بحث رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، اليوم الإثنين، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أزمة برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية والذي استخدم من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم للتجسس على صحافيين وناشطين حقوقيين ومسؤولين سياسيين، وذلك في لقاء جمع بينهما على هامش قمة المناخ "كوب 26" في غلاسكو.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في إحاطة للصحافيين الإسرائيليين إن فرنسا وإسرائيل اتفقتا على تجاوز التوتر الذي نشأ على خلفية أزمة "بيغاسوس"، وشدد المصدر على أن بينيت وماكرون اتفقا على ضرورة "وضع الأزمة من ورائهما والتطلع إلى الأمام".
وأوضح المصدر الرفيع، الذي يرجح أن يكون بينيت نفسه، أنه تم الاتفاق مع ماكرون على "مواصلة معالجة المسألة (أزمة "بيغاسوس") بحذر ومهنية وبروح من الشفافية بين الطرفين. وتم الاتفاق كذلك على تعزيز التعاون بين البلدين والتطلع إلى المستقبل".
في المقابل، جاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن "ماكرون وبينيت اجتمعا على انفراد في لقاء طيب ودافئ". وذلك في أعقاب التحقيق الدولي الذي كشف عن تجسس أجهزة المخابرات المغربية على كبار المسؤولين الفرنسيين وشخصيات في المعارضة، باستخدام تقنية "بيغاسوس" الإسرائيلية.
وحسب البيان الصادر عن مكتب بينيت: "ناقش الزعيمان التحديات على الساحة العالمية والإقليمية التي يواجهها البلدان وفي مقدمتها التقدم الإيراني السريع في تخصيب اليورانيوم".
كما اجتمع بينيت على هامش قمة المناخ الأممية، مع نظيره الأسترالي، موريسون، وبحث معه "تعزيز العلاقات الثنائية والتهديد المتمثل بالبرنامج النووي الإيراني"، بحسب ما جاء في بيان منفصل صدر عن مكتب بينيت.
ووفقا للبيان، طلب بينيت من موريسون "إدانة إيران بشكل قاطع في لقاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتصنيف ‘حزب الله‘، بجميع أذرعه, تنظيما إرهابيا".
وفي كلمة له خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، قال بينيت: "نعلم أن التاريخ سيحكم على رد فعل جيلنا تجاه هذا التهديد، ليس وفقا لمدى طموحنا، وإنما حسب الإجراءات التي نتخذها".
وزعم بينيت أن "إسرائيل تشهد بداية ثورة في موضوع التغير المناخي. بدأنا مؤخرًا بتطبيق ‘خطة المراحل الـ100‘، مما يعني أننا نبذل جهودًا أكبر اليوم في سبيل الترويج للطاقة النظيفة وتقليص انبعاث غازات الدفيئة، من أي فترة أخرى على امتداد تاريخ إسرائيل".
وادعى أن "إسرائيل تلتزم بتقليص انبعاث غازات الدفيئة وصولاً إلى صفر بحلول عام 2050، حيث سنتوقف تدريجيًا عن استخدام الفحم الحجري بحلول عام 2025"، مستدركا "لكن دعونا نعترف بحقيقة أن إسرائيل دولة صغيرة الحجم، إذ لا تشكل مساحة أراضينا سوى أقل من ثلث مساحة إسكتلندا. وربما تكون بصمتنا الكربونية صغيرة، لكن تأثيرنا على التغير المناخي قد يكون هائلاً".
وأضاف أنه "علينا المساهمة بأثمن مصدر طاقة تمتلكه إسرائيل ألا وهو طاقة وعقول أبناء شعبنا. إنه الأمر الذي يغذي ابتكارنا وقدرتنا الإبداعية، وهو المكان حيث يمكن لإسرائيل أن تحدث فيه تغييرًا حقيقيًا".
وتابع "ربما تشكل الصحراء 60% من مساحة إسرائيل، لكننا تمكنّا من جعلها زاهية. وربما نقع في أحد الأماكن الأكثر جفافًا على وجه الأرض، لكننا تمكنّا من التحول إلى الدولة الرائدة عالميًا في مجال الابتكار في المياه".
واستطرد بالقول: "باعتبارنا الدولة التي يتواجد فيها أكبر عدد من الشركات الناشئة مقارنةً مع عدد السكان حول العالم، فتمكنّا من توجيه جهودنا لإنقاذ عالمنا. إلا أن التغيير السلوكي ليس كفيلاً بأن يؤدي بنا إلى الهدف. فمن أجل ذلك سنحتاج الاختراعات الجديدة والتقنيات التي لم نتخيلها قط".
وأعلن بينيت عن تشكيل ما وصفه بـ"الصندوق الرملي الأخضر"، والذي يُعنى بـ"ضخ الأموال وضمان تخطي العوائق البيروقراطية"، على حد تعبيره، "لتحقيق تغيير اتجاهنا الوطني نحو الحلول المناخية".