خبر : لا شريك إسرائيلى للفلسطينيين .. ماجد عزام

الثلاثاء 20 أكتوبر 2009 01:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا شريك إسرائيلى للفلسطينيين .. ماجد عزام



لا شريك إسرائيلى للفلسطينيينماجد عزام *ابتدعت إسرائيل منذ عقد من الزمن نظرية للاشريك التي تزعم غياب شريك فلسطيني لإسرائيل فيما يتعلق بعملية التسوية والمفاوضات الهادفة إلى التوصل إلى حل نهائي للصراع في فلسطين والمنطقة.عدة أهداف أرادت الدولة العبرية تحقيقها جراء طرح نظرية اللاشريك منها إلقاء تبعة التعثر في التوصل إلى اتفاق على كاهل الفلسطينين كما حصل مع أهود باراك بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد صيف العام 2000 ومنها أيضاً عدم امتلاك الإرادة لحل الصراع من الأساس على قاعدة امتلاك الحق المطلق في كامل ارض فلسطين التاريخية و عدم الرغبة في التنازل عن أي جزء منها وحتى فى حالة امتلاك رغبة كهذه ثمة اقتناع تام بأن أقصى ما تعرضه إسرائيل لا يتساوق و بتطابق مع الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به أي مسؤول او قائد أو ناهيك عن الشعب الفلسطيني ككل.طرح نظرية اللاشريك هدف كذلك إلى إيجاد المبرر والذريعة لتطبيق الخطوات الأحادية وفرض الحلول من جانب واحد على الأرض على قاعدة عدم انتظار الشريك الفلسطينى وبالتالى استغلال إسرائيل الفرصة لفرض ما يتلاءم مع مصالحها , وفرض وقائع على الأرض تفرغ اى مفاوضات من محتواها ومن ثم العودة إلى إلقاء التهمة ومسؤولية الفشل على الجانب الفلسطيني .      طوال الوقت ومنذ توقيع اتفاق أوسلو تحديدا افتقد الفلسطينيون في الحقيقة لشريك إسرائيلي يملك النية والإرادة الصادقة لحل الصراع بشكل عادل ومنصف ومتوازن غير أن الأمر بات أكثر وضوحا مع حكومة بنيامين نتنياهو- افيغدور ليبرمان-  اهود باراك - ليبرمان- ببساطة لا يؤمن الأول والثاني بأي تسوية نهائية مع الفلسطينيين بينما يعتقد الثالث أن ليس من شريك فلسطيني قادر وملائم  للتوصل والتوقيع والتنفيذ لاى اتفاق محتمل , بتفصيل أكثر يتطابق موقف ليبرمان تماماً مع موقف نتنياهو الذي يرفض التطرق بشكل جدي إلى مفاوضات الوضع النهائى , يقارب الدولة الفلسطينية بشروط تعجيزية في الحقيقة تفرغها من من أي محتوى , وعوضاً عن مطلب الاقرار الفلسطينى باسرائيل كدولة يهودية ما يعنى شطب حق حق عودة الاجئين قبل الجلوس الى الطاولة يرفض نتن ياهو التطرق لملف القدس - هى ليست مستوطنة بل عاصمة إسرائيل الأبدية حسب تعبيره-.  وفي السياق فإن الكيان الذي يمكن التنازل وتسميته بدولة لا يتمتع بالسيطرة على الحدود ولا على الأجواء ولا على موجات البث الكهرومغناطيسى ولا يمتلك الحق بامتلاك جيش قوي أو إبرام معاهدات أمنية وعسكرية مع أي دول تعتبرها إسرائيل عدواً باعتبار أن لا حاجة لهكذا معاهدات من الأصل، وحتى الوصول إلى هذه المرحلة اى التفاوض النهائي ثمة سيرورة طويلة زمنياً تستند إلى السلام الاقتصادي بمعنى تحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية وكذلك الوضع الامنى عبر إزالة الحواجز وبناء المؤسسات الأمنية والإدارية و في الجوهر ابقاء الفلسطينيين تحت الاختبار الإسرائيلي العنصري والمتعالي والمتغطرس وفقط بعد التأكد من جاهز يتهم للخضوع بعد عمر طويل طبعا يتم التنازل واعطائهم الكيان فاقد الصلاحيات سابقة الذكر مع التكرم وغض  النظر عن اطلاق وصف دولة عليه . المعطيات السابقة تنال المصداقية والتاكيد من ممارسات وتصرفات حكومة نتن ياهو منذ تشكيلها رفض تجميد الاستيطان بل المضى قدما بقوة فيه لفرض المزيد من الوقائع خاصة فى في القدس القديمة ومحيط الحرم القدسى الشريف-لمنع تحولها الى عاصمة فلسطينية- بعد النجاح عبر السنوات الماضية ووفق منطق القضم التدريجى فى فرض امر واقع مماثل في باقى انحاء الضفة الغربية بما يمنع اقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافيا وقابلة للحياة . مع الرفض التام فى السياق لمرجعيات التفاوض المطلوبة فلسطينياً ودوليا اى استئناف المفاوضات من النقطة التى توقفت عندها وحسب مصادر فلسطينية مطلعة فان التباينات الإسرائيلية مع ادارة باراك واوباما والسلطة لا تقتصر على ملف الاستيطان وانما تتعداه الى امور جوهرية اخرى منها رفض نتنياهو تحديد السقف الزمني للمفاوضات بعامين، وكذلك تحديد الهدف النهائى لها اى الدولة الفلسطينية كما يرفض أن تستند حدود الدولة الى خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967، مع تعديلات متفق عليها طبعاً .  ليس بعيدا عما سبق يبدو لافتا جداً ما فعله و يفعله اهود باراك فى السياسة الإسرائيلية حبث اوصل اليمين الى السلطة مرتين عام 2001 مع شارون وعام 2009 مع نتن ياهو الي وبين ما زال السلطة وهو اعتقد وما زال ان ابى عمار لم يمتلك الارادة للتوصل للاتفاق , بينما لا يمتلك ابو مازن القدرة على ذلك , لملء الفراغ يثرثر باراك عن التسوية الإقليمية , العودة ربما الى تصور حزب العمل التاريخى المتمثل بالخيار العربى الخيار الاردنى المصرى تحديدا , بمعنى التفاوض مع العرب بدلا من الفلسطينيين او كضامن لهم على الاقل , والنتيجة فى النهاية محكومة بما يسمية باراك مصالح اسرائيل الامنية الحيوية او ما يعرف بثوابت الاجماع الصهيونى لا لحق عودة اللاجئين ولا لتقسيم القدس العاصمة الابدية الموحدة للدولة العبرية ولا للانسحاب الى حدود حزيران يونيو 1967 لان الامر ليس مناسبا لا واقعيا ولا امنيا ايضا . فى الجوهر لا يختلف باراك سوى شكليا وتكتيكيا مع ثنائى نتن ياهو ليبرمان – واهم من ذلك برايى طبيعة الاستنتاج الفلسطينى ورد الفعل المناسب والضرورى لغياب شريك اسرائيلى جدى وملائم وعدم وجود علامات على ظهوره فى المدى المنظور فى ظل الانزياح المستمر للشارع الاسرائيلى نحو اليمين , ما يستوجب الانكباب على ترتيب البيت الداخلى انهاء الانقسام تكريس المصالحة والتوافق على كيفية ادارة الصراع مع اسرائيل فى ظل استحالة حله فى المدى القريب                                                     . * مدير مركز شرق المتوسط للاعلام