قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، اليوم الأربعاء، إن أحدًا "لن يملي" على إسرائيل، "تعليمات إطلاق النار (قواعد الاشتباك)"، فيما قال وزير أمنه، بيني غانتس، إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هو وحده من يقرِّرها، وذلك في ردٍّ ضمنيٍّ منهما على الولايات المتحدة، التي أعلنت وزارة خارجيّتها أمس الثلاثاء، أنها ستواصل الضغط على إسرائيل، لتغيّر سياساتها بخصوص قواعد الاشتباك في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، خلال مؤتمر صحافيّ، أمس: "سنواصل الضغط على إسرائيل لتراجع سياساتها وممارساتها بخصوص قواعد الاشتباك بعد مقتل (استشهاد) شيرين أبو عاقلة"، بينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن تغيير قواعد الاشتباك، وفق رؤية الجانب الأميركي "من شأنه أن يقلل من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، ويحمي الصحافيين"، ولمنع أحداث كالذي أسفر عن استشهاد أبو عاقلة.
وقال لبيد خلال مشاركته في حفل تخريج أُقيم في القاعدة البحرية في حيفا مساء اليوم: "لن يملي علينا أحد تعليمات بفتح النار، ونحن نقاتل من أجل حياتنا".
وأضاف لبيد أنه "يستمع إلى مطالب بمحاكمة جنود الجيش الإسرائيلي بعد مقتل أبو عاقلة"، مضيفا: "لن أسمح لهم بملاحقة جندي في الجيش الإسرائيلي، دافع عن حياته إزاء إطلاق نار من قِبل إرهابيين، حتى نتلقّى التصفيق في الخارج فقط".
وزعم أن جيش الاحتلال "لا يطلق النار عمدا على الأبرياء".
ووفق القناة 12 العبرية تحدث رئيس الوزراء يائير لبيد مع السفير الأمريكي في إسرائيل توم نيدس حول الانتقاد الأمريكي لإجراءات فتح الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار وقال له: "إن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم ، ولست مستعدًا لخسارة الجنود عبثا.
وأضاف لبيد "التدخل الأمريكي في إجراءات إطلاق النار لجنود الجيش الإسرائيلي سابقة خطيرة وغير مقبولة ".
وجاء تصريح غانتس خلال مشاركته في تقييم للوضع الأمنيّ، والذي قال في ختامه "بمساعدة الأساليب الاستخباراتية والقتالية الدقيقة التي طورناها، نتصرف بأكثر الطرق دقّة، ضد الإرهاب، ونحمي مواطني إسرائيل، ونحدّ من الأذى الذي يلحق بمن لا يشاركون فيه".
وأضاف: "في وقت لاحق من اليوم، سأجري تقييما مركّزا، للوضع على الساحة الفلسطينية، في ضوء تزايد الأحداث الإرهابية" في الضفة الغربية المحتلة.
وقال غانتس إنّ "رئيس الأركان (للجيش الإسرائيلي)، هو وحده الذي يقرر، وسيستمر في وضع تعليمات إطلاق النار، وفقًا للاحتياجات العملياتيّة، وقيْم جيش الإسرائيلي".
وذكر أن "القادة والجنود ينفذون التعليمات بدقة"، مضيفا أنه "لم يكن هناك، ولن يكون تدخُّل سياسيّ في هذه المسألة".
وأضاف أن "جنود الجيش الإسرائيلي لديهم دعم كامل للقيام بمهمتهم".
هذا، وقد رجّح جيش الاحتلال، أن أبو عاقلة قُتلت برصاص أحد جنوده، وفق ما ورد في النتائج النهائية للتحقيق الإسرائيلي، التي كشف عن تفاصيل اغتيال أبو عاقلة، والتي نُشرت الإثنين.
وقوبلت نتائج التقرير الإسرائيلي برفض من قبل عائلة الصحافية الشهيدة، والتي طالبت بإجراء "تحقيق شامل من قبل المحكمة الجنائية الدولية"، فيما ذكرت الرئاسة الفلسطينية، أنّ نتائج التحقيق الإسرائيليّ، هي "محاولة إسرائيلية جديدة للتهرب من مسؤولية" قتل الشهيدة.
وقال جيش الاحتلال إن أبو عاقلة قُتِلت على الأرجح من نيران جندي، والذي ظنّها خطأً بأنها مسلّح فلسطينيّ. وأكد أن الجندي أطلق النار بشكل دقيق نحو أبو عاقلة، حينما كان في مركبة مصفّحة، بذريعة أن الجندي كان يتعرّض لإطلاق نار.