طالبت ثلاث مؤسسات حقوقية فلسطينية، اليوم الإثنين، بفتح تحقيق دولي بعد رصد برنامج تجسس إسرائيلي على هواتف نقالة لستة موظفين يعملون كمدافعين عن حقوق الإنسان لديها.
وقالت منظمة "فرونت لاين ديفندرز" في تحقيق لها، إنها اكتشفت استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي أنتجته شركة إسرائيلية، لـ"اختراق هواتف 6 مدافعين فلسطينيين عن حقوق الإنسان".
وقال تحسين عليان، الحقوقي في مؤسسة الحق، خلال المؤتمر عقد ظهر اليوم في مدينة رام الله، إن "عملية التجسس إرهاب منظم، والمطلوب فتح تحقيق دولي في هذه العملية".
وأضاف عليان: "قلقون جدا على أمن جميع العاملين في المؤسسات وخصوصا من تم استهدافهم بالاسم".
وتابع: "وصلتنا معلومات عن اختراق وتجسس إسرائيلي على أجهزة هواتف لمسؤولين في وزارة الخارجية الفلسطينية أيضا".
من جانبه، قال أُبي عابودي، مدير مركز بيسان: "نتعهد بملاحقة كل الجهات القائمة على هذا الانتهاك بشتى الوسائل والطرق، وسنتابع عملنا رغم كل قراراتهم ولن نتوقف عن العمل".
وأضاف عابودي: "اختراق هاتفي تسبب بضرر كبير على أسرتي خاصة، وهذا انتهاك سافر للخصوصية".
بدورها، قالت مديرة مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان سحر فرنسيس، إن "كل العاملين في المؤسسات الحقوقية الستة التي صنفتها إسرائيل على أنها إرهابية في أكتوبر 2021، يشعرون بتهديد حقيقي لذلك على كل العالم الآن حمايتنا من القتل أو الاعتقال".
وطالبت فرنسيس، بـ"إجراء تحقيق دولي مهني شامل وبشكل حيادي في هذه القضية".
اليوم، نشرت منظمة “فرونت لاين ديفندرز” تحقيقا، أكدت فيه أنه تم اختراق 6 أجهزة لموظفين يعملون في مؤسسات حقوقية فلسطينية باستخدام برنامج التجسس بيغاسوس التابع لمجموعة NSO Group الإسرائيلية.
وبحسب التحقيق، فإنه تم اختراق هواتف ستة من الموظفين في المؤسسات الفلسطينية الست التي صنفتها "إسرائيل" على أنها إرهابية ومحظورة، من خلال برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس".
ففي أكتوبر 2021، بدأت منظمة حقوق الإنسان غير الحكومية فرونت لاين ديفندرز (FLD) في جمع البيانات حول الاختراق المشتبه به لأجهزة العديد من الفلسطينيين العاملين في منظمات المجتمع المدني في الضفة الغربية المحتلة.
وأشار تحليل FLD إلى أن ستة أجهزة تخص ستة مدافعين فلسطينيين عن حقوق الإنسان قد تم اختراقها باستخدام برنامج "بيغاسوس".
من بين الأفراد الستة، وافق ثلاثة على ذكر أسمائهم، ومن بين هؤلاء الثلاثة هناك شخصان يحملان جنسية مزدوجة، أحدهما فرنسي والآخر أمريكي.
وأوضح التحقيق، أن أربعة من الهواتف المخترقة تستخدم شرائح اتصال إسرائيلية.
وزعمت NSO أنها لا تستطيع استهداف الأرقام الإسرائيلية، كما ورد في التقرير،وهذا يثير تساؤلات حول مزاعم NSO بأن برنامجها بيغاسوس لا يعمل في ولايات قضائية أخرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا العظمى.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن هذه النتائج تشير إلى الكم المتزايد من الأدلة على أن منتجات مجموعة NSO تُستخدم لتمكين انتهاكات حقوق الإنسان ضد المجتمع المدني.
ومن بين من تم اختراق هواتفهم، الباحث الميداني والمدافع عن حقوق الإنسان في مؤسسة الحق غسان حلايقة، المدير التنفيذي لمركز بيسان أبيّ العابودي والباحث الميداني في مؤسسة الضمير المحامي صلاح الحموري، بالإضافة إلى ثلاثة مدافعين آخرين عن حقوق الإنسان.
وأكدت، أن أجهزة ستة مدافعين فلسطينيين عن حقوق الإنسان قد تم اختراقها باستخدام برنامج تجسس التابع لمجموعة NSO الإسرائيلية في عامي 2020 و 2021، حيث حدثت القرصنة قبل قرار الاحتلال تصنيف عدد من المنظمات العاملة في الضفة الغربية كمنظمات إرهابية، وهو قرار أدانته بشدة الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم.