمجلة شبيغل الألمانية بدا شولتس متفاجئا من ردة فعل ضيفه الإسرائيلي، الذي مدحه لتصرفه مع عباس.

وكان الرئيس عباس قد اتهم إسرائيل، في مؤتمر صحافي مشترك مع شولتس خلال زيارته الأخيرة إلى برلين، بارتكاب “محارق” بحق الفلسطينيين، مما أثار الغضب. وقال “ارتكبت إسرائيل 50 مجزرة في 50 بلدة فلسطينية منذ عام 1947 وحتى يومنا هذا. 50 مجزرة و50 محرقة”. ولم يرد المستشار على هذ ه الأقوال في المؤتمر الصحافي ولم ينأ بنفسه بوضوح إلا في وقت لاحق، مما سبب انتقادات.

وقال لبيد، اليوم الإثنين، “ما قاله الرئيس عباس كان مقززاً وغير محترم ومروع. الهولوكوست لا يمكن مقارنتها بأي شيء”. وعبر عن قلقه من أن أسلوب التعبير هذا لا يوجد فقط في تصريحات عباس في ألمانيا، ولكن أيضا في الكتب المدرسية الفلسطينية. وأضاف “يتم تعليم حملات الكراهية المروعة هذه للأطفال”.

وقال لبيد بعد لقائه مع شولتس في برلين، كان من الواضح أن شولتس فوجئ بتصريحاتي عنه “لقد شكرت المستشار على رد فعله على ما قاله بعد ذلك عن أقوال عباس”.

وتركزت محادثات لبيد وشولتس حول البرنامج النووي الإيراني وشراكة الطاقة، من بين أمور أخرى. وقال لبيد إنه من خلال احتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط، يمكن لإسرائيل أن تحل محل نحو عشرة في المئة من الغاز الروسي الذي زودت روسيا أوروبا به في السابق.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى انتهاج استراتيجية بديلة لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية.

وقال لبيد “حان الوقت للتخلي عن المفاوضات الفاشلة مع إيران”، مضيفا أنه ناقش خلال لقائه شولتس الحاجة إلى استراتيجية جديدة، مشيرا إلى أنه قدم له “معلومات استخبارتية حساسة وذات صلة” بهذا الموضوع.

وتسعى إسرائيل بشدة إلى الحيلولة دون إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران. وترى أن الاتفاق الذي يهدف إلى منع إيران من تطوير قنبلة نووية غير كافٍ. في المقابل فإن ألمانيا من بين الدول التي تعمل على إعادة إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

ولطالما أكدت طهران أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، كما يخشى الغرب وإسرائيل، وأنها ستستخدم اليورانيوم فقط لمحطات الطاقة النووية وللأغراض العلمية والصناعية. في المقابل لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تأكيد ذلك.

من جهته، قال المستشار الألماني إن بلاده ستعتمد على مساعدة إسرائيل في تعزيز قوتها للدفاع الجوي، ووصف نظام آرو3 الصاروخي الذي طورته إسرائيل بأنه “يقدم أداء عاليا”. فيما قال لبيد “إسرائيل… ستلعب دورا في بناء قوة الدفاع الألمانية الجديدة، في مجال الدفاع الجوي بالأساس”.

وانتقدت حكومات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان مشترك، أول أمس السبت، أن إيران لا تريد إبرام الاتفاق المطروح على طاولة المفاوضات. وقالت الدول الثلاث، في بيانها الذي نشرته الخارجية الألمانية، إنه نظرا لهذا الأمر فإنها ستجري مشاورات حول كيفية التعامل بأفضل السبل مع “التصعيد النووي المستمر من جانب إيران” وعدم استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال لبيد، اليوم الإثنين، “ألمانيا تحملت مسؤولية”، مضيفا أن العودة إلى الاتفاق النووي ستكون خطأ فادحا “في ظل الظروف الحالية”، موضحا أن وجود إيران نووية من شأنه أن يزعزع استقرار الشرق الأوسط ويؤدي إلى سباق تسلح، وقال: “سيكون هذا تهديدا للعالم بأسره”.

وهذه أول زيارة يقوم بها لبيد لألمانيا منذ توليه منصبه الحالي ومنصب وزير الخارجية سابقا. وأضاف أن “الموضوع الرئيسي المطروح على جدول الأعمال هو محاولة إقناع كبار المسؤولين الألمان بالتصدي للاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية الكبرى”.

ويتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة وخمس دول (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) منذ شهور في فيينا حول صفقة لإعادة التزام طهران بالقيود على برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.