كان يوماً جميلاً ، ومشرقاً ، حيث تزينت نساء فلسطين بالزي الذي جسد هويتنا ، وتراثنا الزاهي ، وكأننا في عرس كبير ، وما أجمله من عرس ، حيث الفرحة التي علت الوجوه
صبايا ، بعمر الورود، وشباب، شيوخ وعجائز، يرتدون الزي الفلسطيني التراثي، أعادوا الحياة لنا وأطلوا علينا ، بابتساماتهم وزغاريدهم ودبكاتهم، وأعادونا إلى رونق وتفاصيل الحياة والفرح الفلسطيني.
فساتين ملونة أنيقة، طُرز على قماشها أشكال هندسية وزهور بألوان فلسطينية مختلفة، مزجت بإتقان بين الماضي العنيد والجميل، والحاضر المتصل بما كانت عليه البلاد وعاداتها وتقاليدها.
ولعل جمال العرس وسحره البهيج ، جاء تتويجاً لإبداعات شعبنا في فلسطين المحتلة ، التي لم تفارقنا ،غمضة عين
ما أجملك يا فلسطين يا إغرودة الكون
ما أجملك وانت تنزيني بأبنائك الذين عشقوا ، ترابك
وسمائك ، وحقولك وبياراتك
أطفال ورجال تزينوا بالزي التقليدي الفلسطيني، وشاركوا بحضور لافت في كافة الفعاليات، جابوا شوارع المدن والبلدات التي شهدت الاحتفاليات، يلوحون بكوفياتهم، ويدبكون على أنغام الدبكة الشعبية التي تشكل عنواناً جميلاً لوجودنا الضاربة أعماقه في جذور التاريخ
ما إجمل المشهد الزاهية ألوانه الهادئة وما إجمل أن يلبس الشباب الدماية الفلسطينية ، ليحتفظ بها من زمن والده وعلى رأسه يضع الحطة الفلسطينية والعقال، إن يذكرنا بآبائنا وأجدادنا، ولبساهم، عاداتهم وتقاليدهم، هذا اللباس الأصيل الذي يثبتنا على هذه الأرض، ويظهر كياننا وأصلنا.
حقاً :
ترعرنا على شيء بسيط من عادات أجدادنا الأصيلة وزيهم المميز بجلساتهم أثناء مناقشة الأمور العامة وأمور البلدة، وفي أعراسهم كانوا يشعلون النار ويرقصون، كانت جميع نساء البلد يتعاون في العرس الفلسطيني، وهن يرتدين الثوب الفلسطيني المطرز والرجال يرتدون الدماية والقمباز".
وفي الواقع ، إختار المنظمون اليوم الختامي لفعاليات يوم الزي الفلسطيني في 25 تموز، الذي يتزامن مع يوم الثقافة العربي، تأكيدا على الامتداد العربي الفلسطيني، ومطالبة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ، اليونسكو باعتماد هذا التاريخ من كل عام يوما وطنياً خاصاً بالزي والتراث الفلسطيني.
وفي الواقع :
إن أعداد المشاركين من مختلف محافظات الوطن في اليوم الأول من الفعالية ، أكدت نجاح الرسالة وقوتها ، خاصة بعد ارتداء الجميع للأزياء التراثية التقليدية، ومشاركة المئات من النساء والرجال والأطفال في المسيرة الشعبية التي انطلقت من مدرسة بنات البيرة الثانوية، وصولا إلى ساحة بلدية البيرة، مرتدين الزي الفلسطيني التقليدي.
لقد ارتدى الشباب والشابات والأطفال وكبار السن الزي التراثي، وانطلقوا في مسيرات تراثية ، جابت كافة محافظات الوطن ، وسط الأغاني والأناشيد الفلسطينية الشعبية ، وتخلل الفعالية دبكات شعبية وأناشيد وقصائد تراثية.
إن إحياء يوم الزي الفلسطيني، وافتتاح معرض المنتجات التراثية بميادين فلسطين ، تخللها مهرجان وفقرات فنية وزجل للفنانين والزجالين وتقديم عروض فنية من فلسطين المحتلة وعرض للزي الفلسطيني من كافة محافظات الوطن ومن الداخل الفلسطيني، وزاوية للمأكولات الشعبية وأخرى للمطرزات.
ما أجملك يافلسطين وأنت تنزيني بالزي الفلسطيني الرشيق والجميل ، وسط الأغاني و بمشاركة وتفاعل جماهيري كبير من أبناء المحافظة، وتخلل الفعالية دبكات شعبية وأناشيد وقصائد تراثية.
حقاً :
لم يكن الثوب الفلسطيني في يوم ما وحيداً وغريباً، فهو يتواجد في الأعراس وحفلات الحناء، ويختلف التطريز في ثوب الفتاة عن ثوب المرأة والعروس، وعن ثوب العمل وثوب المناسبات والأفراح والأحزان، كما تتميز كل قرية بشكل رسمة ولون معين تختلف عن القرية الأخرى، ومع استحداث الموضة تم ادخال التطريز الفلاحي إلى حقائب اليد والأحذية والقلائد، ويعتبر التطريز الفلاحي من أكثر الهدايا الرمزية التي تقدم للسياح والمغتربين والمحبين
القضية ياسادة في منتهى الأهمية :
فالزي الفلسطيني يعني التاريخ، التراث، العراقة الأصالة والهوية، ويوم الزي الفلسطيني بمثابة وسيلة من وسائل المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني الإرهابي الذي يحاول طمس الهوية الفلسطينية وتزييفها وسرقتها بطرقه الواضحة والمكشوفة.
إن معركة الحفاظ على الموروث الوطني الفلسطيني من السرقة والتزوير في محاولة لتشجيع فكرة اقتناء وارتداء الزي في إطار الإصرار على الوجود والبقاء وتحقيق الذات الفلسطينية وتكريس الهوية الفلسطينية والتغلب على محاولات الاحتلال من سرقته ، لاتقل أهميتها عن المعارك الأخرى التي يخوضها شعبنا ، لأن الاحتلال المجرم يسعى جاهدا لإقامة المعارض ، ويجلب عارضات أزياء صهيونيات وأجنبيات من جنسيات مختلفة وهن يرتدين الكوفية الفلسطينية باللونين الأبيض والأحمر، وأخرى بالأسود والأبيض بحجة واهية لإيهام العالم أن الزي الفلسطيني ، زي صهيوني، وفي مواقف أخرى ، يسعي لترسيخ الأكاذيب وبيع الوهم ، وذلك بإرتداء مضيفات الطائرات الصهيونية الزي الفلسطيني
لقد تمادى العدو المجرم ووصل به الأمر إلى سرقة أثوابا فلسطينية وعرضها في معارض دولية ، ولم يكتف بذلك بل سرق المأكولات الشعبية الفلسطينية، مثل الفلافل والحمص ، وللأسف يقدمها على أنها إكلات شعبية صهيونية !!!!!!!
لقد انتبه ٱباؤنا وأجدادنا إلى خطورة تلك السرقات ، عندما طلب مفتي الديار الفلسطينية الشيخ أمين الحسيني من الشعب الفلسطيني عموما أن ينزعوا الطربوش التركي عن رؤوسهم وارتداء الحطة كبديل، وجاءت هذه الخطوة بعد أن أصدر الاحتلال البريطاني تعميما بالقبض على كل من يرتدي "حطة
وبقي الرئيس الشهيد والقائد أبا عمار ، رحمه الله يرتدي الحطة على مدار عقود، والتي تغنى بها الشعب الفلسطيني فيما بعد وأطلق عليها بـ"كوفية الختيار
حافظوا على الزي الفلسطيني
ارتدوه دائما
أقيموا المعارض التراثية ، التي تجسد ثقافة شعبنا
فالزي الفلسطيني ، هويتنا
ورمز عزتنا
ووجودنا