بدأت جامعة بيرزيت منذ مساء الجمعة، احتفالاتها بتخريج الفوجين الخامس والأربعين والسادس والأربعين من طلبتها، وذلك بحضور رئيس مجلس الأمناء د. حنا ناصر، ورئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة، وأعضاء مجلس الأمناء والجامعة والهيئة التدريسية، بالإضافة إلى الطلبة الخريجين وأهاليهم.
وتنظم الجامعة هذا العام 9 حفلات تخرج موزعة على 6 أيام، إذ شهد اليوم الأول تخريج طلبة الفوج الخامس والأربعين من طلبة الدراسات العليا، والفوجين الخامس والأربعين والسادس والأربعين من طلبة كلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية، وطلبة كلية الفنون والموسيقى والتصميم.
وفي كلمته، أعرب د. حنا ناصر عن سعادته بتخريج فوجين جديدين من طلبة الجامعة، حيث لم يتم إقامة حفل التخرج العام المنصرم بسبب جائحة كورونا، وقال: “الجائحة ليست فقط هي ما يقلقنا، ولكن ما يزيدنا قلقا هو الاحتلال الجاثم على صدورنا منذ عقود من الزمن، وقد ازدادت الهجمة الشرسة على غزة والقدس هذا العام”.
وتابع، “كما واستشهد أحد طلبة الجامعة فادي صادق وشحة من بيرزيت في مسيرة سلمية في شمال رام الله دفاعا عن القدس، أما منى الكرد وسهاد عبد اللطيف وهما من خريجي جامعة بيرزيت فإننا نعتز بهما لبسالة مواقفهما في الدفاع عن قيم الحق والعدالة والحرية في تصديهما لقوات الاحتلال وللمستوطنين في معركة الشيخ جراح، ومن شاهدهما على شاشات التلفزيون سيقف إجلالا لشجاعتهما أمام قوات الاحتلال المدججة بالسلاح”.
وخاطب د. ناصر جمهور الحاضرين قائلا: ” لا أتحدث عادة – كرئيس مجلس الأمناء-في حفلات التخرج لأن هذا حفل يقوم عليه عادة رئيس الجامعة ونوابه والعمداء. فهو حفل تخرج أكاديمي بامتياز. إلا أنني أتحدث اليوم لأننا مقبلون على تغيير في رئاسة الجامعة حيث ينهي رئيس الجامعة – الدكتور عبد اللطيف أبو حجلة – فترة رئاسته للجامعة التي استمرت ستة أعوام والتي قاد فيها الجامعة بكل كفاءة وإخلاص. ولكن بطبيعة الحال لا تكون القيادة خالية من المتاعب ولكن تظهر القيادة الحقيقية عند حلول القضايا الصعبة، وقد أثبت الدكتور أبو حجلة قدرته على التعامل مع القضايا الأكاديمية والإدارية وبشكل خاص خلال جائحة كورونا حيث كانت جامعة بيرزيت من أوائل المؤسسات التعليمية – وغير التعليمية – التي استعملت نظام التعليم عن بعد، واستطاع هو وطاقمه-إنهاء الفصول الدراسية المختلفة أثناء وجود الجائحة بنجاح وبأقل الخسائر الممكنة وبذلك استطعنا تخريج هذا العدد الكبير من الطلبة”.
من جهته، هنأ رئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة في كلمته الطلبة وذويهم بتخريج فوجين جديدين من طلبة الجامعة رغم الظروف الصعبة التي يعاني منها الوطن قائلاً: “نحتفل اليوم بهذه الكوكبة من الخريجين والوطن ليس بأحسن أحواله، فمن جهة لا يزال الوطن يئن تحت تأثير جائحة كورونا وتداعياتها، ومن جهة أخرى يعاني الوطن من هجمات مستعرة من قبل الجماعات الاستيطانية تهدف إلى نهب الأراضي والبيوت وتهجير أصحابها خاصة في الشيخ جراح، وسلواد، وجبل صبيح بالقرب من قرية بيتا. ويتعرض الوطن في الأيام الأخيرة إلى أزمة داخلية حقيقية تهدد النسيج الوطني، وتتطلب الكثير من الحكمة والتعقل لتجاوزها إلى بر الأمان”.
وأضاف: ” لا ننسى في هذه اللحظات أن نستذكر بفخر شهداء جامعة بيرزيت وآخرهم الشهيد الطالب فادي وشحة، الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال، وأن نفخر أيضًا بخريجة جامعة بيرزيت، الطالبة منى الكرد، التي استطاعت أن تقود معركة حي الشيخ جراح الإعلامية، ضد محاولات الاحتلال تهجير المواطنين من بيوتهم وسرقتها”.
وتحدث د. أبو حجلة عن الظروف الصعبة التي واجهتها جامعة بيرزيت، خلال العام الماضي، بسبب جائحة كورونا، والتي لم تقف حائلاً أمام مسيرة التطور والإنجاز والإبداع في مختلف المجالات، حيث احتلت مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية في الأداء الأكاديمي والبحثي وفي قضايا تتعلق بالتنمية والطاقة البديلة، وجاء خمسة من أكاديميي جامعة بيرزيت ضمن أفضل 100 ألف باحث في العالم ومن أعلى 2% من الباحثين في مجالاتهم الفرعية.
وتابع، حصلت جامعة بيرزيت على المرتبة الأولى على مستوى الوطن، والمرتبة 47 على مستوى العالم في مسابقة IEEEXtreme العالمية، التي تنظمها جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات العالمية، وشارك بها لهذا العام 3503 فرقة من جميع أنحاء العالم.
وحول آخر التطورات في الجانب الأكاديمي، تحدث د. أبو حجلة عن حصول جامعة بيرزيت على اعتماد لكلية متوسطة للتعليم التقني والمهني على مستوى الدبلوم المتوسط، تهدف إلى توفير تعليم أكاديمي تقني ومهني. كما وتطرح الجامعة ابتداءً من العام الأكاديمي 2021-2022، برنامج دكتوراة في علم الحاسوب يركز على حقلين بحثيين في مجال علم الحاسوب، هما: الذكاء الاصطناعي وأنظمة البرمجيات. هذا بالإضافة إلى اعتماد جديد لبرنامج دكتوراة في الرياضيات، وعدد آخر من البرامج الأكاديمية على مستوى الماجستير والبكالوريوس.
وقدمت الطالبة حنان نوفل من كلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية كلمة نيابة عن خريجي البكالوريوس شكرت فيها أعضاء هيئة التدريس على جهودهم الكبيرة خاصة في ظل الظروف الاستثنائية الناجمة عن جائحة كورونا، وتحدثت عن التأثير الإيجابي لجامعة بيرزيت على طلبتها وشخصياتهم، فيما قدم الطالب محمد العاروري من تخصص هندسة البرمجيات كلمة نيابة عن خريجي الماجستير أشاد بها بالدور الوطني والتنموي الكبير لجامعة بيرزيت، حيث تقوم برفد المجتمع بخريجين مؤهلين للعمل في المؤسسات المختلفة لخدمة الوطن.
وكرم رئيس الجامعة ثلاثة من موظفي الجامعة لحصولهم على لقب الموظف المتميز وهم: عبد تحسين من دائرة تكنولوجيا المعلومات، وجمانة دبابنة من دائرة المالية، وهنا عيد من مكتب نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، وذلك لجهودهم التي ساهمت في استمرار تميز الجامعة.
وتخللت الحفل فقرة فنية قدمها طلبة برنامج الموسيقى العربية. وفي نهايته، تم توزيع الشهادات على الخريجين، وذلك بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه رئيس الجامعة.
وتم اليوم الثلاثاء، تخريج طلبة كلية التربية، وطلبة الدراسات العليا من الفوج 46 في الحفل الصباحي، فيما تم تخريج طلبة الحقوق والإدارة العامة في الحفل المسائي.