هآرتس: شاكيد تعلم العرب درساً في التاريخ: فخورة بحزبي الذي يبني المستوطنات في "بلاد إسرائيل"

الخميس 08 يوليو 2021 06:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: شاكيد تعلم العرب درساً في التاريخ: فخورة بحزبي الذي يبني المستوطنات في "بلاد إسرائيل"



القدس المحتلة/سما/

هآرتس بقلم شلومو زند- في نقاش حول القانون الذي يمنع لم شمل العائلات، انتقدت وزيرة الداخلية، اييلت شكيد، أعضاء الكنيست العرب الذين رفضوا تأييد هذا القانون: “أنا فخورة بأن حزبي يقوم ببناء مستوطنات في أرض إسرائيل… درس صغير في التاريخ. أنتم الذين قمتم بفتح حرب الاستقلال، أيها الأغبياء، وضمنتم بأنكم ستنتصرون – لكنكم هزمتم. هذه مشكلتكم وعليكم تحمل النتائج”.

طوال الوقت، اعتقدتُ أن أي شخص يمكنه إعطاء درس في التاريخ، وليس بالضرورة أن يحوز شهادة من عالم الأكاديميا. ولكن إذا لم تكن مهنة التاريخ علماً فإن التاريخ اليهودي يشبه كثيراً علم التنجيم أكثر مما يشبه علم الفلك. أرض إسرائيل قائمة كما هو معروف منذ العصر الحجري الحديث، وشعب إسرائيل كان موجوداً منذ آلاف السنين قبل الميلاد. لذلك، تعود هذه البلاد لشعب، وكل ما يفعله فيها مشروع، مثل مصادرة الأراضي، والعمل العبري، والفصل العرقي في الكيبوتسات والمستوطنات، وقوانين تناقض المساواة بين المواطنين وما شابه.

كل من يقوم بتصفح “المكريه” سيتفاجأ من استخدام نادر لمصطلح “أرض إسرائيل”، الذي من غير الواضح ما إذا كان يسري فقط على أراضي مملكة إسرائيل الشمالية، وفي المقابل، الاستخدام الواسع لـ “أرض كنعان”، المطبق على المنطقة الممتدة بين النهر والبحر. “شعب إسرائيل” مثل “الشعب اليهودي” تماماً، لا يظهر في سفر الأسفار على الإطلاق. وبالنسبة للصهيونية منذ بداية طريقها، فإن “أرض إسرائيل الكاملة” شملت فلسطين والأردن (حتى سكة حديد الحجاز)، وفي حين أن اليسار الصهيوني وافق على التنازل بألم عن “الكمال الإقليمي” فإن اليمين الذي تعتبر شكيد نفسها وريثته، ما زال يتمسك بـ “ضفتي الأردن، هذه لنا وتلك أيضاً لنا”. وبالنسبة لتعريف الانتماء لـ “شعب إسرائيل”، فإن اليسار واليمين وافقا على المعايير العرقية – الدينية: أن تولد لأم يهودية أو أن تتهود بصورة شرعية، وأن البلاد تنتمي لعرق إنساني تقريباً “جيني” إلى الأبد، وليس لأي أحد آخر.

ولكن من الجدير العودة إلى درس التاريخ الذي قدمته شكيد. ليس العرب وحدهم من رفضوا الموافقة على خطة التقسيم، 181، التي عرضتها الأمم المتحدة، فقد فعل ذلك اليسار الصهيوني أيضاً. تقسيم الوطن ظهر بالنسبة له جريمة تاريخية يجب معارضتها بشدة. لذلك، اعتبر اندلاع أعمال العداء، رغم التخوفات، كتحرير في نهاية المطاف. ولكن لماذا رفض الأغبياء العرب الخطة؟

في فلسطين الانتدابية كان يعيش في العام 1947 مليون و250 ألفاً من العرب سكان البلاد الأصليين، و600 ألف يهودي، الأغلبية الساحقة منهم من المهاجرين. كان يمكن أن تشمل الدولة العربية 38 في المئة من المساحة، والدولة اليهودية 62 في المئة (بما في ذلك النقب الصحراوي). هذا التقسيم كان يناقض أي منطق جيوسياسي. كانت أراضي الدولة اليهودية ستحتوي على 497 ألف عربي إلى جانب 598 ألف يهودي. في العام 1947، قبل لحظة من انتهاء الانتداب، كانت الأمم المتحدة ما تزال تستخف بسكان الكرة الأرضية غير البيض، لذلك قررت ما قررته. ومعظم الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة، رفضت استيعاب لاجئين يهود وفضلت إلقاءهم على العرب.

اعتقد الأغبياء أن تقسيم أرضهم وإخضاعهم لحكم يهودي هو أمر غير عادل. لذلك، رفضوا الموافقة عليه وشنوا الحرب. فهل كانت شكيد ستوافق على حكم التقسيم لو كانت عربية؟ من المفهوم ضمناً أن وزيرة الداخلية لا يمكنها أن تتخيل نفسها كعربية للحظة. ليس لديها أي نظرة عالمية مساواتية. هي تشبه تماماً الفرنسيين والألمان أو البولنديين الذين لم يستطيعوا تخيل أنفسهم يهوداً. لهذا، أسهموا في نهاية المطاف بدورهم في خلق كوارث في التاريخ الحديث.

ولكن كل ذلك لا يعتبر درساً في التاريخ، بل ربما يكون درساً في نظرية الأخلاق.