أوصى إعلاميون وكتاب وأدباء على ضرورة وجود استراتيجية وطنية واضحة للإعلام الفلسطيني في مواجهة الدعاية الإسرائيلية في مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، حملت عنوان "الدعاية الإسرائيلية في المواقع الإلكترونية" في مقر النقابة بمدينة غزة.
وحضر الندوة نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين الدكتور تحسين الأسطل وعميد كلية الإعلام سابقاً في جامعة الأقصى الاستاذ الدكتور ماجد تربان والكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي توفيق أبو شومر وعدد من الإعلاميين والكتاب والمختصين بهذا الشأن.
وقال نائب نقيب الصحفيين الدكتور تحسين الأسطل، إن الاهتمام بطبيعة النشر وتناقل المعلومات في الإعلام الإسرائيلي هو أهم من معرفة الأخبار نفسها وتناقلها عنه، ومعرفة لمن ينشر وكيف ينشر، وما هي المواقع التي يجب اعتمادها.
وأكّد الأسطل، أنّ الصحافة الإسرائيلية لا تهتم بشيء أكثر من اهتمامها بمصلحة ودعم الاحتلال وروايته ، ولا تأخذ في حسبانها الكثير من القضايا الإنسانية "فهي تعتقد أنّ لها مهمة محددة وتعمل عليها وتهتم برأيها العام بشكل كبير، وينسجم الاسرائيلي بشكل كبير مع سياسات مؤسسات الاحتلال محذرا من الاختراق الإعلامي وبعض الوسائل الاحتلالية التي تصدر بأسماء فلسطينية بل نجدها تروج لبعض الاسماء من أجل خداع الرأي العام الفلسطيني والعربي".
من جانبه، شدد عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة الأقصى ا.د. ماجد تربان على ضرورة عدم الجري خلف كل معلومة تصدر عبر الإعلام الإسرائيلي أو شبكات التواصل الإجتماعي، داعياً للبحث في الصحافة الإسرائيلية عن المصادر الجدية وضرورة الترجمة الدقيقة للأخبار، بهدف عدم تضليل الرأي العام.
وأضاف، أن الإعلام الفلسطيني يترك في الكثير من الأوقات المصادر الصحفية الموثوقة والمعروفة، وتصب اهتمامها بما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعتبر المصدر الأسرع لكافة الأخبار خاصة في أوضاع الحروب.
وأوضح تربان، أن الإعلام الإسرائيلي عمل جاهداً على انعدام الثقة بين الرؤساء العرب الأمر الذي سهل عملية التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
وتابع حديثة قائلاً:" إن إسرائيل عملت عددا من المواقع الإلكترونية المزيفة لتضليل الرأي العام الفلسطيني وتمرير روايتها من خلال كُتاب مناصرين للاحتلال الإسرائيلي وروايته الإعلامية.
وبين أن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي يغلب عليه الطابع العقلاني على عكس الإعلام الفلسطيني الذي يغلب عليه الطابع العاطفي.
وفي نفس السياق قال الكاتب هاني حبيب، إن عدم وجود جهة مخططة للإعلام الفلسطيني وعدم وجود نظام فلسطيني إعلامي واضح وانعدام المراقبة على الأخبار، عوامل أساسية في عدم تقدم الإعلام الفلسطيني ومنافسته للإعلام الإسرائيلي.
وأوضح حبيب، أن هنالك جهل في شتى المعارف لدى نسبة كبيرة من الصحفيين الفلسطينيين بسبب انعدام التحديثات على المناهج التعليمية في الجامعات العربية والتخصصات الإعلامية.
بدوره قال الإعلامي حسين الجمل، إن إسرائيل تعمل على تحديث نظامها الإعلامي بشكل مستمر، الأمر الذي يجعلهم متقدمين على الإعلام الفلسطيني بسبب امكانياتهم ووجود جهات اختصاص تتابع الأخبار المنشورة.
ودعا الجمل، نقابة الصحفيين إلى تمكين الصحافة الإلكترونية وتطوير العاملين عليها والعمل على تقديم الامكانيات اللازمة لتقدم العملية الإعلامية الفلسطينية والتصدي للإعلام الإسرائيلي.
الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي توفيق أبو شومر قال إن كل الوزارات الإسرائيلية هي إعلامية لأنها تعتبر دولة إمبريالية إعلامية.
وأوضح أبو شومر، أن هنالك شرخ كبير في الإعلام الفلسطيني متمثل بعدم فهم الإعلام بشكل صحيح وعدم وجود مؤسسات تدير المنظومة الإعلامية بشكل مستمر.
وتابع حديثة قائلاً:" إن عدم وجود هدف إعلامي محدد يعمل على ضعف الخطاب الإعلامي الفلسطيني في شتى المجالات، وهو أمر يجعل الإعلام الفلسطيني متراجع بشكل دائم.
وأشار أبو شومر إلى أن الإعلام الإسرائيلي يمر بثلاث مراحل أساسية وهي النشر والمتابعة واستخلاص وتعديل المعلومة، وهي عوامل هامة في تقدم النظام الإعلامي لأي دولة.