حذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، من نية مؤسسات وجهات أميركية صهيونية ومسؤولين أميركيين سابقين من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، انتهاك حرمة مقبرة مأمن الله الإسلامية في القدس المحتلة.
وقال الهباش في بيان له، اليوم السبت، إن هذه المؤسسات تنوي انتهاك حرمة المقبرة من خلال إقامة "احتفال" يوم 11 تشرين الأول الجاري، على أنقاض ما تبقى من المقبرة الإسلامية التاريخية، والتي تحتضن رفات مئات المقدسيين والمسلمين منذ ما يزيد على ألف عام.
وأكد أن مثل هذه الخطوة تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، لما فيها من اعتداء سافر على رفات أجدادنا وإهانة بالغة للمسلمين جميعا، كون مقبرة مأمن الله في مدينة القدس تحتوي بين جنباتها رفات المئات من المسلمين الأوائل الذين فتحوا هذه البلاد، وأقاموا فيها دور العلم والعبادة فكانت القدس في زمانهم منارة للعلم والإيمان.
وأوضح أن الجماعات الصهيونية في الولايات المتحدة، وعلى رأسها السفير الأميركي السابق في دولة الاحتلال المستوطن ديفيد فريدمان، وزمرته الحاقدة تعمل ليلا نهارا لتثبيت رواية مزيفة من الأكاذيب والخرافات المختلقة في المدينة المقدسة، من خلال الاعتداء على الشواهد التاريخية والدينية التي تثبت إسلامية القدس وعروبتها ومقبرة "مأمن الله" هي أحد هذه الشواهد الساطعة، التي تشهد على إسلامية المكان، وتدحض الأساطير والأكاذيب الاستعمارية كافة.
وحذر الهباش من أن إقامة مثل هذه الجريمة سوف تزيد من حالة الغضب والتوتر التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال، والتي قد تشعل المنطقة بأسرها وقد تمتد نيرانها الى أرجاء العالم.
وأكد أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم سوف يشعرون بالإهانة بسبب انتهاك حرمة موتاهم ولن يقبلوا بذلك، مطالبا العقلاء بالتدخل الفوري قبل فوات الأوان، ومنع إقامة مثل هذه الجريمة في مقبرة "مأمن الله" وإلا فإنه لا يوجد أحد يستطيع أن يحتوي ردود الأفعال التي سوف تكون، وحينها لا ينفع الندم ولن يكون للعقلاء وقتها أي دور أو تأثير.
وشدد على أن القيادة الفلسطينية تتواصل بشكل مستمر مع الأطراف كافة، وبعثت للجميع تحذيراتها من مغبة الاستمرار بمثل هذا المخطط، مطالبا الجميع بالضغط على الاحتلال لمنع مثل هذه الجريمة، كذلك إدارة الرئيس بايدن بلجم المنفلتين من الصهاينة الأميركيين من إدارة الرئيس السابق ومنعهم من اللعب بالنار.
ودعا الهباش الدول العربية والاسلامية، ومنظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو، بالتدخل لوقف هذا الانتهاك الصارخ للحقوق الدينية والتاريخية والثقافية لشعبنا الفلسطيني، قبل أن يقع ما لا تحمد عقباه.