ذكرت القناة العبرية 12 أنه يوجد في مكاتب الأبراج الحديثة العالية بتل أبيب معهد خاص لشعبة الاستخبارات العسكرية، يبدو لزائريه وكأنه شركة تكنولوجيا متطورة، لكن طابع العاملين فيه يشير إلى ما يدور بين جدرانه، إنه مركز أبحاث جديد يمكن الهيئة الأمنية من الاستعداد لمعضلات معقدة، مثل سقوط أنظمة في دول مجاورة، وتحليل الأحداث الجارية في العراق وسوريا وغيرهما.
وجاء تطوير المعهد جراء الإدراك أن هناك أسئلة معقدة من الصعب على الإطار الحالي لشعبة الاستخبارات الرد عليها، ولهذا تقرر إقامة معهد “غازيت” الذي يحمل إسم اللواء شلومو غازيت، وعلى العكس مما يمكن أن نعتقد، فإن هذا ليس معهداً أكاديمياً فقط، بل يؤدي إلى انقلاب بالقدرات التحليلية للاستخبارات الإسرائيلية. وعلى سبيل المثال يمكن المعهد الجديد الهيئة الأمنية من دراسة مدى استقرار الدول المختلفة ومدى تأثير الدول المجاورة على أمن إسرائيل.
ويتعامل الاقتصاديون والعاملون في مجال الأرصاد الجوية مع قضايا لم يتوقعها العالم بعد ، ولكن في عالم البيانات، تدرك إسرائيل أنه يجب استخدامها لحل المشكلات المادية. وبالتالي، من الممكن التعامل مع قضية مجردة مثل استقرار الاقتصاد في دولة الجوار، هجرات الشعوب وحماية الحدود لخدمة المعلومات الاستخبارية عن تلك البلدان.
وما أهمية التعامل مع المناخ أيضًا؟ سوف تؤثر ظواهر مثل الضباب والغبار والعواصف الرملية على القدرة على عمل الأقمار الصناعية – لذلك يجب إجراء الاستعدادات الآن بطرق جديدة ومبتكرة حتى لا يتضرر جمع المعلومات.
ويتكون المعهد الذي أقيم بالتعاون مع شركة “رفال” من أشخاص تعليمهم عال في مجالات مختلفة مثل العلوم الدقيقة، العلوم الاجتماعية والقاسم المشترك للجميع هو المعرفة التكنولوجية، وهكذا يعمل كل بمجال تخصصه ويبحث المشاكل المعقدة ويتناولها من جميع جوانبها ومن المتوقع عملهم لفترة طويلة من أجل تحقيق أهدافهم. لكن الهدف واضح، معرفة العالم بصورة أفضل ومواجهة تهديدات القرن ال٢١ من خلال وسائل تكنولوجية.
كيفية عمل المعهد
طورت شركة “رفال” منظومات عمل تشمل آليه فهم ومحركات بحث ضخمة تستطيع جمع معلومات وتحليل معلومات من كافة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية والعالمية ومن عالم المصادر العلنية مثل شبكات التواصل الاجتماعي ومعاهد الأبحاث في جميع أرجاء المعمورة، الأمر الذي يوفر القدرة على الحصول على نتائج مذهلة تدفع الهيئة الأمنية على استبدال نظرياتها وبلورة سبل عمل جديدة لم تفكر بها حتى الآن.
وقال اللواء أهارون حلاوة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في طقوس افتتاح المعهد يوم الأربعاء الماضي :” أريد الحصول على نتائج، ولا يدور الحديث هنا عن بحث من أجل البحث، بل عن حلول وأفكار للهيئة الاستخبارية، وعن قدرات تقييم لشعبة الاستخبارات، يوجد هنا مزج للكثير من المقومات ولا يوجد في اسرائيل مجموعة يمكن أن تقوم بالمهام التي ستقوم بها هذه المجموعة، ويوفر هذا للجيش ولقسم الأبحاث سبل تفكير مغايرة كلياً، لا يتناول هذا المعهد كتابة وثائق، بل يطور أدوات وسبل جديدة”.