هل الأدوية النفسية تضر أكثر مما تنفع؟

الأربعاء 20 يوليو 2022 12:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل الأدوية النفسية تضر أكثر مما تنفع؟



وكالات / سما /

رغم التطور الهائل في التكنولوجيا، إلا أن عالمنا لا يخلو من ظهور الأمراض النفسية بكثرة.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى وجود حوالي المليار مصاب بالاضطرابات النفسية في إحصائية سنة 2020.

هذا العدد الهائل من المرضى، دعا الكثير من الباحثين للشك في إمكانية أن تخضع الأدوية النفسية لتأثيرات تجارية من قبل الشركات المصنعة.

ويدّعي بعض الباحثين أن التجارب التي أُجريت بتمويل من شركات الأدوية حول فعالية الأدوية النفسية كانت متحيزة بشكل عام؛ لأن المرضى المعنيين بالتجارب كانوا يتناولون أدوية أخرى يضطرون لإيقافها والمرور بمرحلة الانسحاب قبل بدء تناول الدواء التجريبي، والذي يبدو بعد ذلك أن له فائدة كبيرة.

كما يعتقدون أن الوفيات الناجمة عن الانتحار في التجارب السريرية للأدوية النفسية لا يتم الإبلاغ عنها أو تسجيلها ضمن تقارير التجارب.

ونشر الدكتور سكوت كننغهام، دكتوراه في الطب، دراسة حالة على الصعيد الوطني في فنلندا مؤخرا على موقع MDLinx، شملت مرضى الفصام (18-85 سنة من العمر) باستخدام البيانات التي تم الحصول عليها من السجلات الوطنية الفنلندية.

وتكونت مجموعة الدراسة من 375 مريضاً مصاباً بالفصام تم تشخيصهم بورم دموي خبيث.

وكانت النتائج صادمة، في ظل زيادة الحديث في الأوساط العلمية والطبية حول أضرار الأدوية النفسية التي قد تتجاوز الفوائد في بعض الحالات.

وخلصت الدراسة إلى أن العلاج طويل الأمد لمرض انفصام الشخصية بالكلوزابين زاد من خطر الإصابة بأورام الدم الخبيثة (سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدم).

واختتم الباحثون دراستهم هذه بنصيحة هامة: ”رغم الفعالية السريرية الفائقة للكلوزابين في مرضى الفصام المقاوم للعلاج، يجب إبلاغ المرضى بالآثار غير المرغوبة، بما في ذلك زيادة الوزن، والسكري، والتهاب عضلة القلب، والنوبات الصرعية، والأورام الدموية الخبيثة“.

وفي هذا الإطار، ينقل موقع mad in America كلام الدكتور ناصر غيمي: ”في الحقيقة لم يتم إثبات فعالية الكثير من الأدوية النفسية في تحسين مسار أي أمراض يُفترض أنها تعالجها، كما لم يتم إثبات أنها تمنع الاستشفاء أو تطيل العمر، كما يعتقد العديد من الأطباء“.

وناصر غيمي هو طبيب نفسي شهير في جامعة تافتس وكلية الطب بجامعة هارفارد.

ولم تقف الدراسات عند حد أدوية الذهان، بل تناولت أيضاً مضادات الاكتئاب.

وخلصت دراسة حديثة نُشرت في الموقع البحثي thebmj إلى أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب طويلة الأمد قد توقفوا دون أن يُصابوا بالنكس.

وهذه الدراسة فتحت الباب على مصراعيه لجدل قد لا ينتهي في وقت قريب.

وأخيراً، ما يجب على المرضى فعله، بالتأكيد ليس الامتناع عن تناول الأدوية النفسية، أو عدم الالتزام بتعليمات الطبيب النفسي، بل يجب عليهم مصارحة أطبائهم حول الأعراض الجانبية المزعجة التي يشعرون بها، وطرح إمكانية استبدالها بأدوية أخرى تعطي المفعول نفسه، وتكون ذات تأثيرات جانبية أقل، وفقا لأطباء نفسيين.