أعلنت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، مساء اليوم، الجمعة، أن ناقلة "ميرسر ستريت" التي تديرها شركة إسرائيلية "تعرضت لهجوم من ثلاث طائرات مُسيرة إيرانية الصنع" قبالة السواحل العُمانية، عشية 29 تموز/ يوليو الماضي.
وذكرت القيادة الوسطى الأميركية أنها جمعت وحللت أدلة مهمة تشير إلى أن الهجوم الذي استهدف الناقلة "ميرسر ستريت" نفذته طائرة إيرانية مُسيرة ملغومة بسلاح عسكري.
وشدد القيادة الوسطى على أن "الخبراء الأميركيون خلصوا إلى أن المُسيرة التي استهدفت ناقلة ‘ميرسر ستريت‘ إيرانية الصنع".
وأوضحت القيادة الوسطى أن السفينة استهدفت بثلاث طائرات مُسيرة لكن أول طائرتين لم تنجحا في تنفيذ المهمة. وقالت "قرر فريق التحقيق أن الضرر البالغ الذي وقع في ميرسر ستريت.. كان نتيجة لهجوم المركبة الجوية غير المأهولة الثالثة".
وتابعت أن هجوم الطائرة المُسيرة تسبب في إحداث حفرة حجمها 6 أقدام تقريبا في قمرة القبطان في السفينة، كما أضر بشكل بالغ بالسفينة من الداخل. وأضافت أن تحليل المتفجرات توصل إلى أن الطائرة المُسيرة تعمدت "إحداث دمار وإصابة".
ولم يذكر تقرير الجيش الأميركي أن طائرات دلتا ثلاثية الأجنحة غير المأهولة التي استخدمت في الهجوم على "ميرسر ستريت" استخدمت أيضا في هجمات عام 2019 على منشآت صناعة النفط السعودية، ما أسفر حينها عن خفض إنتاج النفط في السعودية إلى النصف وأثار اضطرابا في الأسواق المالية.
وحينها، تبنت حركة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن تلك الهجمات، لكن المسافة من أراضيهم إلى موقعي النفط السعوديين كانت أكبر من أن يتمكنوا من شن الهجمات، وفقا لمحللين. وفي كانون الثاني/ يناير، بدا أن الحرس الثوري الإيراني استخدم طائرات دلتا المُسيرة نفسها في تدريب بثه التلفزيون الإيراني الرسمي.
ونشر التحليل العسكري للجيش الأميركي، بالتزامن مع بيان أصدره وزراء خارجية مجموعة السبع، حمل إيران مسؤولية الهجوم، وبالتزامن كذلك مع جلسة مغلقة يعقدها مجلس الأمن الدولي، لمناقشة "الهجوم الإيراني" على السفينة "ميرسر ستريت".
وخلال الجلسة المنعقدة في مجلس الأمن، شددت المندوبة البريطانية، باربرا وودورد، على أن "إيران مسؤولة عن الهجوم على ناقلة ‘ميرسر ستريت‘"، معتبرة أن "ما تقوم به إيران من أنشطة وأفعال هو تهديد للأمن والسلم الدوليين".
وقالت وودورد إن "المملكة المتحدة أبلغت المجلس بالأدلة التي لدينا" وأضافت "هذه الأدلة دامغة: المملكة المتحدة تعلم بأن إيران مسؤولة عن هذا الهجوم".
وأضافت أن "باب الدبلوماسية والحوار يبقى مشرعا، ولكن إذا قررت إيران عدم سلوك هذا الطريق فإننا سنحملها المسؤولية وسنحاسبها".
من جانبها، كررت طهران، إثر الاجتماع، "رفضها الحاسم" لـ"الهجمات التي لا أساس لها" مؤكدة أنها لن تتردد في "الدفاع عن نفسها".
وقالت نائبة المندوب الإيراني في مجلس الأمن إن "إسرائيل تمارس انتهاكات صارخة للقانون الدولي بقصفها جنوب لبنان"، وشددت على أن "النظام الإسرائيلي هو مصدر التهديد الأبرز في المنطقة لأكثر من سبعة عقود".
واعتبرت أنه "لا يمكن للنظام الإسرائيلي محو سجله الإجرامي عبر توزيع التهم على الآخرين"، واعتبرت أن "الاتهامات الموجهة لنا بشأن ‘ميرسر ستريت‘ هدفها صرف انتباه العالم عن جرائم إسرائيل".
وفي وقت سابق، حمّل وزراء الخارجية في دول مجموعة السبع، إيران، مسؤولية الهجوم على ناقلة النفط في بحر عُمان، والذي أسفر عن مقتل شخصين.
وقال الوزراء في بيان مشترك إن "كل الأدلة المتوافرة تشير بوضوح إلى ايران"، داعين "جميع الأفرقاء المعنيين إلى الاضطلاع بدور بناء بهدف تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة".
وقال البيان إنّ "لا مبّرر" لهذا الهجوم، ودان "التصرفات الإيرانية إلى جانب دعمها وكلاء وقوات مسلحة غير دولية".
ودعا البيان إيران إلى "وقف كافة نشاطاتها التي لا تتوافق مع القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة".
وأضاف وزراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، فضلا عن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن "سلوك إيران، فضلا عن دعمها لقوى تتحرك واحدة تلو أخرى وأفرقاء مسلحين غير منتمين إلى دول، يهددان السلام والأمن الدوليين".
وتابع وزراء مجموعة السبع "ندعو جميع الأفرقاء المعنيين إلى الاضطلاع بدور بناء بهدف تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة".
وعلى صلة، أعن المتحدث باسم البنتاغون، مساء الجمعة، أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، تحدث مع نظيره الإسرائيلي، بيني غانتس، "بشأن هجوم إيران على سفينة ‘ميرسر ستريت‘"، وأضاف أن الوزير أوستن عبر لغانتس "عن قلقه من استخدام إيران للمسيرات في المنطقة".
وأشار المتحدث باسم البنتاغون إلى أن " أوستن أكد التزام بلاده بالعمل من أجل أمن المنطقة"، ولفت إلى أن "الوزيرين اتفقا على العمل مع الحلفاء لإدانة تهديد إيران للملاحة وناقشا الخطوات القادمة".
وسبق أن وجهت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل أصابع الاتهام إلى إيران التي نفت ضلوعها في الهجوم.
وفي 29 تموز/ يوليو، تعرضت ناقلة نفط تشغلها شركة يملكها رجل أعمال اسرائيلي لهجوم قبالة عُمان أسفر عن مقتل حارس أمني بريطاني وروماني هو أحد أفراد طاقمها.
ووعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ"رد مشترك" على طهران فيما أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، أن حكومته تعمل على الأمر.
من جهتها، نبهت إيران إلى أنها سترد على أي "مغامرة" بعد تهديدات الدولة العبرية وواشنطن.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن، جلسة علنية، صباح يوم الإثنين المقبل، تتناول "الأمن البحري" إثر هذا الهجوم.