معاريف: ماذا وراء اتفاق الاحتلال الأمني "الاستراتيجي" مع المغرب ؟

السبت 27 نوفمبر 2021 10:30 ص / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف: ماذا وراء اتفاق الاحتلال الأمني "الاستراتيجي" مع المغرب ؟



القدس المحتلة/سما/

سلطت صحيفة إسرائيلية الضوء على الاتفاقيات الأمنية التي وقعها الاحتلال الإسرائيلي مع المغرب، والتي اعتبرتها تل أبيب "حدثا استراتيجيا".


ووقع المغرب والاحتلال الأربعاء الماضي، "مذكرة تفاهم للتعاون الأمني"، خلال زيارة وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى المملكة، وذلك في ظل حالة التوتر في العلاقات بين المغرب والجزائر، علما بأن ووزير الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي، هو من وقع على الاتفاقية مع الاحتلال.


وأكدت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير أعده تل ليف-رام، أن "إسرائيل تولي توقيع الاتفاق أهمية كبيرة، وترى فيه حدثا استراتيجيا".


وأوضحت أن "الحديث يدور عن وثيقة مبادئ قانونية، ستسمح بتعميق التعاون الأمني بين إسرائيل والمغرب على مستويات عديدة، تشمل منح صفقات سلاح للمغرب والصناعات الأمنية الإسرائيلية وحتى التعاون في مواضيع الاستخبارات، والتدريب وغيرها".
 

وأفادت بأنه في "إطار مذكرة التفاهم فإنها ستتشكل لجنة توجيه تسمح بتعميق التعاون، وتبدأ علاقات رسمية من الشراكة في المعلومات والتخطيط العملياتي والمشتريات والبحث والتطوير، وفي التدريب".


ونبهت الصحيفة إلى أن "المغرب يعيش وضعا سياسيا-أمنيا مركبا جدا، بعد انهيار وقف النار مع جبهة البوليساريو، ولا سيما في الصحراء الغربية، وفي ضوء التدهور في علاقاتها مع الجزائر".


وزعمت أن "ارتباط إسرائيل بالمغرب يبدو اليوم عمليا أكثر، خاصة بعد اتهام الرباط لطهران وحزب الله بمساعدة محافل تعمل تجاهها"، مضيفة أن "المسألة الإيرانية لا توجد في مركز العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وفي تل أبيب يتخذون جانب الحذر الشديد في العرض العملي للمصالح الإسرائيلية في هذه المسألة".

ولفتت "معاريف" إلى أنه "في ضوء تعزز قوة إيران وحزب الله في أفريقيا، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي يرى أهمية كبيرة في تعزيز العلاقة مع المغرب، وهذا الأمر شرع به غانتس بوضع إكليل على ضريح محمد الخامس".

وذكرت أنه "بعد التوقيع على اتفاق التفاهم، فقد التقى غانتس ورئيس الأركان ورئيس الموساد، مع وزير خارجية المغرب، وبشكل غير مسبوق على وليمة الغداء مع الوفد الإسرائيلي وكل القيادة الأمنية وكبار الجنرالات في الجيش المغربي".


وعقب وزير حرب الاحتلال على الاتفاق بقوله: "وقعنا على اتفاق إطار للتعاون الأمني في كل المفاهيم مع المغرب، وهذا شيء جد هام، سيسمح لنا بتبادل الآراء والدخول في مشاريع مشتركة وتحفيز التصدير من إسرائيل إلى المغرب".


وخلال لقاء غانتس مع وزير الدفاع المغربي لوديي، شدد غانتس على أهمية "تسريع التعاون من أجل استقرار المنطقة"، معربا عن أمله في أن هناك انفتاحا أكبر "وتوسعا في اتفاقات التطبيع".


رئيس القسم السياسي-الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية زوهر بالتي، قال في إحاطة للصحفيين الذين رافقوا الوفد الإسرائيلي: "نحن نوجد في حدث غير مسبوق، وفي أحد ذرى اتفاقات إبراهيم" (التطبيع)".

وأضاف: "طائرة مع وفد أمني وضباط بالبزات العسكرية برفقة وزير الأمن، يهبطون علنا، ويلتقون مع كل القيادة الأمنية والسياسية في المغرب بما فيهم وزيرا الخارجية والدفاع. هو حدث لم نره في الماضي"، مؤكدا أن "الاتفاق سيسمح لإسرائيل والمغرب بالتعاون في التدريب".


موقع "تايمز أوف إسرائيل"، رأى أن الاتفاق المذكور بين الرباط وتل أبيب "يرسم التعاون الأمني بين الطرفين بمختلف أشكاله، في مواجهة التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة".


وزعم أن الاتفاق "سيتيح للمغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير".


ويأتي هذا الاتفاق بعد عام من التطبيع بين الجانبين لعلاقاتهما بمقتضى اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.