تنازعت الأهواء واختلفت الآراء حول جدوى المقاومة الشعبية ، وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض ، فمنهم من رأى انها فعالة ومؤثرة ، ومنهم من ذهب باتجاه أن هذا المحتل لايفهم الا لغة القوة ويجب استخدام الضربات العسكرية الموجعة ، ضد المحتل ، الا أن التجارب التي مر بها شعبنا على صعيد المقاومة الشعبية ، تجارب رائدة ، وتستحق التقدير ويجب تفعيلها ، وذلك لاحراج المحتل أمام العالم
وفي الحقيقة ، أن المقاومة الشعبية لها جذور عميقة في مسيرة النضال الفلسطيني منذ عقود مضت ، حيث مرت بمراحل مختلفة كان أهمها اضراب عام 1936 ومختلف الهبات خلال فترة الانتداب البريطاني ، مرورا بانتفاضة 1987 وانتهاء بمقاومة أهلنا في بيتا ، ومن المعروف أن المرحلة الأولى من ثورة 1936 كانت سلمية الطابع ، حيث خرج أبناء شعبنا بأعداد كبيرة في مظاهرات واحتجاجات ومسيرات في سائر المدن الفلسطينية ، كما عمت الاضرابات والمقاطعات والعصيان المدني لأكثر من ستة شهور متتالية ، وفي خضم الاضراب ، أصر أبناء شعبنا على المضي بالاضراب ، وعدم دفع الضرائب للمنتدب البريطاني ، وفي ذلك الوقت تطورت أشكال جديدة من المقاومة الشعبية ومنها ، تشكيل اللجان المختلفة ولجنة لدعم المحتاجين ولجنة أخرى لدعم المرضى وتقديم المساعدات العينية والمادية
وفي الانتفاضة الأولى 1987 أبدع أبناء شعبنا في استخدام وسائل وادوات المقاومة الشعبية ، وكان على رأسها المسيرات السلمة والاعتصامات الجماهيرية الحاشدة ، وقد وصل صداها الى العالم ه ، حيث تضامن العالم مع شعبنا وأصبحت قضيتنا حديث المجتمع الدولي ، وفي ذلك الوقت جسد أبناء شعبنا العديد من الأسلبيب الجديدة ومنها رفض التعاطي مع الادارة المدنية وسلطة الضرائب والشرطة وأجهزة الصحة والتعليم ويعد نموذج بيت ساحور في عدم دفع الضرائب الذي بدأ فعليا فى 1988 من أبرز نماذج العصيان المدني والمقاومة الشعبية في تاريخ فلسطين ، حيث تضامنت كافة شرائح شعبنا في بلدة بيت ساحور في قضية عدم دفع الضرائب ، وقد تجذرت الانتفاضة في العمق الفلسطيني نتيجة للأدوار الايجابية الفاعلة لعبتها كافة المؤسسات في المجتمع الفلسطيني ومنها الاغاثة الطبية والزراعية والعيادات الصحية المتنقلة
وتعددت نماذج المقاومة الشعبية في مختلف فلسطين وما مميز تلك النضالات السلمية استقبال أبناء شعبنا المتضامنين الأجانب ، فبلعين مثلا احتضنت فعاليات كثيرة للمقاومة الشعبية ، اضافة الى نشاطات متنوعة أخرى ميدانية وفكرية ورياصشة وفنية وقد تم حصر بعض الانجازات لهذا النمط من المقاومة الشعبية كمأسسة العمل النضالي على الأرض وذلك عبر تشكيل اللجنة المحلية التي تضم فعاليات القرية ، حيث المظاهرات اليومية التي شملت اللجنة الشعبية لكافة القوى السياسية فى القرية وبالرغم من وجود مواقع ملتهبة ونماذج حية للمقاومة الشعبية ، الا أبناء شعبنا يواصلون نضالاتهم اليومية ومقارعية المحتل وقطعان مستوطنيه
لقد حققت المقاومة الشعبية انجازات رائعة وخاصة معركة البوابات في القدس ، حيث حققت انتصارات مذهلة ، ثم فعاليات المقاومة الشعبية في الشيخ جراح والتي من خلالها وقف أبناء في كل أماكن تواجده وقفة عز وفخار واعتزاز
ان انتصار جماهيرنا في بيتا ، يحتم علينا وضع استراتيجية لتفعيل المقاومة الشعبية في كل محافظات الوطن ، حتى لو اختلفت البرامج ، لوضع المحتلين الغزاة في الزاوية ، خاصة وأن العالم انتصر للرواية الفلسطينية وغدا التضامن الشعبي والرسمي العالمي في أبهى صوره