أصدر وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، تعليماته إلى قادة الجيش بالاستعداد والتحضر لإخلاء البؤرة الاستيطانية "أفيتار"، وذلك على الرغم من الأنباء التي تفيد أنه تم التوصل إلى تسوية بين الحكومة الإسرائيلية وقادة المستوطنين بشأن إخلاء البؤرة الاستيطانية والعمل على شرعنتها مستقبلا.
وبحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن غانتس أصدر تعليماته لضباط الجيش التحضر لإخلاء "أفيتار" خلال الأيام المقبلة، هذا إلى جانب الحوار الذي تجريه المؤسسة الأمنية مع المستوطنين لكي يقوموا بإخلاء المكان دون أي مواجهات.
وحيال ذلك، من المتوقع أن يدفع جيش الاحتلال بمزيد من القوات والوحدات إلى شمال الضفة الغربية ومنطقة جبيل صبيح قرب نابلس، حيث أقيمت البؤرة الاستيطانية، كما ستدفع الشرطة بالعديد من القوات إلى المنطقة، وذلك ضمن الاستعدادات لعملية إخلاء البؤرة الاستيطانية.
تمهيدا لشرعنتها.. "تسوية" مع المستوطنين لإخلاء "أفيتار" مؤقتا
وتوصلت الحكومة الإسرائيلية مع قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، إلى "تسوية" تقضي بإخلاء البؤرة الاستيطانية "أفيتار" مؤقتا المقامة على جبل صبيح قرب نابلس، على أن تبقى قوة عسكرية من جيش الاحتلال بشكل دائم في الموقع الذي ستقام عليه بعد 6 أسابيع مدرسة دينية عسكرية، وبعد فحص الوضعية القانونية للأراضي المقامة عليها البؤرة الاستيطانية.
أعلن المستوطنون في "أفيتار" قبولهم "التسوية"، بحيث سيغادرون المكان خلال الأسبوع دون أن تهدم الأبنية الاستيطانية التي أقاموها في المكان.
وجرت مشاورات ومفاوضات بين مسؤولين في الحكومة ووزارة الأمن وقادة المستوطنين بشأن إخلاء "افيتار" بالتوافق ومن دون مواجهات مع قوات الجيش والشرطة، علما بأن البؤرة الاستيطانية المذكورة التي أقيمت في شباط/ فبراير الماضي كان من المقرر أن يجري أخلاؤها في عهد حكومة بنيامين نتنياهو، الذي تعمد تأجيل ذلك عقب فشله بمفاوضات تشكيل حكومة برئاسته.
وبحسب "التسوية"، ستغادر هذا الأسبوع 50 عائلة استوطنت في البؤرة الاستيطانية المكان، وفي غضون ستة أسابيع ستجري إقامة مدرسة دينية عسكرية في منطقة البؤرة الاستيطانية بعد فحص الوضعية القانونيية للأراضي التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية، على أن يتم الإبقاء على قوة عسكرية بشكل ثابت في المكان.
وتنص "التسوية" مع المستوطنين أيضا الإبقاء على 30 من طلاب المدرسة الدينية و3 عائلات من طاقم المدرسة في البؤرة الاستيطانية، على أن يقطنوا في بعض الوحدات الاستيطانية التي أقيمت على مرتفعات الجبل القريبة من المكان.
إلى جانب ذلك، ستُبحث وضعية ومكانة الأراضي التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية "أفيتار"، ولاحقا يتم تسوية وشرعنة البؤرة الاستيطانية.
وأجرى وزراء في الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت، المفاوضات والمباحثات مع قادة المستوطنين وسكان البؤرة الاستيطانية "أفيتار"، بمن فيهم وزير الأمن، بيني غانتس، ووزيرة الداخلية أييليت شاكيد. كما عقد بينيت اجتماعا حول هذا الموضوع مع غانتس.
ويجري غانتس مشاورات حول إخلاء البؤرة الاستيطانية هذا الأسبوع وبأسرع وقت ممكن ومن دون عنف مع المستوطنين المقيمين فيها.
وقال غانتس في تصريح صحافي إن مصير بؤرة "أفيتار" هو الإخلاء كونها لم تحصل على التراخيص اللازمة، مشددا على أن عملية الإخلاء ستتم مع مراعاة حساسية المسألة وبالحزم اللازم.
وأضاف أن "التوقيت بيد الجهات الأمنية، حيث تجري مفاوضات لإخلاء باتفاق منعا لحدوث احتكاكات مع المستوطنين".
ويشهد محيط جبل صبيح منذ عدة أسابيع فعاليات واسعة من الإرباك الليلي للمستوطنين الذي ينفذه أهالي بلدة بيتا، ويمتد حتى ساعات متأخرة من الليل.
واستشهد خلال مواجهات الدفاع عن جبل صبيح 4 شبان، وأصيب المئات بينهم العشرات بالرصاص الحي.