تحت عنوان “شكرا، إيما واتسون الحقوق الفلسطينية تستحق المناصرة والاهتمام” نشرت صحيفة “إندبندنت” مقال رأي للكاتبة هارييت ويليامسون قالت فيه إن موضوع الحقوق الفلسطينية يجب ألا تكون موضوعا لا يقترب أحد منه أو يتم التعامل معه سرا.
وجاء مقالها بعد الهجوم الإسرائيلي على نجمة أفلام “هاري بوتر” من الجماعات المؤيدة لإسرائيل والمسؤولين الإسرائيليين.
وأشارت إلى أن واتسون وضعت قبل يومين منشورا على حسابها في انستغرام الذي يتابعه 63.3 مليون شخص. وظهر فيه احتجاج مناصر للفلسطينيين محملا بكولاج يقرأ كـ “التضامن هو فعل”. وضم التعليق أيضا اقتباسا حول طبيعة التضامن من الكاتبة سارة أحمد. وشرح أن الصورة هي عبارة عن إعادة نشر لواحدة نشرتها مجموعة “باد أكتيفست كوليكتف”. و “كما هو متوقع لم يستغرق الأمر سوى دقيقة من داني دانون، مدير العملية الدولية في حزب الليكود والسفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة لكي يوجه عبر تغريدة اتهاما لواتسون بمعاداة السامية”.
وقالت ويليامسون إن الخلط ما بين اليهودية والشعب اليهودي وإسرائيل وسياسات الحكومة الإسرائيلية أمر مضر جدا وغير صحيح. وهو خلط أدى ولمدة طويلة لنزع الشرعية حتى عن النقد الخفيف لسياسات الحكومة الإسرائيلية”. وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية مثل بقية حكومات العالم يجب أن تكون عرضة للمحاسبة على أفعالها وقراراتها. وبحسب منظمة “هيومان رايتس ووتش” فإن إسرائيل تفرض قيودا صعبة وتمييزية على حقوق الفلسطينيين. ووصفت الأمم المتحدة المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية بغير الشرعية وتدوس على القانون الدولي لحقوق الإنسان. ويعيش مليونا فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حالة من عدم الأمن الغذائي. وفي غزة يحظر على السكان الوصول إلى المياه الإقليمية للصيد وهناك قيود مشددة على حركة الناس والبضائع في المنطقة. ولا تتوفر مياه كافية للشرب أو الطبخ أو النظافة. وتسيطر إسرائيل على 85% من مصادر المياه الفلسطينية. وهناك 3.572 وفاة بين الفلسطينيين نجمت عن الحرب خلال العشر سنوات الماضية بمن فيها 806 طفلا. وهناك 198 حالة وفاة إسرائيلية بسبب النزاعات بمن فيها 14 طفلا. ووثقت الأمم المتحدة أن إسرائيل قامت خلال الستة أشهر الأولى من عام 2021 بهدم، ومصادرة أو أجبرت على هدم حوالي 421 بناية يملكها الفلسطينيون في الضفة الغربية، مما أدى لتشؤيد 592 شخصا، من بينهم 320 طفلا.
وتقول إن “المعاناة الضخمة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في ظل الإحتلال ليست موضوعا للنقاش بل حقيقة”. وأضافت “انتقاد إسرائيل وسياساتها والإعتراق بالطريقة التي يتم فيها تجاهل الحقوق الفلسطينية بشكل روتيني ليس في جوهره معاداة للسامية. وربما كانت من خلال استخدام اللغة والإشارات المعادية للسامية. إلا أن الخلط بين الحرص على انتهاكات حقوق الإنسان التي تكرسها الحكومة الإسرائيلية مع كراهية الشعب اليهودي ككل أمر لا يساعد للغاية وخطأ في وجه أزمة انسانية مستمرة”.
ونقلت الكاتبة كلام الأسقف الراحل ديزموند توتو الذي تم تجاهل دعمه القوي للفلسطينيين في كل التحيات والمديح والنعي الذي كيل عند وفاته ” من يغضون الطرف عن الظلم يقومون بتكريسه. ولو كنت محايدا في ظروف الظلم فإنك تعين الظالم”. وهذا يعني أن علينا عدم تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني أو السماح بازدهار الكراهية لليهودية والشعب اليهودي”.
وأكدت الكاتبة أنه “من الإنصاف لإيما واتسون أن منشورها على انستغرام لم يحذف، وعلى خلاف منشورات داعمة للحقوق الفلسطينية من ريهانا وكيندال جانر وباريس هيلتون والتي حذفت. ويجب عدم التعامل مع الشعب الفلسطيني كموضوع لا يمكن لأحد الإقتراب منه أو يغلف بالصمت. ويجب الإعتراف بالمعاناة وتعريضه للضوء وبدون تحميل اليهودية والشعب اليهودي ككل المسؤولية. وبالتأكيد فهذا التمييز ليس من الصعب فهمه”.