حملت الحراكات والفعاليات الأهلية، الرئيس محمود عباس والمستوى السياسي "مسؤولية ما ارتكبته الأجهزة الأمنية خلال الأيام الماضية"، وطالبت "بإقالة حكومة اشتية لأنها المسؤولة سياسياً عن ما حصل مع المناضل نزار بنات"، كما جاء في مؤتمر صحفي عقدته في مدينة رام الله، مساء اليوم.
وقالت في بيان صحفي ألقاه القيادي عمر عساف: "إقالة الحكومة يفتح الباب أمام تشكيل إطار قيادي مؤقت يضم قوى شعبنا الحية كلها، سواء كانت في منظمة التحرير أو خارجها إضافة لممثلين عن المجتمع المدني والشباب والمرأة وممثلين عن القوائم المستقلة، يشكل هذا الإطار حكومة وطنية انتقالية مهمتها تشكيل انتخابات متزامنة تكون خلال مدة لا تتجاوز الستة أشهر".
وتابع: يكون المنتخبون ممثلي فلسطين في المجلس الوطني الفلسطيني والمطلوب بعد ذلك استكمال انتخاب مجلس وطني جديد، وليس عن طريق المحاصصة أو "كوتا"، وتشكل الانتخابات نقطة البداية لإعادة بناء منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد لشعبنا.
وطالبت القوى "بإقالة قادة الأجهزة الأمنية ومحاسبة كل من أصدر الأوامر وتنفيذ عملية اغتيال الشهيد نزار بنات وكل من سبقه من ضحايا التعذيب"، وقالت إنها تطالب بأن "تغادر الأجهزة الأمنية عقيدة دايتون وبالتالي مطلوب إعادة مأسسة الأجهزة الامنية وإعادة الاعتبار لعقيدة وطنية رأسها رفض التنسيق الأمني المشين"، حسب وصفها.
وتابعت: يجب الوقف الفوري لأشكال التعدي على الحريات العامة وحرية الرأي والتجمع السلمي، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في سجون الضفة والقطاع، ونناشد منتسبي الأجهزة الأمنية أن يرفضوا أية أوامر تتعارض مع القانون وحقوق الإنسان.
وقالت: نناشد أخوتنا في حركة فتح الذين يحاول بعض المتنفذين في الأجهزة الأمنية تشويه نضالهم، بين فتح النضال وفتح التنسيق الأمني جبال من الشهداء، ولذا نأمل ونطلب ونثق أن إخوتنا في فتح سيصطفون إلى جانب شعبهم وخيار المواجهة مع الاحتلال،
ودعت "جماهير شعبنا إلى الاستمرار في التواجد بالشوارع والساحات والتصدي للمستوطنين والتهجير القسري وهدم المنازل، ومواجهة تغول الأجهزة الأمنية على حقوقنا الوطنية والسياسية".
واعتبرت أن "الوحدة الوطنية والسلم الأهلي شروط هامة لانتصار أية حركة تحرر، ولن تتحقق إلا بتجسيد صناعة القرار بعيداً عن الهيمنة والتفرد".
وأعلنت أنها "بصدد تشكيل إطار وطني جامع يقود ويوجه وينسق الحراك في كل الوطن، على قاعدة القرارات والمطالب التي استمعتم لها وستكون أولى الفعاليات في رام الله يوم السبت المقبل".
وقال عساف: "جميع الذين تعرضوا لقمع الأجهزة الأمنية كانوا على حاجز بيت إيل قبل شهر يقذفون الاحتلال بالحجارة، وعار أن تعاملهم الأجهزة بهذه الطريقة، وحين تصرفنا بمسؤولية عالية ونقلنا فعالية يوم الأحد إلى ميدان الشهيد ياسر عرفات تجنباً للاحتكاك، لكن أبطال التنسيق الأمني أصروا على أن يهاجموا المتظاهرين السلميين".
وأضاف: "عار عليهم أن يسرقوا هواتف الشبان والشابات ويعتدوا على الصحافة ويكسروا الكاميرات، لأنهم يريدون إخفاء جريمتهم، وهل استخدام صورة خاصة لأخت أو زوجة فيه شيء من الرجولة؟ أليست قمة النذالة؟".
وتابع: "دماء نزار بنات وما قالته عائلته في مؤتمرهم الصحفي دين في أعناقنا ولن نتراجع عن تحقيقه، ولن يقر لنا عين ولن نهدأ إلا بعد أن ينام نزار بنات في قبره قرير العين، ونقول إن شعباً تحدى الاحتلال في الزنازين والمواجهات لن يخيفه التنسيق الأمني ولا الهراوة".