اعتصم العشرات من ذوي الأسرى وفصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم اليوم الثلاثاء، أمام مكتب الصليب الأحمر في المدينة، تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة المضربين عن الطعام، وعلى رأسهم الأسير علاء سميح الأعرج المضرب عن الطعام منذ 10 أيام رفضا لاعتقاله الإداري.
ورفع المعتصمون صور الأسير الأعرج (34 عاما) من بلدة عنبتا شرق طولكرم، مرددين الهتافات الوطنية، ومطالبين الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام وتنفيذ مطالبهم العادلة، والضغط نحو إنهاء ملف الاعتقال الإداري المخالف لكافة الأعراف والمواثيق الدولية.
ودعا مدير مكتب نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر، المجتمع الدولي للتحرك الفوري لإنقاذ ما تبقى من حياة الأسرى البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف أسير، يعيشون في ظروف صعبة، ويتعرضون لممارسات الاحتلال التعسفية من إهمال طبي وعزل انفرادي وتنفيذ سياسة الاعتقال الإداري بحقهم دون توجيه أي تهم إليهم أو موعد للإفراج عنهم، مما يضطر الأسير إلى اللجوء لمعركة الأمعاء الخاوية السبيل الوحيد لتحديد موعد للإفراج عنه.
وأكد أن المطلوب الآن الإفراج عن الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام، ومحاكمة الاحتلال عن كل جرائمه المتلاحقة بحق أسرانا المتمثلة في سياسة الإهمال الطبي، وعدم تقديم العلاج اللازم لهم ومنع الزيارات والعزل والعقاب الجماعي، وهذا كله مخالف لكل الاتفاقيات الدولية، مشيرا إلى أنه آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتخذ خطوات جدية تجاه المحتل وإدارة سجونه.
وأعربت والدة الأسير الأعرج، عن قلقها على مصير ابنها المضرب عن الطعام، خاصة بعد أن أقدمت إدارة مصلحة السجون على عزله في زنزانة في سجن مجدو، في ظروف سيئة جدا.
وقالت: "أبلغتنا محامية هيئة شؤون الأسرى التي زارته، بأن ابنها يقبع في زنزانة ضيقة مساحتها 2×2.5 متر، مليئة بالحشرات وتنبعث منها الروائح الكريهة، وينام على برش من الباطون، وسط أجواء حارة جدا، ولا تحتوي الزنزانة سوى على شباك بعرض 20 سم، ما يفاقم من معاناته خاصة في التنفس".
وأشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها نجلها، وكان أولها عام 2007، وآخرها في 30 حزيران من العام الحالي حيث تعرض للضرب المبرح على يد جنود الاحتلال ولتحقيق قاسٍ قبل الحكم عليه بالإداري، مناشدة الصليب الأحمر وكافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية التدخل العاجل للإفراج عنه وعن جميع الأسرى وإنهاء معاناتهم.
وقالت زوجة الأسير عباس السيد، المحكوم مدى الحياة وقضى 20 عاما في سجون الاحتلال ويقبع حاليا في سجن ريمون، إن مطلبهم الأساسي كأهالي أسرى، هو الإفراج عنهم، مشيرة الى أن ذوي الأسرى يعيشون حالة من اليأس والقلق على مصير الأسرى خاصة من قضوا سنوات طويلة داخل الأسر بظروف صعبة، وهم بأمس الحاجة للمساندة ورفع الصوت عاليا في كافة المحافل ومن قبل المؤسسات الرسمية والشعبية والدولية للدفاع عنهم وإنقاذ حياتهم.