رغم الحيرة التي تلف بين أعناق وعلى ألسنة القيادات السياسية لحركة حماس بسبب صعوبة بناء علاقات حقيقية مع دولة مهمة في المعادلة الفلسطينية مثل الاردن الا ان الأجواء طيبة الى حد ما.
وإلى حد بعيد وتبدو بين الجانبين بعد فترة إستعصاء إستمرت لسنوات قابلة للتطور الذي تظهر فيه قيادة حركة حماس حرصا شديدا باتجاه مسارين المسار الاول هو عدم الإلحاح والضغط على الاردن باي حال من الأحوال.
والمسار الثاني البقاء في دائرة ومستوى الإشتباك مع إستراتيجية حركية تحافظ على التوازن في العلاقات مع الاردن وترفض اي تدخل من اي نوع في المسائل والملفات الداخلية الاردنية وتظهر حرصا كبيرا على تقديم الامتنان للدولة والقيادة الاردنية بسبب دور المملكة في دعم الشعب الفلسطيني وفي دعم أهالي قطاع غزة بصورة خاصة.
دون ذلك تحرص مؤسسة حركة حماس كما يشير قياديون فيها على بقاء العلاقات في الاردن رغم انها لم تتطور الى المستوى المنشود بعد هادئة ووادعة سياسيا و بعيدة تماما عن اي تجاذب او خلافات وعلى اساس الحرص الكبير على امكانية تطورها بالمستقبل.
في الأثناء يلاحظ قادة في جبهة العمل الاسلامي التي تعتبر من أبرز حلفاء حماس في المعادلة الداخلية الاردنية بان الموقف الرسمي لايزال متزنرا بالإحتياط الامني ولا ينحاز للسياسي عندما يتعلق الامر بالعلاقات الاردنية السياسية مع اطياف وشرائح ومكونات المقاومة الفلسطينية وعلى اساس صيغة تتجنب اغضاب السلطة الفلسطينية.
مؤخرا أرسلت حماس مايفيد الى عمان بانها حريصة من جانبها على عدم التاسيس لحال التجاذب او خلاف او حتى صراع مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأظهرت رسائل خاصة من حماس الاحترام لحسابات الاردن المستندة الى دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع امل في ان توسع عمان اطار اتصالها السياسي مع حركة حماس خصوصا وان بعض مصالح الاردن العليا تتطلب ذلك.
وعلى اساس توافق المواقف بخصوص العلاقة بين الضفتين ومستقبلها وتوافق المواقف بخصوص القدس ودعم الوصايه الهاشمية دون ذلك ودون حالة هدوء ساكنة لا تنحرف فيها العلاقات بين الجانبين نحو التأزم كما كان يحصل في الماضي.
لا بل تشهد بعض التنسيق أحيانا ودون ان تنجرف باتجاه علاقات خاصة جدا تليق بالطرفين حافظت حكومة الاردن على أواصر التواصل ناعمة لكن عن بعد وحرصت على بقاء ملف التواصل والاتصال بحركة حماس قيد الاعتبار الأمني دون نقله الى الاعتبار السياسي وهو ما تأمل به يوما حركة حماس ومعها طيف واسع من النخب السياسية والوطنية الاردنية.
الى ان تنضج ظروف موضوعية تسمح بذلك تظهر حركة حماس احتراما للقيود والتقاليد والحسابات الاردنية فيما يظهر الاردن بدوره قدر من الانفتاح قابل للتطور مستقبلا و بصورة ايجابية.
الوضع في العلاقة بين الاردن وحركة حماس يبدو انه حساس احيانا لكن الطرفان يتجاوزان الحساسية باتجاه حل تسكين لخلافات او تجاذبات في الماضي وفي سياق سعي حركة حماس لتنشيط علاقتها ودفعها بإيجابية في كل الدول العربية مع فهم الخارطة السياسية الاردنية الى ان الموقف الاردني من حركة حماس مقيد الى حد ما احيانا بمواقف دول اخرى حليفة للاردن مثل السعودية والامارات ومصر.
ويحصل ذلك بطبيعة الحال رغم ان حركة حماس كانت قد طلبت من الاردن التحرك في المجتمع الدولي والتحدث باسمها لا بل دفعت باتجاه اعتبارها ورقة سياسية يمكن ان تؤسس لنقاط توافق ثتائية قابلة للتطور مستقبلا.
ومن ذلك كانت قيادة حماس قد طلبت من الملك عبد الله الثاني شخصيا ان يتحدث باسمها عندما يرى ذلك مناسبا لا بل في اتصالات بينية فهم الجميع ان حركة حماس تأمل برفع مستوى التواصل والتنسيق الى نموذج يقترب من دولة مثل تركيا او حتى الى النموذج المصري فبالرغم من العداء السياسي القنوات الامنية بين مصر وحركة حماس في داخل القطاع وخارجه بقيت نشطة طوال الوقت.
"رأي اليوم"