وتوجّه الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، اليوم الإثنين، إلى "الأسير هشام أبو هواش"، واصفاً إياه بـ"البطل والرمز من رموز المقاومة وعناوينها الكبرى، إلى جانب الأبطال الستة الذين نفذوا عملية نفق الحرية قبل أشهر".
ولفت إلى أنّ "هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، ويعانون معاناة هائلة".
وقال نصر الله إنّه "قبل أسابيع، اكتمل الجدار الهائل حول غزة، ليزيد في شدّة الحصار المفروض منذ 15 عاماً على القطاع"، مضيفاً أنّ "العالم كله يقف ساكتاً".
وأكد أنّ "فلسطين اليوم محتلةٌ من جانب الصهاينة. وما يعانيه الشعب الفلسطيني معروف للجميع بسبب الاحتلال والتهجير والشتات".
في سياق منفصل، قال حسن نصر الله، إنّ "تداعيات اغتيال الأميركيين للشهيدين سليماني وأبي مهدي المهندس ما زالت مستمرة حتى اليوم".
وفي كلمة له، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس ورفاقهما، أكّد نصر الله أنّ "إحياء المناسبة للشهيدين سليماني والمهندس هو اعتراف بالتضحيات التي قدّماها".
وأشار إلى أنّه "خلال العامين الماضيين، كانت هناك معارك كبرى تؤكد الاستمرار في نهج الشهيدين كمعركة سيف القدس"، معتبراً أنّ "على شعوبنا وبلادنا أن تحدد موقفاً ثابتاً بين القاتل والشهيد".
وأوضح نصر الله أنّ "على العراق أن يقدّم موقفاً من القاتل ومن الشهيد"، مضيفاً أنّ "أميركا هي التي احتلت العراق واستبدت به، وارتكبت المجازر (فيه)، قبل اغتيال سليماني".
وشدّد نصر الله على أنّ "أميركا هي من اخترع داعش لعودة جيوشها إلى العراق، وهي التي تتحمل مسؤولية كل الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش"، موضحاً أنّ "أميركا هي القاتل والمنافق"، ولا مثيل لإجرامها في التاريخ.
وأضاف "أمّا الشهيد سليماني، فهو الذي وقف إلى جانب الشعب العراقي، وساهم في تأسيس المقاومة، وأمدّها بالسلاح والقوى والاندفاع"، مؤكّداً أنّ "إيران كانت أول من وقف الى جانب الشعب العراقي في مواجهة داعش الذي جاءت به واشنطن".
واعتبر نصر الله أنّ "الأمن الذي ينعم به العراق اليوم هو ببركة الشهداء"، متسائلاً "هل من الإنصاف المقارنة بين أميركا القاتلة وإيران التي ساندت العراق؟".
ورأى نصر الله أنّ "من الكارثة المقارنة بين الشهيدين اللذين وقفا إلى جانب العراق، وبين أميركا التي نفّذت المجازر".
واتهم نصر الله السعودية بأنّها كانت ترسل الانتحاريين وسيارات الانتحاريين إلى العراق، وأرسلت شبّانها ليَقتلوا الأطفال والنساء والرجال. أمّا إيران فأرسلت رجالها ليُقتلوا دفاعاً عن الأطفال والرجال والنساء".
وادعى أنّ "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من قال إن الأميركيين طلبوا منه نشر الفكر الوهابي".
وأوضح نصر الله أنّ "الولايات المتحدة مسؤولة عن كل جرائم "إسرائيل" في فلسطين والمنطقة"، وأنّ "كل ما فعلته "إسرائيل" في لبنان، من حروب وغارات ومجازر، تتحمّل مسؤوليته الولايات المتحدة الأميركية، فكيف ننظر إليها على أنها صديق؟".
وأما في سوريا، فإن "من قتل السوريين وأدخل بلادهم في أتون الحرب المدمرة هو الإدارة الأميركية"، وفق السيد نصر الله، الذي أشار إلى أنّ "واشنطن تجعل قاعدة التنف في سوريا محمية لـ"داعش" من أجل تهديد دمشق".
وقال إنّ "الحرب على اليمن هي حرب أميركية تنفذها السعودية"، مشدداً على أنّ "الأميركيين هم من تلاعبوا بالدول الخليجية في أثناء حصار قطر من أجل سحب الأموال منها".
ولفت نصر الله إلى أن "الأميركيين، في أفغانستان أيضاً، هم الذين ارتكبوا الجرائم خلال احتلالهم البلاد، وخلال انسحابهم منها، بينما يقولون إنّ القتل حدث عن طريق الخطأ، من دون أن يحرك البنتاغون ساكناً".
وتطرّق حسن نصر الله، خلال خطابه، إلى الشأن العراقي الداخلي، وقال إنّ "التسامح أو التعمية بشأن بقاء القوات الأميركية في العراق هي قتل جديد للشهيدين سليماني والمهندس"، مشدداً على أنّ "مصير القوات الأميركية هو الخروج من هذه المنطقة".
وأضاف أنّ "دماء الشهيدين سليماني والمهندس تستصرخ العقول والضمائر في العالمين العربي والإسلامي"، مشيراً إلى أنّ "رأس العدوان وأساس الاحتلال والطغيان متمثّلان بالولايات المتحدة، ويجب اتخاذها عدواً".