لم يقتصر استخدام برنامج "بيغاسوس" لاختراق الهواتف الذكية والتجسس على حامليها الذي طورته شركة السايبر الهجومي NSO الإسرائيلية على الشرق الأوسط وأنظمة استبدادية. وأشار تقرير نُشر اليوم، الجمعة، إلى أن المكسيك كانت مسرحا لأنشطة استخدم فيها برنامج التجسس بشكل غير قانوني وخلافا لإعلان الشركة الإسرائيلية بأنه يباع لحكومات بهدف مكافحة الإرهاب والجرائم.
وبين الجرائم الخطيرة بواسطة "بيغاسوس"، تلك التي أعلنت عنها النيابة الفيدرالية في المكسيك عن أنه لأول مرة تم اعتقال مشتبه باستخدام "بيغاسوس" للتجسس على صحافية معروفة، تدعى كارمن أريتيغي. وجاء في بيان للنيابة المكسيكية أن خوان كارلوس ريفيرا مشتبه "بارتكاب جريمة اختراق غير قانوني لوسيلة اتصال لصحافي أو صحافية، بواسطة البرنامج المعروف لدى الجمهور باسم ’بيغاسوس’".
وبموجب بيان سابق للنيابة المكسيكية، فإن ريفيرا هو مسؤول الدعم التكنولوجي في شركتي Proyectos y Diseños VME و KBH Track، وهما شركتان أسسهما مواطن إسرائيلي، يدعى أوري عمانوئيل أنسباخر. ونُشرت في وسائل إعلام إسرائيلية ومكسيكية أن أنسباخر هو صديق مقرب من مؤسس NSO، شاليف خوليو.
ونقلت تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم، عن مسؤول المكسيك ومركز المعلومات حول أميركا في منظمة حقوق الإنسان "أرتيكال 19"، ليؤوبولد ملدونادو، قوله إن هاتين الشركتين عملتا كوسيطتين بين NSO وبين هيئات أمنية وقانونية في المكسيك بضمنها الجيش، وكالة الاستخبارات المركزية والنيابة الفدرالية العامة، التي أطلق عليها في حينه تسمية PGR.
وكان أحد المسؤولين في النيابة في تلك الفترة شخص يدعى توماس زرون دي لوسيو، وهو مطلوب في بلاده بسبب سلسلة طويلة من الشبهات، بينها الضلوع في تعذيب أشخاص أثناء التحقيق معهم، اختلاق أدلة وتزوير تحقيق في اختطاف وقتل 43 طالبا جامعيان واختلاس أموال بملايين الدولارات. كما أن زرون مطلوب للتحقيق في سوء استخدام "بيغاسوس".
وهرب زرون إلى إسرائيل، وفق ما افاد تقرير سابق في "هآرتس"، ويطالب بلجوء سياسي فيها. وقدم الرئيس المكسيكي طلبا رسميا إلى إسرائيل والانتربول لتسليمه.
وتدعي NSO عدم وجود علاقة مع زرون ولا مع PGR. لكن بيانات رسمية وتقارير إعلامية في المكسيك تناقض ادعاء الشركة الإسرائيلية، وكذلك فعل ملدونادو، الذي قال إن " KBHباعت بيغاسوس إلى زرون والجيش ووكالة الاستخبارات المركزية، و KBHاستخدمت هذا البرنامج بناء على طلب عدد من السياسيين".
وأفادت تقارير نُشرت في المكسيك بان زرون نفذ عمليات التجسس بواسطة "بيغاسوس" من مكاتب شركات أنسباخر الخاصة، اثناء زيارة وزير الامن الإسرائيلي، بيني غانتس، لفرنسا من أجل تهدئة قضية اتهام ضد المغرب بالتجسس على الرئيس إيمانويل ماكرون بواسطة البرنامج نفسه. وحسب تلك التقارير، فإن أنسباخر أيضا هرب من المكسيك. وهو ينفي هذه التقارير.
وجاء في بيان للنيابة الفيدرالية المكسيكية أنه خلال تحقيق، أفادت كارمين أريتستيغي بشهادة مركزية وزودت المعلومات المطلوبة من أجل رصد استخدام برنامج "بيغاسوس"، وصودر من الشركة المكسيكية المذكورة قرص صلب، احتوى على معلومات توضح بشكل كامل أن تلك الشركة نفذت عمليات تجسس على هواتف لمصلحة جهات مختلفة ولم يتم الكشف عن هويتها بعد وذلك لأسباب قانونية.
واضاف البيان انه "بإمكاننا التأكيد على أنه في حالة مستشار الامن القومي، الدكتور مانويل موندرغون، فإن هاتفه كان هدفا للتنصت".
ونفت NSO وأنسباخر علاقتهما بالبيانات والتقارير المنشورة في المكسيك واتهامات النيابة الفيدرالية المكسيكية.