أجرى الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، محادثة هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، حول الأزمة المتصاعدة بين موسكو وتل أبيب بشأن توجه روسيا إلى تعليق عمل الوكالة يهودية على الأراضي الروسية.
وتسعى وزارة العدل الروسية إلى حل "الوكالة اليهودية" في روسيا بسبب ما تنسبه إلسلطات إلى الوكالة التي تعتبر أكبر منظمة يهودية غير ربحية في العالم، والتي تساعد اليهود على الهجرة إلى إسرائيل، من انتهاك لقوانين الخصوصية.
وجاء في بيان صدر عن الكرملين أن بوتين وهرتسوغ "تطرقا إلى مشكلة المنظمة الني تمثل الوكالة اليهودية في روسيا"، وقال الكرملين إنهما اتفقا على استمرار الاتصالات على مستوى الوزارات المعنية في كلا البلدين بشأن الوكالة اليهودية".
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في تصريحات صحافية، إنه "تمت مناقشة عدد من قضايا التعاون الثنائي بين الجانبين، بما في ذلك في المجال الإنساني، مع مراعاة التراث التاريخي الغني للعلاقات الروسية الإسرائيلية".
وأضاف أن بوتين وهرتسوغ "تحدثا عن المساهمة الحاسمة للجيش الأحمر في الانتصار على النازية وإنقاذ الشعب اليهودي من الإبادة إبان الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)، فضلا عن الدور الإيجابي لليهود في الحياة الاجتماعية والثقافية لروسيا".
وجاء في بيان صدر عن مكتب هرتسوغ أن الأخير "توسع في حديثه عن أنشطة الوكالة اليهودية في روسيا"، وأضاف أن "الاتصال كان طويلا وصريحا وصادقا. كما أفاد البيان أن الاثنين ناقشا "القضايا الثنائية" بما في ذلك "التحديات التي يواجهها الشعب اليهودي في الشتات".
اقرأ/ي أيضًا | أزمة الوكالة اليهودية: مباحثات إسرائيلية - روسية... دون نتائج
ولم يأت البيان الإسرائيلي على ذكر الحرب في أوكرانيا في بيانه، في حين أشار إلى أن الرئيسين أكدا على مجالات التعاون المهمة بين إسرائيل وروسيا واتفقا على أن يبقيا على اتصال من أجل مواصلة وتعزيز العلاقات بين البلدين".
وأوضح البيان الذي صدر عن مكتب هرتسوغ، الذي يعتبر منصبه شرفيا إلى حد بعيد، أن الاتصال مع بوتين تم بالتنسيق مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي استنكر الغزو الروسي لأوكرانيا.
وعبّر بعض السياسيين الإسرائيليين عن قلقهم من أن يكون تحرك روسيا تجاه الوكالة اليهودية يأتي في سياق الرد على الانتقاد الإسرائيلي لغزو أوكرانيا. كما تشير التقارير الإسرائيلية إلى خشية من أن يؤدي التوتر بين موسكو وتل أبيب إلى إلإضرار بآلية التنسيق الروسية الإسرائيلية بشأن سورية.
وقبل حوالي أسبوعين، عقدت المحكمة في موسكو جلسة استماع أولية بناء على طلب وزارة العدل الروسية لبدء إجراءات ضد عمل الجمعية التي تدير عمل الوكالة اليهودية في روسيا، بسبب انتهاكها لقوانين الخصوصية وجمع معلومات عن المواطنين الروس.
وجرت المناقشة بعد طلب من وزارة العدل الروسية بحل الوكالة اليهودية التي تعمل في البلاد كمنظمة روسية مستقلة. وكانت المناقشة فنية تمحورت حول الأمور القانونية ولم تقدم القاضية، أولغا ليبكينا، اقتراحات لتسوية القضية، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس" عبر موقعها الإلكتروني، فيما حددت القاضية موعدا لإجراء مناقشة موسعة في ملف القضية في 19 آب/ أغسطس الجاري.