الخطيب: عباس و”نهجه الجديد” يعطي الضوء الأخضر لـ “إسرائيل” لأن تفعل ما تريد في الأقصى

الجمعة 12 نوفمبر 2021 06:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
الخطيب: عباس و”نهجه الجديد” يعطي الضوء الأخضر لـ “إسرائيل” لأن تفعل ما تريد في الأقصى



القدس المحتلة / سما /

أكد رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا الشيخ كمال الخطيب أن زيارة منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة للملكة الاردنية ولقائه مع الملك عبد الله الثاني لا يمكن فصلها عن باقي الزيارات التي يقوم بها ممثلو الحكومة الإسرائيلية إلى الملك الأردني.

وتابع الخطيب في حوار مع صحيفة المدينة أن حالة الصلف الإسرائيلية وممارساتها في المسجد الأقصى التي يشرعنها منصور عباس، تعود إلى ثلاثة أسباب أهمها، هو التطبيع وتهافت الحكومات العريب لتوقيع اتفاقيات سلام مع”إسرائيل”، وتفعيل الاتفاقيات القديمة الأمر الذي يشجّع الجانب الإسرائيلي على إحداث بصمات جديدة لوجوده في الأقصى وهو مطمئن إلى أن هؤلاء المطبعين لن يكون منهم أي رد فعل.

وأضاف أن السبب الثاني هو التنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة الفلسطيني في رام الله وخدمتها المباشرة لـ “إسرائيل” وكأنها ميليشيا وتنظيمات عسكرية تقوم على خدمة المحتل الإسرائيلي على حد قوله.

وأردف أن السبب الثالث هو التطبيع الداخلي أو “الخطاب الجديد” الذي يرفع لواءه منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، والذي يعطي من خلال أفعاله وتصريحاته الضوء الأخضر لـ “إسرائيل” لأن تفعل ما تريد في الأقصى.

وأضاف، “ولا أدلّ وأكثر وضوحًا وصدمة من أن يسمي المسجد الأقصى المبارك باسمه العبري (هار هبايت) وأن يوافق الإسرائيليين على صلاتهم عند حائط البراق ويسميه كذلك باسمه العبري (حائط المبكى) بدل حائط البراق، والأخطر أنّه يقول إن الصلاة هناك مسموحة لهم (لليهود) في هذه المرحلة.

وتابع أنه يبدو أن هناك مرحلة قادمة عندما تتهيأ الظروف لتكون الصلاة مسموحة ليس عند حائط البراق، وإنما عند باب الرحمة وكل ساحات المسجد الأقصى المبارك.

وأشار الخطيب في حديثه أنه لا يفصل بين التطبيع الخارجي والتطبيع الداخلي والتنسيق الأمني، وما بين الزيارة التي كانت للأردن، باعتبار أن الأردن هي صاحبة الوصاية في الأصل على المسجد الأقصى المبارك، مضيفًا أن ذهاب شخص يحمل هذه القناعات عن المسجد الأقصى إلى العنوان الرئيس في قضية الوصاية وهو الملك الأردني، له دلالات خطيرة جدًا، وهذا ما يجعل كل عاقل يتحسس من القادم، ويضع يده على صدره خوفًا على الأقصى من مخططات خطيرة تجري بحقه.

الخطر القادم على الأقصى 

وقال الشيخ كمال الخطيب أن تصريح الدكتور منصور عباس أنه من حق المسلمين الصلاة في الأقصى، ومن حق اليهود الصلاة عند حائط البراق الذي سماه المبكى “هكوتل” في هذه المرحلة، فما المقصود إذًا؟!

وتابع، “هل المقصود أن هناك مرحلة قادمة ستكون فيها الصلاة ليس فقط عند حائط البراق وإنما في أماكن أخرى؟! هذا الكلام يحمل في طيّاته معان أخرى، ولا يمكن فصل هذا الكلام عن نصوص “اتفاقية ابراهام”.

وأضاف أن هذا التصريح لا يختلف عن هذه اتفاقات أبراهام والتي يدور الحديث فيها عن جواز الصلاة في الأقصى لكل من ينتمي إلى سلالة إبراهيم عليه السلام، وحيث انه لا توجد للمسيحيين مطالب بأي حق في الأقصى فهذه إشارة واضحة إلى حق مزعوم لليهود في الصلاة بالأقصى.

 “نهج التفريط بدأ منذ زمن”

وحول نهج رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس، وتقارب هذا النهج مع نهج منصور عباس بحسب سؤال صحيفة المدينة، قال الشيخ كمال الخطيب إن كل شخص يتحمل مسؤولية الدور الذي يقوم به، لافتًا إلى أنه اعتبر قبل 25 عامًا في أحد مهرجانات الأقصى، يوم المفاوضات مع الفلسطينيين في “واي بلانتيشن”، أنّ مجرد وضع الأقصى على طاولة المفاوضات، يعتبر تآمرًا عليه. 

وتابع، “صحيح أن ياسر عرفات لم يوافق على المشروع الأمريكي حينها، ولكن مجرد قبوله بالتفاوض والمساومة على الأقصى جعل آخرون مثل منصور يتجرؤون ويواصلون هذا النهج المدمر. 

وأضاف أن اتفاقية “أوسلو” كلها موبقات ونكبة ثانية في تاريخ الشعب الفلسطيني، وستظل تسجل بأحرف العار سواء لعرفات أو مهندسها الأول محمود عباس أو من يأتون الآن بمشاريع جديدة ضد الأقصى، مشيرًا إلى أن ما فعله عرفات أو محمود عباس ليس مبررًا على الإطلاق للسير على طريقهم. 

وتابع الشيخ أن هناك فارق بين عرفات ومحمود عباس وحتى أيمن عودة وبين منصور عباس، لأن الحديث يدور عن شخص له فكر إسلامي، فحين يأتي بكلام ومواقف كما ذكرتها فهو يمثل “الماكياج” الناجع جدًا الذي لطالما بحثت عنه المؤسسة الإسرائيلية لتجمل وجهها القبيح.

موقف الخطيب من الموحدة والمشتركة 

وقال الشيخ كمال الخطيب في حديثه مع المدينة إن موقفه من أي خطأ سواء كان خطأً سياسيًا أو اجتماعيًا، هو مواجهة هذا الخطأ والنهي عن هذا المنكر الاجتماعي أو السياسي.

وتابع أنه كان دائمًا في طليعة المواجهين الذين تصدوا لسياسات الحزب الشيوعي والجبهة، والأرشيف يزدحم بمواقفه بهذا الخصوص مع المرحوم توفيق زياد وسالم جبران وغيرهم، مضيفًا أنه من قال إن الضرر الكبير الذي ألحقه هؤلاء أو يلحقه نظراؤهم، يوازي الضرر الأكبر الذي يلحقه منصور عباس.

وتابع أن منصور يتحدث باسم الدين والمشروع الإسلامي والحركة الإسلامية، مؤكدًا على أن الحركة رغم الحظر ليست ملكه حتى يتحدث باسمها.

وأضاف، “لو أن منصور يتعامل ضمن عنوان ولافتة اسمها القائمة الموحدة كحزب فقط، سأتعامل معه مثل أي حزب آخر، ولكن حين يظل يتحدث باسم الحركة الإسلامية وأنه حامل للوائها يجعلني هذا الأمر أرفض مواقفه وممارساته بشكل جلي بدون مجاملة، وقد صارحته بذلك في أحد اجتماعات المتابعة- أثناء هبة الكرامة”.

وتابع أنه قال لمنصور عباس، “لا تتحدث باسم الحركة الإسلامية والمشروع الإسلامي تحدث باسم القائمة الموحدة” مضيفًا، أنه لا يوجد عنده موقف شخصي من منصور عباس ولا من غيره، وأنه يعتز أنه أحد بناة هذا المشروع الإسلامي والحركة الإسلامية، ويعز عليه أن يأتي من يشوهها وكأنه الوصي عليها وكأنه يريد طمس تاريخ لحركة إسلامية حظرت بفعل الظلم، وهو الآن يساهم في مشروع الحظر عبر الإساءة إليها والإساءة للمشروع الإسلامي.

 ما البديل؟

وحول الاتهامات بأن الحركة الإسلامية الشمالية تنتقد نهج منصور عباس دون تقديم بديل، قال خطيب إنه ليس صحيحًا أنهم لا يملكون البديل وإنما يتم منعهم من تقديم البديل في الوقت الذي تقدم التسهيلات لمن يريد أن يشوه في مشروع هوية القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وتابع، “يبدو أن من لا يريدنا أن نتحدث أو نناقش منصور بأخطائه الكارثية، سرعان ما يقول لنا أين البديل؟! وهو يريد طمس حقيقة أنّ الحركة الإسلامية التي حُظرت، حظرت معها كذلك أكثر من 30 مؤسسة قطرية، كانت بصماتها تخدم كل شعبنا، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب الفلسطيني، صودرت مكاتبنا ومُنعنا من العمل ونمنع إلى الآن من العمل، تحت أي اعتبار أو مؤسسة”. 

الموقف من الكنيست 

وقال الشيخ كمال الخطيب إنه يؤمن بأن الأحزاب في الكنيست الإسرائيلي لم تحقق شيئا، بل على العكس تسببت بضرب مجمل المشروع الوطني في الداخل، مضيفًا أن دخول القائمة الموحدة إلى الائتلاف الحكومي استمرارًا لنهج الإضرار بالمشروع الوطني.

وتابع أن منصور وقائمته يتحدثون عن تحقيق إنجازات وتحصيل ميزانيات وهي في الحقيقة أشبه بإنسان محروم من الطعام من سنوات ثم يُعطى فتات و”لقيمات”، مضيفًا أن هذه اللقيمات بالنسبة للجائع حققت شيئًا لكنها لا تسمن ولا تغني من جوع. 

وقال إن ما يعطى من ميزانيات هي لقيمات للشعب الفلسطيني الذي حُرم ويحارب منذ النكبة، لكن الخطورة تكمن في المقايضة، فمثلا في مسألة الاعتراف بثلاث قرى في النقب وما أثير من شروط مجحفة في هذا الشأن، لكن تم مقايضة هذا الاعتراف المنقوص، ببناء مستوطنات ومدينة لليهود في الجولان والنقب.

وتابع أن القائمة الموحدة تصمت على ما يجري من تغول في الاستيطان بالضفة، فهل يجوز أن تصمت على ذلك مقابل ميزانيات وعلى حساب الموقف العام من قضية الشعب الفلسطيني، لا سيما قضية المسجد الأقصى المبارك.