قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنّ الأطفال في قطاع غزة يعيشون "تحت وطأة رعب دائم"، مؤكّدة أنّ أطفال غزة سيعانون من الآثار النفسية المترتّبة على العدوان الإسرائيلي الأخير في مايو الماضي وغيره لسنواتٍ عديدة.
وذكرت اللجنة، في تقرير لها حمل عنوان "ندوبٌ خفيّةٌ في غزة"، أنّ التصعيد الأخير الذي مرّت به غزة في أيار/ مايو 2021 يعدّ من بين "أشدّ الأعمال العدائية التي شهدناها في المنطقة منذ سنوات".
وبيّنت أنّ من أبرز العواقب المترتبة على هذا التصعيد، والذي يكون في الغالب غير مرئي، تأثيره على الصحة النفسية الاجتماعية للأشخاص الذين يعيشون في ظل جولات متكررة من العنف، وهذا ينطبق بالتحديد على الأطفال.
وأضافت "إنّ دعم الصحة النفسية للأطفال في أوقات النزاع لا يقل أهمية عن تضميد الجراح النازفة أو حتى الحصول على مياه نظيفة صالحة للشرب".
ورأت اللجنة الدولية أنّ الحصول على خدمات الصحة النفسية أثناء النزاع وبعده ضروري وأساسي لدعم النسيج الاجتماعي للمجتمعات التي تعاني من النزاعات، لافتة إلى أنّ حجم التجارب الصادمة التي مر بها الناس بشكل عام، والأطفال على وجه الخصوص، هائلاً.
وأفادت بأنّ من المؤشّرات النفسية التي يعاني منها الأطفال "تقلّبات المزاج والشعور باليأس والتبول اللاإرادي"، كما يحاولون تجنّب مشاهدة الصور أو أي شيء قد يعيد لأذهانهم ذكريات الأحداث الصادمة والرعب الليلي.
وبيّن التقرير أنّ الأطفال في غزة يجدون أنفسهم مُجبرين على الاختباء على مدار الساعة لحماية أنفسهم في ظل عدم وجود ملاجئ تحت الأرض توفّر لهم بعضًا من الحماية.
كما لفت إلى أنّ من التحديات الأخرى التي يتعيّن على أهل غزة وأطفالهم مواجهتها هي احتمالية فقدان منازلهم وأن يصبحوا بلا مأوى.
وأشار إلى أنّه بالرغم من مشاعر الغضب والذعر والحزن والوحدة والخوف، ما زال أطفال غزة يحلمون بأن يصبحوا أطباء أسنان وفنانين وسباحين محترفين، فهم يحبّون القراءة والرسم والتمثيل وممارسة الرياضة وتمضية الوقت مع عائلاتهم وأصدقائهم.
واختتمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقريرها بالقول "يحلم أطفال غزة بالاستيقاظ يوماً ما ليجدوا غزة خاليةً من الحصار أو أية قيودٍ أخرى، فهم يريدون التنقّل بحرية والسفر حول العالم. على الرغم من كل هذا الرعب الذي يعيشونه، ما زال لدى الأطفال في غزة آمال وأحلام بمستقبلٍ أفضل".