أعلنت جمعية مهندسي الصرف الصحي الفلسطينية، بالشراكة مع محافظة أريحا والأغوار، اليوم الجمعة، عن إطلاق المرحلة الأولى لإنشاء محطة خلط مياه وادي القلط من مياه الآبار والمياه المعالجة من محطة التنقية في المحافظة، خلال اجتماع عقد بمقر المحافظة بحضور نائب المحافظ يسرى السويطي وممثلين عن الجمعية التعاونية لمزارعي النخيل وجمعية مستخدمي مياه الري والغرفة التجارية الصناعية بالمحافظة وبلدية أريحا ومديرية الزراعة.
ويأتي إنشاء المحطة ضمن مشروع "نظام متوسطي متكامل لتزويد المياه MEDISS"، المنفذ من برنامج التعاون عبر الحدود في منطقة المتوسط والممول من الاتحاد الأوروبي تحت إدارة محافظة سردينيا، والذي يهدف إلى تحسين نوعية المياه الجوفية المالحة الموجودة في منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال تطبيق وسائل غير تقليدية للحصول على المياه واستخدامها لري المحاصيل الزراعية المتنوعة، وينفذ في فلسطين وإيطاليا والأردن وتونس.
وقال مدير مشروع MEDISS في فلسطين ورئيس جمعية مهندسي الصرف الصحي منذر هند، لـ "وفا"، إن فلسطين اختيرت لتكون ضمن المشروع بعد اجتياز الدراسة والمقترح الفلسطيني المتعلق بالمياه، موضحًا أن المشروع يتضمن أيضًا محطة لتحلية المياه المعالجة مشبوكة على محطة الطاقة الشمسية بمدينة العقبة في الأردن، ومحطة استخراج الأمونيا من مخلفات الحيوان لتستخدم كسماد في بلدة "اربوريا" بجزيرة سردينيا الإيطالية، ومحطة تنقية مياه الصرف الصحي ودراسة لأثر استخدام هذه المياه على مواصفات التربة بمدينة قابس في تونس.
وأشار هند إلى أن المشروع يهدف إلى المساهمة في ديمومة توافر المياه في مناطق البحر الأبيض المتوسط ومقاومة شح المياه والتغيير المناخي.
بدوره، قال منسق المشروع بمحافظة أريحا والأغوار معتز الحروب لـ "وفا" إن الدراسة الفلسطينية التي قدمت أقنعت القائمين بالجدوى الاقتصادية والنفعية للمحطة، مشيرًا إلى أنه جرى التنسيق وعمل ورش متنوعة مع المزارعين بالأغوار الفلسطينية والجهات ذات العلاقة لتنفيذ خطة تلبي احتياجاتهم وتحقق الاستفادة المرجوّة.
وأوضح الحروب أن أهمية المشروع تكمن كذلك في تبادل الزيارات الميدانية والاطلاع على الخبرات والتجارب بين الدول المشاركة والمراكز البحثية فيها، منوهًا إلى أن إطلاق المشروع تأخر بسبب جائحة كورونا والقيود التي فرضت على السفر والتنقل.
وأشار الى وجود نشاطات وفعاليات توعوية حول التقنيات غير التقليدية للحصول على المياه في مناطق المشروع، الى جانب توثيق وجمع بيانات ومعلومات قبل وبعد تنفيذ المحطات المقرة في دول المشروع ليتم تحليلها وتقييم الأثر والتغيير الذي أحدثه المشروع على كمية ونوعية المياه والتربة.
ويرى القائمون على المشروع أنه سيسهم على المدى الطويل، في الحد من الضغط على المياه العذبة، وتقليل تكاليف إمدادات المياه. في الوقت نفسه، سيؤدي ارتفاع الإنتاجية وتنويع المحاصيل إلى زيادة الأمن الغذائي والدخل للمزارعين. وسيتم تمكين المجتمعات والمؤسسات المحلية، مما يسهم في تغيير السلوك عند استخدام المياه غير التقليدية وأيضا في التنمية المستدامة بيئيا واقتصاديا.