يديعوت تتساءل: هل كان واجباً على إسرائيل ربط “تبادل الأسرى” بالتسوية مع حماس؟

الأحد 03 أكتوبر 2021 06:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت تتساءل: هل كان واجباً على إسرائيل ربط “تبادل الأسرى” بالتسوية مع حماس؟



القدس المحتلة / سما /

يديعوت - بقلم: شمعون شيفر                   "بعد وقت قصير من تحرير شاليط من أسره، وصل هو وأبوه نوعام إلى بيت “يديعوت أحرونوت”، وقبل لحظة من بدء نوعام الحديث توجه إلى جلعاد، وأشار إليّ قائلاً: “هذا شمعون شيفر، الذي أعرب على مدى خمس سنوات عن موقف قاطع لتحريرك”. لم أعقب في حينه، ولا أعتزم الآن أيضاً الجدال مع عائلة شاليط التي فعلت كل ما يفترض بعائلة محبة أن تفعله في هذه الأوضاع الرهيبة. ولكني أعتقد أنه محظور على الحكومة الاستسلام لمطالب منفذي الإرهاب.

إن المسؤولية الملقاة على القادة هي ضمان أمن كل المواطنين، حتى بثمن المس بالأفراد. وعليه، فقد كان ممكناً التوقع من المسؤولين في الحكومة الحالية الوقوف أمام الجمهور ويقولوا ببساطة: جثمانا جنديي الجيش الإسرائيلي والمواطنان المحتجزان لدى حماس لن يعادوا دون صفقة تكلفنا تحرير مئات الإرهابيين. إن تسوية العلاقات مع حماس ستطبق في مسار منفصل، ولا سبيل للربط بين الاتفاق وصفقة الأسرى.

“تحرير السجناء يصلب مواقف الإرهابيين؛ لأنه يمنحهم إحساساً بأن عقابهم سيكون قصيراً حتى لو ألقى القبض عليهم، هكذا كتب بنيامين نتنياهو كتابه “الحرب ضد الإرهاب” الذي نشر في 2004. صدقتُ نتنياهو، وهكذا خسرت في عدة مراهنات ادعيت فيها بأنه لن يستسلم لمطالب الإرهابيين ولن يحرر أكثر من ألف مخرب مقابل جلعاد شاليط.

تحظى مسألة فداء الأسرى ببحث معمق في مصادره. فمنذ عهد البيت الثاني وضع نظام، يبدو وحشياً، بموجبه لا ينبغي الاستجابة لمطالب الخاطفين بكل ثمن. وعلل “الرمبام” ذلك بعدم تشجيع الأعداء على مزيد من الأسر.

المعنيّ بفهم ما يجري في المفاوضات مع حماس، عليه أن يقرأ المقابلة المدهشة التي نشرها رونين بيرغمان قبل أسبوع في “يديعوت أحرونوت” مع فيرهارد كونرد، الألماني الذي توسط بين إسرائيل ونصر الله وحماس في صفقتي الأسرى المعروفتين. فقد قال كونرد إن “النهج الإسرائيلي في هذه المسألة قيمي وأخلاقي ونبيل، أنا متأثر به جداً ولكنه نهج أفضل أحياناً من هذا العالم”. سجلوا أمامكم: في الصفقة القادمة، سيتحرر أيضاً السجناء الستة الذين فروا من سجن جلبوع. فهم الآن ضمن القائمة التي تعدها حماس.

غطيت خطابات رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة إعلامياً لعشرات السنين. من المهم القول: كانت القاعة فارغة دوماً. كان المستمتعون الوحيدون قطيع المراسلين الإسرائيليين الذين رافقوا رؤساء الوزراء وضيوفهم. الكل تحدث إلى الحائط ذي اللون الأخضر. وعليه، فقد فوجئت من بحر الهذر الذي كرس لخطاب نفتالي بينيت في الأمم المتحدة. “كلمات فارغة”، قال الليكود في بيانه. واستمعتُ لخطابات فارغة كهذه كل سنة.