في دائرة الضوء (مشروع الشام الجديد ): بقلم: جلال نشوان

الجمعة 02 يوليو 2021 06:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
في دائرة الضوء  (مشروع الشام الجديد ): بقلم: جلال نشوان



غزة /سما/

قد يبدو للوهلة الاولى ان قمة بغداد الثلاثية  التي عٌقدت في الاسبوع المنصرم لأسباب اقتصادية وتعزيز العلاقات الثنائية واستكمال قضية الربط الكهربائي  بين الدول الثلاث (مصر ،الأردن ، العراق )  الا  أن الأمور غير ذلك 

وفي الحقيقة جاءت قمة بغداد في وقت بالغ الحساسية ووسط تحديات حقيقية تواجه الدول الثلاث ، مع ان تحديات الدول العربية مشتركة ،مع اختلاف النسبة ، فالدول المجاورة لايران تعاني من تحديات أمنية كبيرة ، خاصة العراق وهي بحاجة للاستفادة من التجارب المصرية ،لعودة الاستقرار للعراق الذي غدا  ساحة لتصفية الحسابات الدولية ، فالعراق يبذل محاولات حثيثة لعودة  دوره العربي والاقليمي والطليعي  والمدخل الى ذلك ، المدخل الاقتصادي الذي يعيد علاقات التكامل بين  الدول العربية 
تحديات كبيرة تواجهها الدول الثلاث من دول لا تريد خيراً من تلك وخاصة من ( اسرائيل ،وتركيا ، وايران ) لذا  اصبحت الحاجة ملحة (لهندسة الوضع الأمني ) ودرء المخاطر ،و اللافت للنظر ان زيارة الرئيسي السيسي للعراق تعد أول زيارة منذ ثلاثين عاماً ،لتفتح آفاق جديدة للعلاقات المصرية والاردنية ،ليتمخض عن ذلك كيان سياسي جديد أٌطلق عليه (مشروع الشام الجديد ) ،لذا  فان زيارة السيسي تشكل حدثاُ تاريخياً نظراً للوزن الكبير في معادلة القوة العربية بمنطقة الشرق الاوسط ،استناداً على الارث الحضاري الضارب في جذور التاريخ ، بواقع خمسة آلاف عام على أقل تقدير وميراث التاريخ العسكري تحديداً 

وفي الحقيقة ان التحركات الجيوسياسية التي تٌقرن فيها اسما الدولتين (مصر ،العراق ) على مدار تاريخهما المعاصر ،كانت كفيلة باثارة الانتباه والقلق لدى الفواعل الاقليمية ولا سيما غير العربية والمتنافسة على تقويض أكبر قدر ممكن من هامش الحركة للقوى العربية الرئيسية في المنطقة لصالحهاة،وذلك لما للعلاقة بين القاهرة وبغداد من خصوصية منفردة ،وحيازتها لمقومات التكامل التاريخي والثقافي والاقتصادي والسياسي والأمني 

وقد تبلورت افكار الربط بين القاهرة وبغداد عبر  الأردن التي تٌعرف الآن بالشام الجديد مبكراً في ثمانينيات القرن ،حيث جرى تأسيس مجلس التعاون الخليجي في عام الف وتسعمائة وثماني وتسعون بمبادرة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ،عقب انتهاء الحرب العراقية الايرانية ،وضم المجلس وقتها ثلاث دول أخرى الى جانب العراق هي مصر واليمن الشمالي والاردن وقٌدم ليكون نموذجاٍ لتحقيق التكامل العربي في العديد من المجالات 

ونحن فى فلسطين نرحب بولادة أي كيان سياسي يساهم في تعزيز الوحدة العربية