طالب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي "طارق سلمي" إلى "ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وإصلاح منظمة التحرير على اعتبار أنها تمثل الشعب الفلسطيني، وذلك وفق أسس ترتكز على مشروع المقاومة، ونسف العلاقة مع الاحتلال، وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني".
وتساءل "سلمي" في تصريحات متلفزة عن جدوى العلاقة بين السلطة الفلسطينية وكيان العدو قائلاً: "ماذا قدم الاحتلال للسلطة؟ الإجابة؛ لم يقدم سوى الأوهام، وعلى الأرض لم تُحقق السلطة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي وعدت الفلسطينيين بها، فضلاً عن أنها لم تُوقف الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بينما الاحتلال يلتهم الأرض ضارباً بعرض الحائط كل الاتفاقيات معها".
ولفت إلى أن "معركة سيف القدس تركت أثاراً كبيرة على مستقبل التطبيع، لذلك لا يمكن أن يُطبق هذا المشروع الأمريكي الإسرائيلي على جسر القضية الفلسطينية؛ مشدداً على أن الشعب الفلسطيني فرض معادلة جديدة أمام الاحتلال، فضلاً عن أن الشعوب العربية لا زالت ترفض سياسة التطبيع مع العدو".
وأشار الى أن "رسالة الأمين العام للحركة زياد النخالة في ذكرى الانطلاقة الـ٣٤، تؤكد مجدداً أن الأرض لا يُمكن أن تُحرر من خلال مشاريع التطبيع العربي مع العدو الصهيوني أو عبر أوهام التسوية السياسية معه؛ وإنما تتحرر بالمقاومة واستمرار الاشتباك المباشر مع الاحتلال".
وأوضح "سلمي"، أن " النخالة شدد على أن "العدو لا يفهم إلا لغة القوة، ولن يُسترد الحق الفلسطيني بغيرها، على اعتبار أن المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر الاحتلال على الأرض الفلسطينية".
وبين الناطق باسم الجهاد أن "الصراع حول قضية فلسطين وهو صراعٌ مستمر مع المحتل الغاصب؛ مؤكداً أن حركة الجهاد الاسلامي لن تُلقى السلاح بأي حال من الأحوال، ولن تُفرط بذرة تُراب من الوطن الفلسطيني المحتل".
وأشار "سلمي" إلى أن حركة الجهاد تنظر إلى أن تطبيّع بعض الأنظمة علاقاتها مع إسرائيل بمثابة محطة على طريق احتلال المنطقة برمتها والسيطرة على خيراتها، معتبرةً الكيان المزروع في فلسطين هو قاعدة ارتكاز تُحاول أمريكا من خلاله تمرير سياساتها لأجل تقسيم المنطقة وإنتاج حروب فيها، وزعزعتها".
ولفت إلى أن "جميع الدول التي طبعت مع الاحتلال لم تحصل على شيء سوى الوعود فقط، في المقابل العدو حصل على قواعد ارتكاز ينطلق منها نحو المنطقة لاحتلالها وتقسيمها".
واستغرب "سلمي" من الأنظمة التي تُهرول نحو التطبيع مع العدو، قائلاً: " كل الدول المطبعة في حقيقة الأمر لم تدخل في أي معركة ضد الكيان؛ ولكن مساعيها التطبيعية هدفها بالأساس إرضاء الإدارات الأمريكية والصهيونية من أجل البقاء على عُروشها على حساب القضية الفلسطينية".
وفي معرض حديثه دعا "المطبعين مع الاحتلال إلى الانحياز للقضية الفلسطينية وحقوق شعبها المُحتل، مشدداً على أن المشروع الصهيوني بدأ يتراجع أمام إرادة الشعب الفلسطيني".
كما ترى حركة الجهاد الاسلامي وفقاً للناطق باسمها "طارق سلمي"، أن "المشروع الأمريكي أيضاً لم يصّمد في المنطقة، وتعرض لإذلال في العراق سابقاً، ومؤخراً في أفغانستان".
وأوضح "سلمي" أن "الأمين العام للجهاد أرسل رسالة خلال خطابه الأخير للدول المتواطئة مع الاحتلال مفادها، أن "العدو الذي يتهافت عليه بعض العرب هو كيانٌ هش لم يتمكن من حماية نفسه من صواريخ المقاومة المتواضعة في غزة؛ فكيف لهذا العدو أن يحمي دول التطبيع، بينما لا يستطيع أن يُوفر غطاء أمني أو عسكري لدولته المزعومة؟".