فزنا علينا” العبارة القصيرة الأكبر في “البلاغة السياسية” على ضفتي نهر الأردن بعد اعتمادها كمعيار على منصات التواصل الاجتماعي في الأردن وفلسطين تعليقا على نتيجة مباراة منتخبي “النشامى” و”الفدائي” على ملاعب قطر ضمن تصفيات كأس العرب.
إجواء التعبيرات الرياضية المسيسة كانت نادرة وغير مسبوقة ومفعمة برسائل “وحدة المصير والهم ” بين الشعبين مع أن أجواء المناورة تنافسية والحديث عن مباراة كروية.
تداول الأردنيون عشرات الآلاف من عبارات مماثلة في إطار التفاعل مع اللقاء الذي انتهى بفوز الأردن بخمسة أهداف لهدف.
الأهم إجماع شبه وطني بين جماهير الكرة الأردنية على توجيه التحية للمنتخب الفلسطيني الذي قال فايز المجالي على فيسبوك بأنه تقدم بأداء ممتاز لا بل كان أفضل من النشامى حتى وإن عانده الحظ وخسر المباراة.
“فلسطين لعبت.. والأردن فاز”.. كان ذلك أيضا من العبارات التي راجت وبتوسع وسط حملة شعبية ورياضية في عمان يبدو أنها تعبر عن الانزعاج رغم الفوز من تراجع أداء الفريق الأردني وكذلك من أداء وتكتيكات المدرب العراقي عدنان حمد.
مشهد “شعب واحد لا شعبين” على صيغة هتاف بدأ من ملاعب الدوحة عمليا فقد نشرت بتوسع تلك الصور لمشجعي الفريقين على نفس المدرجات وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية و”الشماغ الأردني الأحمر” في مشهد وصفه عماد الديسي بانه حضاري ورياضي وأخوي بامتياز.
على المنصات أيضا تفاعلات بالجملة برسائل سياسية تسلط الضوء على “وحدة المصير” وتؤكد وفقا للناشط السياسي ياغي ضرغام بأن الفائز الحقيقي في المباراة هو مشجعو الفريقين الذين أظهروا جملة من التعاطف وتجنب اي سوء في الهتافات لا بل حملوا العلمين الفلسطيني والأردني معا على نفس المدرجات.
لاحظ كثيرون أن الأجواء الرياضية التي سبقت ولحقت وأعقبت المباراة توجه ضمنا رسالة لمشجعي فريقي الفيصلي والوحدات في عمان العاصمة خصوصا، وأن الجمهور في قطر سمع وهو يهتف مع كل هدف بعبارة “شعب واحد لا شعبين”.