أطلقت وزارة الثقافة، اليوم الخميس، الملتقى الأول لتاريخ وحضارات فلسطين والمنطقة، تحت عنوان “توجهات جديدة نحو بناء سردية وطنية علمية لتاريخ فلسطين والمنطقة”، وذلك في العاصمة الأردنية، عمان، اليوم الخميس.
ودعا وزير الثقافة عاطف أبو سيف، في كلمته بافتتاح الملتقى، إلى أهمية النهوض بمشاريع عربية لإعادة بناء سردية علمية لفلسطين والمنطقة العربية في مواجهة التحديات المشوهة التي بدأت بالأرض لتنتقل إلى الإنسان.
وقال لـ”وفا”، “إن عقد هذا الملتقى يأتي تنفيذا لخطة الحكومة الفلسطينية المرتكزة على حماية الرواية الفلسطينية والتراث الفلسطيني وحمايته وتطويره”.
وأوضح أن الملتقى يضم عددا كبيرا من الباحثين العرب، مثمنا التعاون الكبير بين وزارتي الثقافة في فلسطين والأردن.
وأكد ان الملتقى يسلط الضوء على تاريخ فلسطين والمنطقة، بهدف إعادة الاعتبار للسردية الفلسطينية وإنقاذها من الهيمنة الاستعمارية التي حاولت تشويهها.
وقال أبو سيف “لم نكن في يوم من الأيام أحوج ما نكون فيه كهذه الأيام للسردية الوطنية الفلسطينية، التي تم اختطافها كما هي الأرض، وتم تشويهها وإعادة كتابتها بما يتوافق وخطة السلب التي بدأت من الأرض مرورا بالإنسان”.
وأضاف ابو سيف “ان الحديث عن السردية الفلسطينية يعني الحديث عن التاريخ نفسه مع شقه الآخر على الضفة الأخرى، ذلك أن تلك الجغرافيا وتاريخها القديم على ضفتي النهر لم يكونا يوماً منفصلين، بل متداخلان في كل مراحلهما، وحتى يومنا هذا”.
وتابع “لقد كانت فلسطين تاريخيا ولا تزال موئلا للكثير من الروايات والسرديات التاريخية والدينية المتعلقة بوجدان الإنسان وضميره، كما كان لهذه الجغرافيا الممتدة نصيب وافر من الفعل الإنساني المتراكم”.
واكد “ان المهمة الملقاة على المؤتمر، ثقيلة؛ ذلك أنها تحمل مسؤولية علمية نبيلة، في فتح مشروع النقد المضاد والنقد العلمي البناء على مصراعيه، لإعادة كتابة رواية وسردية بلادنا في هذه المنطقة، استنادا إلى ما وصلت إليه علوم الآثار والنقوش”.
من جانبها، قالت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، يشرفها عقد هذا المؤتمر في الأردن الذي يقف باستمرار مع الأشقاء في فلسطين، وله مواقف ثابتة ومعروفة من نضال الشعب الفلسطيني، ومن بينها الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأضافت “ان هذا اللقاء يحمل توجهات جديدة في القصة والسردية الفلسطينية، ويعتمد على منطلق علمي بحثي توثيقي له أهمية كبيرة”.
بدورها، قال البرفسور باسم رعد إن هدف الملتقى هو التحضير لمؤتمرات ثقافية ومحاولة تشكيل قصة وطنية متماسكة للمنطقة ولفلسطين.
وأضاف: نتحدث عن منطقة هي أم الحضارات بالمعنى الحرفي، فهي التي أعطت العالم الحضارة والأبجدية وعظمة الكتابة والفلسفة وغيرها.
وتابع: اننا نسعى لحماية تراثنا وسرديتنا الفلسطينية الضاربة في جذور التاريخ والعمق.
والملتقى هو نقطة البداية والانطلاق لسلسلة متنوعة من المؤتمرات التاريخية الأدبية والفنية التي ستعقد خلال العام الحالي والأعوام المقبلة من أجل تعزيز التبادل الثقافي على المستويين المحلي والعالمي، وتهدف سلسلة المؤتمرات إلى الاستفادة من تطور علوم الآثار عالميا وازدياد الوعي فلسطينيا وعربيا بضرورة تطوير منهج علمي بديل في مواجهة السردية الإسرائيلية والغربية لتاريخ منطقتنا، ووضع المكتشفات الحديثة في سياقها الطبيعي لبناء رواية وطنية متكاملة ومتماسكة كونها شرطا أساسيا للاستقلال الحقيقي، وتأكيدا على الاستمرارية الحضارية للمنطقة عبر العصور.