البداية حُلم .. بقلم: جلال نشوان

الأربعاء 24 نوفمبر 2021 09:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
البداية  حُلم .. بقلم: جلال نشوان



غزة /سما/

أضحت ضغوط الحياة وتعقيداتها  ،  تشكل تحدياً حقيقياً للناس  وتهديداً لإستقرارهم  ،  خاصة وأن الناس يكدون من أجل لقمة العيش ، التي أصبحت صعبة و قاسية ، الأمر الذي ألقى بظلال كبيرة على مناحي حياتنا ، 
وضغوط الحياة أيها السادة :
 هي الشعور الذي ينتاب الناس عندما يكافحون للتعامل مع التحديات المتعلقة بالشؤون المالية والعمل والعلاقات والبيئة والمواقف الأخرى ، ويشعر الفرد بالتوتر عندما يرى الفرد أن هناك تحديًا حقيقيًا أو متخيلًا أو تهديدًا لرفاهيته ، غالبًا ما يستخدم الناس كلمة الضغوط بالتبادل مع القلق أو الشعور بالقلق أو الخوف 
كل ذلك ساهم في البعد عن أطفالنا ، وعدم الاستماع إليهم ، والتفاعل مع معترك الحياة كالروتين اليومي وهنا نتساءل : 
كيف تنمي الطموح لدى الأطفال ,؟
أما ٱن الأوان أن نقترب  منهم ونتحسس مواهبهم وإبداعاتهم  ؟
أما ٱن الأوان أن  نعطيهم الرعاية والأهمية ؟
أن القضية ياسادة في منتهى الأهمية : 
فالبداية حلم 
فإطفالنا ، منهم من يطمح أن يكون طبيباً 
ومنهم من يطمح أن يكون مهندساً
ومنهم من يطمح أن يكون عالماً ، 
إذن يجب أن نقترب من أطفالنا ، ونأخذ بأيديهم ، ونشجعهم  على الوصول إلى أمنياتهم ونقول : 
اقتربوا من أطفالكم  ، 
 فالطفولة مرحلة تغرز في الطفل العديد من  الأفكار والتي تؤثر بشكل أساسي على حياته فيما بعد، فإذا كان الشخص مر بطفولة مستقرة ستكون حافزا له في حياته ، حتى يغدو شاباً يافعاً 
وفي الحقيقة :
 كثيرون لا  يعوا   أن الطفل يحمل العديد من المشاعر والأفكار والطموح أيضاً، ويراود الآباء سؤالاً مهما، وهو هل الطفل يُفكر ويخطط لمستقبله كما يفعل البالغون؟ أم أنه يعيش يوماً بيوم؟
ماذا تريد أن تكون مستقبلاً ( نفسك تطلع ايش ) ؟
أول سؤال راودني عند  سؤال  الطفل ذو العشر سنوات، والذي يمكن أن يفاجئك برده السريع ( طبيب)  ومنهم مهندس ومنهم من يقول( لا أريد أن أكون شيئاً !!!!!!  وهنا  يجب الإنتباه ، والعمل على اكتشاف ذلك الطفل الذي من الممكن أن يعاني من أزمات متتالية والعمل على حلها .، وهنا يجب أن نتوقف:
كيف تغرس  الطموح عند طفلك؟
نقطة البداية هي الاكتشاف، أي تراقب اهتمامات طفلك وتشاهد مايفعله حتى وإن كان شيئاً صغيراً،  وأيضاً يأتي  دور الأم  الذي يعتبر دوراً مهماً   في توجيه الطفل لهواياته ومواهبه بشكل غير مباشر فإذا كان الطفل لديه ميولا فنية فتبدأ بشراء الألوان والأوراق ليرسم، وإذا كان لديه ميول عنف فتوجهه للألعاب الرياضة، وإذا كان الطفل محباً لتفكيك الأجهزة فعلى الأم الاشتراك له في نوادي تتقن اكتشاف المواهب 
والكثير من الأهالي يسألون أطفالهم عن أحلامهم وطموحاتهم ولكن لا يساعدون في تحقيقها وينتج عن ذلك نسيان الحلم أو الشعور بالإحباط أو تغير التوجهات
اقتربوا من أطفالكم 
لإن  إعطاء الطفل الحرية لاختيار طموحه شئ مهم، ويقتصر دور الآباء على التوجيه غير المباشر فقط من خلال التحدث عن الموضوع بشكل متكرر ومدحه أمام  إخوته ، أوأصدقائه  ، أو عرض فيديوهات تناسب الطفل لنغرس  فى خياله وعقله فكرة أو طموح معين بالإضافة إلى تنمية قدرات الطفل.
وعلى الأباء  أن يتواصلون مع  المعلم ( معلم المدرسة )  لأن  الطفل يتعلم ويكتسب كل شئ من المدرسة ، ونكون هنا قد نجحنا في إيصال  الأسرة مع  المعلم 
ايها السادة : 
 يجب أن لا نغفل  البيئة الأولى التي يصطدم بها الطفل في حياته، فإذا كانت الأسرة متفائلة ولديها طموح والطاقة الإيجابية تملأ أرجاء المنزل المحيط بالطفل فذلك يدفعه لطموح كبير ويجعله يفكر بإيجابية ليكون شيئاً عظيماً.
كثيراً ما نرى في ساحات الأطفال طفلا يقوم بدور المشرف أو يساعد أقرانه، وأيضاً عند زيارة الأقارب ربما نرى طفلاً يساعد في حمل الأطباق ومساعدة والدته في أعمال المنزل، وهذا يجب تشجيعه 
 إن مشاركة الطفل في الأعمال المنزلية تعطيه الكثير من الثقة في الاختيار وتحديد الهدف، ويمكن للأم أن تسمح لطفلها باختيار ملابسه ودفع النقود عند الشراء وكل هذه الأمور تحسن من ثقة الطفل وتعطيه مسؤولية الاختيار مما يجعله شخصاً طموحا ولديه هدف واختيار في سن صغيرة.
احضنوا  أطفالكم 
 فاهمية الحضن الذي تعطيه لطفلك واهتمامك به، والحب هو ما يعطي الطفل ثقة وقوة وطاقة إيجابية تجعله يصنع نجاحاً في كافة أمور حياته ، وهنا لابد أن نعرج على الدراسة ، فهي تشكل  كابوساً للكثير من الأطفال لأن الأطفال ، يحبون اللعب ولايحبون التقيد والانضباط  في  الصفوف الدراسية والمعاودة لحل الواجبات المنزلية واستذكار دروسه بالإضافة إلى الامتحانات. وهنا  تطفو على السطح  قضية هامة وهي  الفروق الفردية والتي لا يعلمها الكثير من الأهالي فهناك طفل مستواه التعليمي متوسط بينما مستواه البدني والرياضي مرتفع ومتفوق والعكس، والأهم هنا هو ألا تترك طفلك، بمعنى اختبر قدراته واكتشف أي مجال يصلح أن يتفوق فيه من بين أقرانه وشجعه ليكون له هدفا.
ومن الأطفال من يعشق القصة ولا ينام الا على قصة جميلة ومشوقة وهنا الطفل يحلم  ويكون مثاله النموذجي بطل القصة ، لذا على الأم أو الأب إن يختار قصة خالية من العنف حتي يكبر الطموح في نفسه  وكذلك تعزيز  الحافز والطموح ليكون مثل بطل القصة ، وكذلك ذكر نماذج ناجحة ،شقت طريقها إلى المجد 
 أن أسمى المعاني الإنسانية يتعلمها الطفل من القصة والإنسان القدوة الناجح ، الذي بنى حياته على أسلوب سليم صادق  فالصدق والأمانة والإخلاص والتفاؤل تأتى من خلال قصص الحياة الناجحة 
حقاً : اقتربوا من أطفالكم لأن الإطفال يحبون 
 الحرية ولكنهم  يحتاجون  للمتابعة والاهتمام.
 الكثير من الأهالي يسألون أطفالهم عن أحلامهم وطموحاتهم ولكن لا يساعدون في تحقيقها وينتج عن ذلك نسيان الحلم أو الشعور بالإحباط أو تغير التوجهات 
انتبهوا لأطفالكم 
 لأن   تشجيع الطفل على الوصول لهدف معين يكون من مرحلة الحبو فعندما يبدأ الطفل بالحبو فى أرجاء الغرفة عليك بإحضار لُعب لتجذبه ليتحرك ويقوم بإمساكها، ثم في مرحلة المشى على الأم أن تحضر شيئاً يحفز الطفل على الوقوف والتحرك ولا تساعده حتى إن وقع فهو سيقوم ويقع ويتعلم.
الأطفال  يتعلمون  العديد من الأفكار والثوابت من خلال رد فعلك تجاه أي عمل يقوم به، فمعاقبته عندما يخطئ تمنعه من تكرار الخطأ وتعلمه. ومكافأته عند القيام بشئ جيد  ٱن البدء  بالطفل الذي يبلغ من العمر  ٥ سنوات في هذه المرحلة يُدرك جيداً ما حوله، ويمكن أن يكون له في هذا السن هواية مثل الرسم أوالكتابة 
ايها الأب الفاضل : 
أن طفلك يتعلم العديد من الأفكار والثوابت من خلال رد فعلك تجاه أي عمل يقوم به، فمعاقبته عندما يخطئ تمنعه من تكرار الخطأ وتعلمه. ومكافأته عند القيام بشئ جيد ستوضح له الفرق بين ما تريد أن تعلمه له وما لا تحبه. 
وإياكم والقمع ، فالقمع يؤدي إلى تداعيات نفسية خطيرة مثل 
«أنت مش نافع».. «أنت غبي»..«أنا زهقت منك»، تلك الكلمات الإجرامية»، لأنها تقتل طموح الطفل وتفاؤله وتحبطه وسيفقد  ثقته بنفسه وفإذا كانت أمه توبخه وتصفه بالفشل فلن يكون لديه حلم ولا طموح ، لذا. احذروا تلك الكلمات
ايها السادة الإفاضل ؛ 
 إن بعض الأهالي لديهم شعورا بأن أطفالهم ملكية خاصة ومن حقهم تقرير ما يحبون وما يفعلون ومايختارون وهذا شئ خاطئ لأن الطفل هو إنسان فى النهاية ولديه إرادة حرة ولا يجب تقييدها بالتحكم والسيطرة الزائدة فالتوجيه فقط هو المطلوب ولكن لا يجب أن تشعر طفلك وكأنه سجين لديك.
أطفالنا أمانة في أعناقنا ، 
حافظوا على الأمانة 
اقتربوا من أطفالكم 
تحسسوا  مواهبهم 
نموا  تلك المواهب 
فالبداية حُلم