أيد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أمام مسؤولين إسرائيليين أثناء زيارته لإسرائيل، قبل أسبوعين، تهديد إيران بتشديد عقوبات مجلس الأمن الدولي عليها كوسيلة لردعها عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، حسبما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين اليوم، الخميس.
وبحسب هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين، فإن سوليفان شدد خلال "المحادثات الإستراتيجية" مع إسرائيل على أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران في الأسابيع القريبة المقبلة، وإذا توصلت الولايات المتحدة إلى استنتاج أن إيران لا تجري مفاوضات جدية، فإن إدارة بايدن ستغادر المفاوضات.
ويطلق على إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن تسمية Snapback، وهذا نظام متشدد وكان جزء من الاتفاق النووي في العام 2015، وهدفه معاقبة إيران في حال خرقت الاتفاق. ووفقا للاتفاق فإن أيا من أطرافه بإمكانه تفعيل هذا النظام من دون الحاجة إلى موافقة الدول الأخرى وبدء فرض عقوبات على إيران بشكل أوتوماتيكي.
ورُفعت عقوبات مجلس الأمن الدولي عن إيران في إطار الاتفاق النووي، ومن شأن إعادة فرضها أن يلحق اضرارا بالغة بالاقتصاد الإيراني، خاصة وأن الدول الأعضاء في مجلس الأمن ملزمة بتطبيقها.
وطالبت إسرائيل الولايات المتحدة والدول العظمى الأوروبية ببدء خطوات لإعادة فرض عقوبات على إيران، لكن بريطانيا فقط أبدت موافقة على ذلك، وفقا لـ"واللا".
وحسب الموقع، فإن إدارة بايدن أوضحت لإسرائيل، في الأشهر الأخيرة، أنها معنية بالدمج بين مواصلة الضغوط على إيران وبين المفاوضات الدبلوماسية الجارية في فيينا، وأن عمليات التخريب التي نفذتها إسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية إنما دفعت إيران وحسب إلى تسريع برنامجها النووي.
وعُقد الحوار الإستراتيجي الأميركي – الإسرائيلي في القدس، في 22 كانون الأول/ديسمبر الفائت، برئاسة سوليفان ونظيره الإسرائيلي، أيال حولتا. وبحسب مسؤولين إسرائيليين تحدثوا إلى "واللا"، فإن سوليفان قال خلال الحوار الإستراتيجي إنه قلق جدا من أن الإيرانيين يشعرون بأنهم يقتربون من إمكانية الانطلاق نحو سلاح نووي.
وأضاف سوليفان أنه لا يعلم إذا كانت إيران ستقرر التقدم باتجاه قنبلة ذرية نتيجة ضغوط أخرى تمارس عليها أو نتيجة غياب رد فعل على "استفزازاتها". واعتبر سوليفان أن التهديد باستخدام نظام Snapback إلى جانب تهديد عسكري موثوق به ضد إيران هما أداتان ينبغي استخدامهما من أجل ردع إيران عن الانتقال إلى تخصيب يورانيوم بنسبة 90%، تمهيدا لصنع سلاح نووي.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية لسوليفان، حسب "واللا"، إنهم يعتقدون أن على الولايات المتحدة والدول الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي البدء بتحريك عملية Snapback في حال وصول مفاوضات فيينا إلى طريق مسدود، ومن دون علاقة بمستوى تخصيب اليورانيوم.
ونقل "واللا" عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن الولايات المتحدة لن تتطرق إلى محادثات دبلوماسية مغلقة مع إسرائيل، لكنه اضاف أنه "يجري تنسيق وثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن التهديد الإيراني. وزيارة جيك سوليفان، الشهر الماضي، أعاد التأكيد على حجم هذا التنسيق الوثيق".