صرحت الصحفية الألمانية ذات الأصل الفلسطيني نعمة الحسن بأن ألمانيا تفتقر إلى وجود نقاش صادق يفرق بين معاداة السامية والمواقف المنتقدة لإسرائيل.
وفي مقال زائر على الموقع الإلكتروني لصحيفة “برلينر تسايتونج”، كتبت الحسن امس الثلاثاء:” أنا فلسطينية وسأظل فلسطينية سواء راق هذا للرأي العام الألماني أو لا”.
وأضافت أنها تحتفظ لنفسها بالحق في انتقاد الحكومة الإسرائيلية مشيرة إلى أن هذا الأمر غير متاح لها في ألمانيا بماضيها الخاص بالهولوكست.
وكان من المفترض بالأساس أن تقدم الحسن (28 عاماً) برنامجا علميا في محطة “دبليو دي آر” الألمانية قبل أن تقرر المحطة وقف هذه الخطوة بسبب اتهامات لها بمعاداة السامية.
ويجري حاليا دراسة ما إذا كان من الممكن أن تضطلع الحسن بمهام تحريرية خلف الكاميرا.
وتواجه الحسن انتقادات لأسباب من بينها مشاركتها قبل سنوات في مسيرة القدس في برلين والتي جرت العادة أن تشهد ترديد شعارات معادية لاسرائيل ورفع رموز مؤيدة لحزب الله.
وكانت الحسن اعتذرت عن المشاركة في هذه المسيرة.
كما تواجه الحسن اتهامات بعمل إعجاب لمنشورات تنتقد إسرائيل على شبكة الإنترنت ومنها هروب سجناء من سجن إسرائيلي شديد الحراسة.
وواصلت الحسن انتقادها في المقال قائلة إن الرأي العام الألماني يطلب منها أن تنكر هويتها الفلسطينية وأكدت:” أنا فلسطينية وتاريخ عائلتي مرتبط بقوة بتاريخ دولة إسرائيل إلى الأبد”.
واتهمت الحسن صحيفة “بيلد” التي كانت أول من أطلع الرأي العام على الاتهامات الموجهة إليها، بمحاولة الإساءة لسمعتها لكنها قالت في الوقت نفسه إن صحيفة بيلد ” مسموح لها بطبيعية الحال أن تبحث في ماضي شخصية عامة وتوجه أسئلة”، وأضافت:” لكن هناك حد بين العمل الصحفي النقدي والحملة الموجهة للمساس بشخص”.
وذكرت الحسن أن الحملة ضدها تم الإعداد لها داخل منتديات يمينية منذ فترة طويلة لافتة إلى أن هذه المنتديات تهدف إلى طرد أكبر عدد ممكن من أصحاب العقيدة الإسلامية من الحياة العامة.
ورأت الحسن أن اتهامات معاداة السامية يتم استخدامها بشكل متعمد لأنها فعالة على نحو خاص في جعل أي شخص على غير توافق مع المعايير المجتمعية ولفتت إلى أن غرض اليمنيين المتطرفين من هذا ليس حماية الحياة اليهودية بل استخدام اتهام معاداة السامية كوسيلة لتحقيق الغرض.
واتهمت إذاعة “دبليو دي آر” بالسعي إلى إخراج نفسها من خط النار وقالت إن “رد فعل الإذاعة يظهر على نحو نموذجي مدى سوى حالة ثقافة النقاش التي يجري التباهي بها في هذا البلد”.
وكان مجلس المحطة ناقش يوم الجمعة الماضي اتهامات معاداة السامية الموجهة إلى الصحفية واتفق المجلس على أن معاداة السامية لا ينبغي أن يكون لها مكان داخل المحطة سواء أمام أو خلف الكاميرا، غير أنه كان هناك خلاف في تقييم ما إذا كانت تعبيرات الحسن عن رأيها تحمل سمة معادية للسامية أم لا.