نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا حول استخدام أموال موظفي شركة الغاز البريطانية “بريتش غاز” التقاعدية لشراء شركة أنظمة التجسس الإلكترونية إن إس أو غروب الإسرائيلية.
وفي التقرير الذي أعده كاي ويغينز في لندن ميهول سيرفستافا قالا فيه إن أموال التقاعد للعاملين في شركة الغاز البريطانية استخدمت لشراء الشركة وأن صندوق استثمار التقاعد “سينتريكا” وهو شركة شقيقة لشركة الغاز البريطانية كان واحدا من أكبر المساهمين للصندوق البالغ قيمته مليار يورو والذي قام بشراء حصة في إن إس أو في عام 2019 وذلك حسب 3 أشخاص على معرفة بالأمر. وطورت المجموعة برنامج بيغاسوس التجسسي على الهواتف النقالة. وهو ما قاد وزارة التجارة الأمريكية لوضع المجموعة الإسرائيلية على القائمة السوداء بحجة وجود أدلة عن أنها زودت برنامج التجسس إلى حكومات أجنبية “استخدمت البرنامج بطريقة خبيثة لاستهداف مسؤولي الحكومة والصحافيين ورجال الأعمال والناشطين والأكاديميين والموظفين في السفارات”.
واستخدم برنامجها للتجسس على3 أشخاص مقربين من الصحافي السعودي القتيل جمال خاشقجي، حسب منظمة “أمنستي إنترناشونال” ومعهد الرقابة على التجسس الإلكتروني في جامعة تورنتو “سيتزن لاب”.
وأكدت مجموعة أن أس أو أن خاشقجي لم يكن أبدا هدفا لبيغاسوس، سواء منها أو عميل اشترى التكنولوجيا وأنه لم يرتبط بأي طريقة بعائلته أو قتله.
وتواجه إن إس أو دعاوى قضائية من مالك واتساب، شركة ميتا/فيسبوك التي تزعم أن الشركة استخدمت مكامن الضعف في خدمة الرسائل من أجل نشر البرنامج التجسسي. وتريد شركة آبل أيضا منعها من استخدام منتجاتها. وقالت الشركة مدافعة عن نفسها إن “استخدام الأدوات لرقابة المعارضين والناشطين والصحافيين هو إساءة خطيرة لاستخدام أي تكنولوجيا وهي ضد الرغبة في استخدام أدوات حيوية”. و “أثبتت إن إس أو في الماضي أنها لا تتسامح مع أي نوع من إساءة الإستخدام وقامت بوقف عدد من العقود”.
وتضيف الصحيفة إن صندوق الاستثمار “سينتريكا” خصص أموال التقاعد لصندوق الأسهم الخاص الذي جمعته شركة نوفالبينا كابيتال، وهي شركة أنشئت عام 2017 من قبل 3 مدراء سابقين لشركة تكساس باسيفيك غروب كابيتال (تي بي جي كابيتال) وهم ستيفن بيل وستيفان كوسكي وباستيان لوكين. وتملك مجموعة نوفالبينا كابيتال نسبة 70% من أسهم إن إس أو، حسب شركة البرمجيات. ويملك صندوق الاستثمار العام المشترك سينتريكا مقعدا في لجنة نوفالبينا للمستثمرين الكبار فيها، وكل مستثمر يسهم بحوالي 10 ملايين يورو على الأقل، وبحسب شخصين على معرفة بالأمر. ورفض صندوق سينتريكا التعليق.
ويعتبر مكتب عائلة الملياردير البلجيكي البرت فيرير الذي توفي عام 2018 من المساهمين الكبار في نوفالبينا. وساهمت الشركة “كومباني ناسيونال إي بورتفول” بـ 50 مليون يورو للصندوق. ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن المدير القانوني البارز في الشركة غوثري باريسيس قوله إن الشركة البلجيكية ” لم تساهم في الاستثمار و/أو قرارات الصندوق التجارية”، بما في ذلك قرار شراء إن إس أو. وقال إن شركته “قلقة بشكل عميق ومنزعجة من التطورات داخل نوفالبينا”.
وقالت الصحيفة إن المستثمرين الآخرين الذين كشفوا في الماضي عن علاقاتهم مع نوفالبينا وواجهوا ضغوطا سياسية. وفي تشرين الأول/أكتوبر كتبت أمنستي انترناشونال إلى المشغل للنظام التقاعدي العام لشركة أوريغون ، وهو صندوق ألاسكا وقيمته 81 مليار يورو وصندوقين تقاعدين محليين إنكليزيين، وهما إيست رايدنغ للتقاعد وسلطة التقاعد في لساوث يوركشاير وسألت حول التزامها بصندوق نوفالبينا. وأخبرت المستثمرين أنهم “متورطون مباشرة” في “انتهاكات حقوق إنسان”.
وقالت متحدثة باسم أوريغون إنها لم تشارك في خيارات نوفالبينا للشركات أو أنها أدارت أي منها وأنها “منزعجة من التقارير بشأن التطورات المتعلقة بمجموعة إن إس أو” وأنها تفكر بـ “خيارات قانونية عدة” ولم ترد الاسكا ولا صندوق التقاعد إيست رايدنغ أو ساوث يوركشاير.
وعندما كانت “نوفالبينا” تجمع الاستثمارات عام 2017 قالت إنها بهدف البحث عن فرص في أوروبا الغربية ولشراء شركات بقيمة 200 – 500 مليون يورو. وهو ما ورد في أوراق نشرها مجلس أوريغون الاستثماري في حينه. وكان استثمارها في إن إس أو التي لديها شركة أم في لوكسمبرغ ولكن مقرها في هيرزليا بإسرائيل وقدرت بقيمة مليار يورو.
وجردت نوفالبينا العام الماضي من صندوقها بعد خلاف مع مؤسسيه المشاركين. وقام المستثمرون بتعيين شركة الاستشارات بيركيلي ريسريتش غروب لإدارة الصندوق وبتفويض لتصفية وإعادة أموالهم.
وتقوم شركة الاستشارات المعنية بتحديد كمية المبالغ المالية التي يمكن استعادتها من الصندوق بما في ذلك صفقة إن إس أو. وقال مستثمر للصحيفة ” أنا قلق بشكل واضح حول إن إس أو وإن كان لها قيمة”. وإلى جانب إن إس أو تملك نوفالبينا شركة المقامرة الإستونية “أوليمبك انترتينمت غروب” وشركة الأدوية الفرنسية “لابرواتو إكس أو”.
ويقوم البرنامج التجسسي بيغاسوس الذي أنتجته شركة إن إس أو، وصممه عاملون سابقون في الاستخبارات والجيش الإسرائيلي بتحويل أجهزة الهاتف لجاسوس على صاحبه. وتبيع الشركة البرنامج لعملاء بمصادقة من الحكومة الإسرائيلية. ولكن البرنامج تم تتبعه لعدد من الصحافيين والناشطين والمعارضين ونقاد الحكومة في عدد من الدول، بشكل قاد أنصار حقوق الإنسان للمطالبة بالأخذ على يد الشركة وتنظيم الصناعة بشكل شامل. وسمح الشيخ محمد بن راشد المكتوم، حاكم دبي لـ “خدمه أو عملائه” باستخدام برنامج التجسس ضد زوجته السابقة الأميرة هيا بنت الحسين، حسبما وجد قاض في لندن.