"التجمع الإعلامي" يُنظّم وقفة للتنديد بحجب الإدارة الأمريكية موقع "قناة فلسطين اليوم"

الخميس 24 يونيو 2021 10:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
"التجمع الإعلامي" يُنظّم وقفة للتنديد بحجب الإدارة الأمريكية موقع "قناة فلسطين اليوم"



غزة /سما/

نَظَّم التجمع الإعلامي الفلسطيني الخميس، وقفة للتنديد بخطوة الإدارة الأمريكية عبر ما تُسمّى وزارة "العدل"، حجب موقع قناة فلسطين اليوم الفضائية، ومواقع قنوات أخرى عربية وإسلامية، واستهداف الاحتلال الإسرائيلي المستمرّ لوسائل الإعلام الفلسطينية.

وأجمع المتحدثون في الوقفة التي نُظّمت أمام مكتب قناة فلسطين اليوم بمدينة غزة، وضمّت ممثلون عن جهات إعلامية رسمية، والأطر والكتل الصحفية، على أن الخطوة الأمريكية، تمثّل انحيازًا وتماهٍ صارخَيْن للاحتلال الإسرائيلي، مشيدين بالدور البارز للقناة لجهة كشف جرائمه وانتهاكاته، ودفاعها عن الحق والرواية الفلسطينية، خصوصًا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. 

مدير مكتب قناة فلسطين اليوم في قطاع غزة عامر عامر، عَدَّ الخطوة الأمريكية انتهاك تعسفيّ صارخ؛ كونها تتعارض مع المواثيق والقوانين الدولية التي كفلت حرية الرأي والتعبير.

وقال عامر في كلمة له، إن "الخطوة لا تنفصل عن العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، لا سيّما خلال معركة سيف القدس الشهر الماضي، التي دمّر الاحتلال خلالها عديد المكاتب الإعلامية الفلسطينية، والعربية، والأجنبية، وارتقى فيها الزميل الصحفي يوسُف أبو حسين شَهيدًا".

وأضاف: "الخطوة تنسجم مع الحرب التي يشنها الاحتلال ضد المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، والتي حظرت خلالها بالتعاون مع تلك المنصّات، التي تعمل من الولايات المتحدة الأمريكية، عشرات آلاف الحسابات الفلسطينية؛ في محاولة لحجب الحقيقة، وإسكات صوت الشعب الفلسطيني المقاوم".

وتابع "كما أن القرصنة الأمريكية التي تعرض لها الموقع الإلكتروني لقناة فلسطين اليوم، يشكّل انحدارًا جديدًا في مستويات الحريات الإعلامية، التي تتغنى بها الولايات المتحدة، برفع شعارات الحرية والديمقراطية".

وأوضح أن "ما تريده الولايات المتحدة من خطوتها غير القانونية تلك، عدم تبنّي وسائل الإعلام الفلسطينية الحرّة والمقاوِمة رواية شعبنا الفلسطيني، والالتفاف على نضاله المشروع ضد الاحتلال، في وقت تبوّأت فيه الرواية الفلسطينية مكانها الطبيعي في عواصم العالم وبين أحراره، الذين خرجوا في مسيرات حاشدة تؤيد وتساند نضال وكفاح الشعب الفلسطيني".

ووصف الخطوة الأمريكية بـ "الفاشلة"، إذ أنها لم ولن تسكت رسالة قناة فلسطين اليوم، التي انطلقت من أجلها، وستبقى تُعبّر عن رفض الشعب الفلسطيني، الذي يناضل حتى نيل حريّته على أرضه، ودحر الاحتلال عن كل فلسطين.
 
امتداد للتغييب 

أمّا رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف، قال إن العدوان الأمريكي على موقع قناة فلسطين اليوم، يمثل امتدادًا لمحاولات تغييب صوت الحقيقة، سواء بقصف المقرات، أو استهداف الطواقم الصحفية، أو ملاحقة الرواية الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو اختراق وقرصنة المواقع الإخبارية.

وأكّد معروف في كلمه له، أن "الإدارة الأمريكية لم تكن طرفًا نزيهًا بالمطلق في الصراع العربي-الإسرائيلي، بل كانت على الدوام منحازة بشكل فاضح وصارخ لرواية الاحتلال الباطلة".

وشدّد على أن كل محاولات إسكات الإعلام الفلسطيني عن مواصلة حمل الرسالة العادلة والقضية المشروعة إلى العالم لن تفلح، مشيرًا إلى أن الإعلاميين الفلسطينيين رفعوا شعار: "بالدم نكتب لفلسطين"، في رسالة أنهم سيواصلون الدفاع عن رواية قضيتهم وشعبهم مهما بلغت الأثمان.

وتابع: "هذا الشعار يؤكد أن الرسالة الفلسطينية باقية، والإعلام الفلسطيني باقٍ، ويرتقي في كل مرحلة عن سابقتها، وسيستمر كذلك وصولًا لليوم الذي يدفع فيه الاحتلال ومن يقف معه ثمن هذه الجرائم تجاه الإعلام الفلسطيني".

ودعا المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته الأخلاقية في ملاحقة هذه الخطوة الأمريكية بحق موقع قناة فلسطين اليوم، التي تُعدّ ضَربًا للقوانين والمواثيق الدولية الحامية لحريّة التعبير والصحافة، من إدارة (أمريكيّة) تدعي أنها واحة الديمقراطية في العالم.

الحجب كالقصف

من جهته، قال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين تحسين الأسطل، إن هذا الاستهداف لقناة فلسطين اليوم لم يكن الأول من نوعه، إذ بموازاة ذلك أقدم الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق على إغلاق مكاتبها بالضفة الفلسطينية المحتلة وملاحقة واعتقال طواقمها. 

وفي كلمة له، أضاف الأسطل أن قرار الإدارة الأمريكية حجب موقع القناة الفلسطينية لا يختلف عن قرار الاحتلال تدمير وقصف 33 مقرًا إعلاميًّا بطائرات f35 الأمريكية، خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، الشهر الفائت.

وتابع "بعد قرار الحجب؛ لا نريد من الآن فصاعدًا أن تصدر الإدارة الأمريكية تقريرها الشهري عن الحريات حول العالم"، مشدّدًا على أن "مصداقيتها باتت في جيب الاحتلال، وأن تغنّيها بالحريات والديمقراطية لم يكن في مكانه".

وقال "اليوم نحن من سيسأل الولايات المتحدة عن الديمقراطية والحريات الإعلامية وحقوق الإنسان، ولن نسمح لها بالتحدث في هذا الشأن"، لافتًا إلى أن نقابته "وجّهت رسالة للاتّحاد الدولي للصحفيين، طالبته فيها بالتدخل أمام هذا الاعتداء الصارخ على الإعلام الفلسطيني، وحجب موقع قناة فلسطين اليوم، وعلى كل المؤسسات الحقوقية المختصة قول كلمة الحقيقة".

وأكمل "رسالتنا في هذه الوقفة، التي تشهد حضورًا لافتًا من الصحفيين الإعلاميين بمختلف تجمعاتهم وكتلهم الصحفية والإعلامية، وإسنادهم لقناة فلسطين اليوم؛ تؤكد تمسكهم والتفافهم حول وحدة قضيتنا، ووقوفهم صفًّا واحدًا أمام الاحتلال وطغيانه بكل أشكاله وصوره وجرائمه".

مسلسل طويل

من ناحيته، أكّد رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني علاء سلامة، أن خطوة حجب موقع قناة فلسطين اليوم من الإدارة الأمريكية، "حلقة في مسلسل طويل من انتهاكاتها لكل المواثيق والمعاهدات الدولية، التي تنصّ على احترام الحريات الإعلامية، وحرية الرأي والتعبير".

وقال سلامة في كلمة له إن هذه الخطوة التعسّفية وغير القانونية؛ تعكس الوجه الحقيقي لواشنطن، وادّعاءاتها الكاذبة وخديعتها للعالم أجمع بأنها واحة للحريات والديمقراطية، مشدّدًا على أنها تنمّ عن الرضوخ والارتهان الأمريكيين لسياسات الاحتلال، الرامية لتذويب القضية الفلسطينية، وحقوق شعبنا الفلسطيني العادلة".

وعبّر رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني عن ثقته العالية، بأن قناة فلسطين اليوم، وغيرها من الوسائل الإعلامية المنحازة للحق الفلسطيني، والتي تتخذ من المقاومة نَهجًا وعَنوانًا، ستبقى متمسكة بواجباتها ومسؤولياتها الوطنية، بالدفاع عن مظلومية قضية فلسطين وحقوق شعبها، وقضايا الأمة العربية والإسلامية.

00