شارك وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي في الاجتماع التذكاري رفيع المستوى لمناسبة الذكرى 60 لتأسيس حركة عدم الانحياز في العاصمة الصربية، بلغراد، اليوم الاثنين.
وأكد المالكي “جئنا اليوم برسالة امل تجسد ارادة الشعوب التي رفضت الاستسلام لقوى القهر والظلم عبر التاريخ، حيث نحتفل اليوم بمناسبة مرور 60 عامًا على التعددية في إنهاء الاستعمار، ومكافحة العنصرية، والاستقلال، والمساواة، والحل السلمي للنزاعات، وتعزيز التعاون والمصالح المشتركة. فوجودنا يأتي لتكريم نداء شعوبنا من أجل نظام دولي مبني على الاحترام المتبادل، ورفض الحقبة الاستعمارية التي قوضت ولغت قيمنا الجماعية كشعوب حرة”.
وثمن المالكي الدور الذي لعبته الحركة لنصرة القضية الفلسطينية، والتي كانت على سلم اولوياتها، ويتجسد ذلك في دعم مبادئها الاساسية المبنية على الحرية والعدل والمساواة، “فالشعب الفلسطيني يقدر دور حركة عدم الانحياز كمصدر لرؤية مشتركة للتحرر والحرية والتمكين، سواء من خلال الضغط من أجل الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية، أو من خلال تثبيت الحقوق الفلسطينية المشروعة، والمتمثلة في حقنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والسيادة وتجسيد الدولة، فقد لعبت الحركة دورًا أساسيًا في السعي إلى حل متعدد الأطراف وسلمي لمسألة فلسطين على مدار العقود الماضية”.
واشار المالكي إلى ان “اهداف حركة عدم الانحياز لم تتحقق بعد في فلسطين.
فوحشية الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، ونظام الفصل العنصري، وإخضاع واذلال الشعب الفلسطيني، سواء المحاصر منه أو المحتل أو المنفي أو معاملته كمواطن درجة ثانية مستمر بلا هوادة، وذلك في ظل سياسة الافلات من العقاب والحصانة، لكن بالرغم من كل الظروف سنبقى صامدين على ارضنا، فهدفنا هو وضع حد لهذه المهانة ووضع حد لهذه الجرائم ضد الانسانية فشعبنا الفلسطيني يستحق العيش بكرامة وحرية ومساواة كباقي الشعوب”.
واكد المالكي ان الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأخيرة حول العالم، بما في ذلك جائحة كورونا، أظهرت بوضوح أن قيم حركة عدم الانحياز مهددة، فالتزامنا الجماعي بالقضاء على الظلم والهيمنة تحت الاختبار، والذي ظهر جليا في الفشل المستمر في حل القضية الفسطينية على أساس العدل والقانون، وإن الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني مستمر لأن القيم العنصرية المتمثلة في الاستثناء والاستعمار والإفلات من العقاب لا تزال سائدة.
وجدد دعوته لأعضاء حركة عدم الانحياز “بضرورة تجديد هذا الإرث من خلال دعم الشعب الفلسطيني وحمايته. والوقوف معا للدفاع عن قيمنا وتاريخنا المشترك ضد الجهود التي يبذلها البعض، بما في ذلك اعضاء في الحركة للأسف والتي تعمل على تهميش القضية الفلسطينية. إننا مدينون لشعوبنا بالدفاع عن مبادئنا المشتركة وضمان تعزيز قدرة الحركة على التأثير بشكل إيجابي في الشؤون الدولية. واذا اردنا ذلك علينا اولاً التوافق مع قيمها من خلال رفض الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي الوحشي ونظام الفصل العنصري في فلسطين”.
وشدد المالكي على انه “لا يمكن ان تبقى فلسطين بعد 60 عاما استثناء في تاريخ حركة عدم الانحياز، فعلينا حشد الجهود باتخاذ اجراءات سياسية فاعلة لضمان المساءلة وضمان وضع حد لهذه الجرائم المرتكبة ضد شعبنا وتحقيق العدالة التي طال انتظارها. ولا يمكن تحقيق ذلك الا بتوحيد الجهود والضغط من اجل تحقيق المساءلة ووضع حد لهذا الاستثناء والذي سيساهم في اعادة اطلاق عملية سياسية من خلال الية متعددة الاطراف تهدف الى انهاء الاحتلال الاستعماري غير الشرعي المستمر بدلا من السعي لادارته لاجل غير مسمى، فالطريق واضح ويمكن تحقيقه، ففلسطين تطالبكم وتطالب اصدقائها، للوقوف بجانبها وإصلاح الظلم التاريخي، فلا يوجد اقدر من حركة عدم الانحياز لانجاز ذلك”.