دخل الشيخ رائد صلاح، مساء الأحد، المسجد الأقصى المبارك بعد أن حُرم من الوصول إليه لأكثر من 15 عامًا بسبب إبعاده لسنوات وسجنه.
وشهد دخول الشيخ رائد صلاح استقبالا حافلا من المصلين الذين فرحوا برؤيته داخل باحات الأقصى بعد سنوات من التغييب عنه، وسط هتافات التكبير والبهجة العارمة.
وأدى الشيخ رائد صلاح صلاة المغرب في المسجد الأقصى لأول مرة بعد إبعاد لأكثر من 15 عامًا.
وقال الشيخ صلاح "إن قضية الإبعاد مؤلمة نعم، ولكن لو اجتمعت كل قوى الاحتلال في كل العالم لن تستطيع أن تقطع الرباط القلبي بيننا وبين المسجد الأقصى."
وشدد الشيخ صلاح على أن "أياما قريبة ستأتي وقد تمتعت القدس والمسجد الأقصى بكافة حريتهما، وتستقبل جموع المكبرين من كل فج عميق من أمتنا الإسلامية".
وحول عرقلة وصوله للأقصى، لفت صلاح إلى "أنها كانت متوقعة، وكل احتلال في التاريخ له صفة واحدة وهي صفة الظلم، وهو لن ينتظر من هذا الاحتلال غير الأذى".
وبدوره، قال المحامي خالد زبارقة إن الشيخ رائد صلاح دخل المسجد الأقصى ولم يتم اعتقاله كما تداول البعض، حيث أن قوات الاحتلال حاولت عرقلة دخوله للمسجد.
وكانت قد أفرجت سلطات الاحتلال عن الشيخ صلاح منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي من سجن مجدو، بعد أن قضى 17 شهرا متواصلة في الاعتقال على إثر إدانته من محكمة الاحتلال بالتحريض.
وتبنت محكمة الاحتلال مزاعم إدارة السجون التي أقرّتها المحكمة المركزية، حول "خطورة الشيخ رائد صلاح على أمن دولة الاحتلال وخطورته على الأمن والنظام في السجن حال نقله إلى قسم عادي، مستندة في قرارها إلى "مواد وصفت بسرية".
وتعرض الشيخ صلاح، في السنوات الأخيرة، وخاصةً منذ عام 2010، للسجن الفعلي التعسفي في سجون الاحتلال عدة مرات وذلك على خلفية نشاطه المناهض لسياسات الاحتلال العنصرية التي تتعلق بالقدس والمسجد الأقصى، ووقوفه سداً منيعاً أمام مخططات التهويد والتغريب.
وكانت قد امتدت محاكمة الشيخ رائد في ملف الثوابت ثلاث سنوات في قضاء الاحتلال الإسرائيلي، بدأت في أغسطس/ آب سنة 2017.
واعتقلته سلطات الاحتلال لأول مرة عام 1981، بتهمة "الانتماء إلى تنظيم محظور، اسمه أسرة الجهاد"، قبل أن تفرض الإقامة الجبرية عليه.
والشيخ صلاح، من مواليد مدينة "أم الفحم" (1958)، التي تعتبر ثاني أكبر المدن الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وحاصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل.
ومنذ ذلك التاريخ واجه "شيخ الأقصى" إجراءات احتلالية تعسفية بالمنع من السفر ودخول مدينة القدس وفرض إقامات جبرية عليه، فضلاً عن إصابته بالرصاص.
وكان الشيخ قد أصيب بجراح طفيفة خلال مواجهات في القدس عام 2007، وتعرض لإصابة وُصفت بالخطرة عندما كان على متن "أسطول الحرية" في مايو/ أيار 2010.
وبرز اسمه لأول مرة، عندما نجح بأغلبية كبيرة على منافسيه في انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عام 1989، وذلك لـ 3 مرات متتالية إلى أن استقال عام 2001، للتفرّغ لشؤون المسجد الأقصى.
والشيخ صلاح، وهو أب لـ 8 أبناء، من مؤسسي الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، بداية سبعينيات القرن الماضي.