حذر 3 قادة سابقين في الجيش الإسرائيلي، من أن تفاقم عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، قد يقود لانتفاضة ثالثة.
جاء ذلك في رسالة نشرتها صحيفة “هآرتس” العبرية، الإثنين، لـ 3 لواءات (احتياط لم تسمهم الصحيفة)، خدموا كقادة للقيادة المركزية بالجيش الإسرائيلي، وهم أعضاء في حركة “قادة من أجل أمن الإسرائيل” (غير حكومية).
والحركة المذكورة تأسست في 2014، وتضم قادة سابقين في الجيش والأمن العام (شاباك) والشرطة والموساد، وتدعو إلى حل النزاع مع الفلسطينيين من خلال تسوية سياسية مبنية على حل الدولتين.
وقال القادة السابقين بالجيش الإسرائيلي في رسالتهم إن: “العنف غير المنضبط من قبل المستوطنين المتطرفين يقوض قوة ردع الجيش الإسرائيلي”.
وشددوا على أن المستوطنين “يستخدمون عنفا جماعيا منظما، ويتحدون سيادة الدولة وقوانينها، وخاصة احتكار الدولة لاستخدام القوة”.
وقالوا إن الاهتمام الدولي بعنف المستوطنين وصل إلى “نقطة حرجة”، وأثار انتقادات حادة “ليس فقط من الخصوم ولكن أيضا من الأصدقاء المميزين، بما في ذلك الإدارة والكونغرس في واشنطن، والجالية اليهودية بالولايات المتحدة”.
وأضافوا في رسالتهم: “في منطقتنا، سيتطلب الوضع الفوضوي والعنيف في الضفة الغربية ردا من القادة العرب الودودين، من مصر والأردن إلى الخليج”.
وأكد القادة السابقون بالجيش الإسرائيلي أن ذلك يمكن أن يضر أيضا بمسار التطبيع مع الدول العربية والدول الإسلامية خارج المنطقة.
وحذروا من أنه حال لم تتم معالجة “الظاهرة المدمرة” على الفور وبدون حل وسط فستخرج عن نطاق السيطرة.
ويؤدي هذا الاتجاه- بحسب الرسالة- إلى “عواقب وخيمة”، بما في ذلك الأضرار التي ستلحق بالتنسيق الأمني؛ وتدهور الفلسطينيين إلى اليأس إلى درجة تنظيم أنفسهم للدفاع عن النفس – وهو تطور يمكن أن يتحول إلى انتفاضة ثالثة (الأولى عام 1987 والثانية عام 2000)”.
وفي هذه الحالة قد ينتقل الصراع- وفق التحذيرات ذاتها- إلى داخل إسرائيل من خلال تضامن مواطنيها العرب مع سكان الضفة بما يترتب على ذلك من تداعيات على مجالات النظام العام والاندماج المجتمعي.
وخلص القادة الثلاثة السابقين بالجيش الإسرائيلي للقول إن: “عنف المستوطنين المتطرفين لا يطاق على المستوى الأخلاقي”.
وختموا رسالتهم بدعوة القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، “إلى القضاء بشكل فوري وقوي وحاسم على ظاهرة عنف المستوطنين”.
ومنذ العام المنصرم، تشهد الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، ارتفاعا ملحوظا في عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وتشير بيانات حركة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.