مجدلاني: المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية عدم إلزام إسرائيل بإجراء الانتخابات بالقدس

الخميس 24 يونيو 2021 09:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
مجدلاني: المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية عدم إلزام إسرائيل بإجراء الانتخابات بالقدس



رام الله /سما/

قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د.أحمد مجدلاني، اليوم الخميس: “إننا نحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الذي لم يستطع حتى الآن إلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس والقضية الفلسطينية، ولا بالسماح بإجراء الانتخابات في القدس وفقاً للبروتوكول الموقع عام 1995 والذي جرت بموجبه ثلاث انتخابات، باعتبارها جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

جاءت أقوال مجدلاني خلال افتتاح المؤتمر العام الثاني عشر للجبهة الذي عقد الخميس، في المقر العام الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة، حيث سيتواصل المؤتمر على امتداد اليومين المقبلين، بمشاركة 712 رفيقة ورفيقاً ممن تم انتخابهم من هيئاتهم التنظيمية على مستوى الفروع والساحات، ويأتي المؤتمر متزامناً كمؤتمر موحد على حلقات، في الضفة الغربية والقدس، وفي قطاع غزة، وفي الساحات العربية في 11 بلداً عربياً، وفي الساحات الدولية في 26 بلداً حول العالم، وليأخذ المؤتمر بتركيبته الديمغرافية عناصر التمثيل من الفئات العمرية والجندرية المختلفة، فمستوى تمثيل الشباب يزيد عن 50% ونسبة تمثيل المرأة أكثر من 30%.

ودعا مجدلاني القوى المتنفذة في مجلس الأمن وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى الكف عن سياسة الكيل بمكيالين، والتحرك الفوري لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في القدس من اعتداءات المستوطنين، وتطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والمتعلقة بالقدس.

وشدد على أن للشعب الفلسطيني كل الحق في مقاومة ومواجهة هذه السياسات والإجراءات، وأن على العالم أن ينحاز له وأن يمارس الضغط من أجل إنهاء الاحتلال، “فالمقاومة الوطنية حق مشروع، كفلته كافة المواثيق والقوانين الدولية، ونحن بحاجة اليوم إلى إعادة استنهاض مقاومتنا الشعبية، وأن نأخذ بالاعتبار الإمكانات الحقيقية للشعب المقاوم وفاعلية هذه المقاومة وقدرتها على الحفاظ على زخم القوة الجماهيرية، وتهيئة الظروف لأوسع مشاركة شعبية، في إطار تفعيل وتصعيد أشكال وأساليب المقاومة الشعبية، وصولاً إلى الفعل الميداني اليومي ليرتقي من هبات جماهيرية متفرقة إلى مستوى الانتفاضة الشعبية في مجابهة الاحتلال، ولا تنتهي إلا برحيل الاحتلال تحقيقاً لإرادة الشعب، فإرادة الشعوب لا تقهر ولا تهزم”.

وقال مجدلاني: “ندرك تماماً أن هبة القدس التي انطلقت شرارتها بعنفوان وصدور أبنائها أسست لفعل مقاوم حقيقي وجد صداه داخل الخط الأخضر وغزة بمقاومتها الباسلة، وخلقت واقعاً ومتغيرات دولية وإقليمية جديدة، أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وفرضتها على الأجندة الدولية، خصوصاً الأمريكية بعد أن غُيبت لسنوات، وجرت محاولات لفرض حل اقليمي لصنع السلام العربي الاسرائيلي وتسابق البعض للتطبيع مع إسرائيل، بديلاً عن صنع السلام الذي ينهي الاحتلال ويفضي لإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأضاف مجدلاني: “إن وحدة شعبنا التي تجسدت في هذه الهبة داخل الخط الأخضر وفي القدس والضفة وغزة والشتات، وفي يوم الإضراب الكبير الذي لم تشهد فلسطين مثيلاً له منذ إضراب عام 1936، هذا النهوض للحركة الشعبية والمقاومة التي تجسدت بالوحدة الميدانية، وهذا الصمود والتضحيات من كل ابناء شعبنا في القدس وغزة والضفة، فتح الطريق أمام أفق سياسي يجب أن نبني عليه ونستثمره قبل فوات الأوان، وقبل ضياع هذه الفرصة التاريخية”.

وقال مجدلاني: “إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نرى أن نقطة الارتكاز الأساسية هي بإزالة كل العقبات امام استئناف الحوار الوطني وعدم إضاعة الوقت والفرصة والتقدم بكل قوة لإزالة أسباب الانقسام، وتقديم التنازلات لبعضنا البعض والعمل جدياً لتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها الأساس إزالة آثار وتداعيات الانقسام، ومعالجة تداعيات العدوان بابعاده الاجتماعية والاقتصادية وإعادة الاعمار بأفق سياسي وتحت مسؤولية وإشراف الحكومة الفلسطينية، والتحضير بشكل مشترك وبتوافق وطنيعام لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخاب المجلس الوطني، مع ضرورة ممارسة الضغط الدولي على إسرائيل لإجبارها على عدم التدخل في العملية الانتخابية في القدس المحتلة”.

وتابع: “كما أننا نرفض من حيث المبدأ التهدئة مقابل التهدئة كنتائج للعدوان الإسرائيلي الاخير على القدس وغزة، وندعوا للتمسك الحازم بوقف العدوان على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالقدس والضفة والقطاع باعتبارها وحدة سياسية وجغرافية واحدة، وفي مقدمة ذلك الحفاظ على الوضع التاريخي والحقوقي للأماكن المقدسة، ورفض سياسة التطهير العرقي في القدس الشرقية، والتنصل من الاتفاقيات بشأن إجراء الانتخابات بالقدس، والاستيطان والضم بالضفة، ورفع الحصار بكافة أشكاله عن غزة”.

وقال مجدلاني: “نحن أمام مفترق طرق وعلينا جميعاً التحلي بأكبر قدر من المسؤولية واتخاذ القرارات التي من شأنها الحفاظ على قضية شعبنا، والمراكمة على الإنجازات التي تحققت بنضالات وتضحيات شعبنا خلال العقود الماضية”.

ودعا مجدلاني إلى “أن نترجم المواقف بصيغة قرارات، وأن نسعى جميعاً لتطبيقها وتوفير المناخ الوطني العام بمشاركة الجميع على قاعدة تشاركية تكفل التعددية والتكاملية بإطار رؤية استراتيجية تعبر عن الكل الوطني”.

وقال مجدلاني: “لقد عملت إسرائيل بكل إمكانياتها السياسية والعسكرية وبدعم لا محدود من الإدارات الأمريكية المتعاقبة على إفشال كل المحاولات والمبادرات لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، فأعادت الاحتلال الفعلي لكل الأرض الفلسطينية وصعّدت سياسة الاستيطان والعزل وتهويد القدس، والاستمرار بالجريمة المنظمة ضد شعبنا الأعزل”.

وأكد مجدلاني أنه في مواجهة هذا العدوان يتحمل مجلس الأمن والمجتمع الدولي مسؤوليته بالإخفاق بالنهوض بدوره للحفاظ على الأمن والسلم في هذه المنطقة الحساسة من العالم، ومسؤولية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

وقال مجدلاني: “إن ما تقوم به حكومة الاحتلال من انتهاكات لحقوق الإنسان، وتهويد واستيطان مستمر بالقدس ومحاولات للتطهير العرقي في ستة أحياء فلسطينية، هو إرهاب دولة منظم، ومحاولة بائسة من أجل تطبيق قوانينها العنصرية على المقدسيين”، مشددًا على أن “ما يقوم به أهلنا بالقدس هي مقاومة شعبية حقيقية في مواجهة الاحتلال للتأكيد على فلسطينية وعروبة المدينة، وهذا الصمود سينتصر على العدوان الإسرائيلي”.

من جانب آخر، قال مجدلاني: “إن مؤتمرنا اليوم هو محطة هامة في حياة ومسيرة الجبهة، ومن هذا المنطلق فقد أخذنا في وثائقنا وفي برامجنا جملةً من المتغيرات والتعديلات المنسجمة مع كافة المتغيرات والتطورات من أجل تطوير أدوات العمل واجتراح السياسات والمواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها تكريس خطاب جديد يحتاجه شعبنا بكافة شرائحه وفئاته”.

وأكد مجدلاني السعي لمواصلة حشد كل الإمكانيات من أجل تطوير واستنهاض المواقف الشعبية وتصعيد الاشتباك الجماهيري في مواجهة الاحتلال، “والمضي بخطابنا الوطني والديمقراطي من أجل تحقيق الديمقراطية السياسية والاجتماعية وبناء أسس العدالة الاجتماعية، وبناء أُسس الشراكة السياسية والنضال الديمقراطي المطلبي مع كل من يتفق معنا من القوى والفصائل والمؤسسات والحراكات الشعبية والقوى الاجتماعية والشخصيات الديمقراطية لإقرار القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوق العمال والفئات الاجتماعية الضعيفة والمهمشة، وتعزز من مدنية مجتمعنا بما ينسجم مع وثيقة اعلان الاستقلال”.

وتابع مجدلاني: “سنواصل العمل مع كافة هذه المكونات لبناء إطار وطني ديمقراطي تقدمي لليسار التقدمي ليشق طريقه في الحياة السياسية والمجتمعية لإحداث تغيير جوهري فيها، على طريق تحقيق الأهداف والسياسات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية”.

وقال: “إننا مدعوون للعمل المشترك على كافة الصعد لإعادة الحضور الفلسطيني على الساحة الدولية وفضح إجراءات وممارسات حكومة التطرف والفاشية الجديدة في إسرائيل وإجراءاتها العنصرية، وتحشيد رأي عام عالمي مساند لقضية شعبنا، فهذا التطرف والإرهاب الإسرائيلي بات يصنف على أنه إرهاب دولة منظم، وعلى العالم أجمع أن يدرك خطورة ذلك على الأمن والسلم والاستقرار بالمنطقة”.

وأضاف مجدلاني: “نحن اليوم أمام تحديات جسام تفرضها الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بنيت ويائير لبيد حكومة جديدة ببرنامج قديم قائم على الضم والاستيطان وتهويد مدينة القدس وعزلها عن محيطها، واتخاذ المزيد من الإجراءات العنصرية والفاشية، التحدي الأكبر أمامنا أن هذه الحكومة تلاقي الترحاب من معظم العواصم الدولية، ما يضعنا أمام تحد جديد على الساحة الدولية لفضح ممارساتها واعتبارها امتداد لحكومة نتنياهو”.

وقال: “إن انعقاد مؤتمرنا اليوم يشكل محطة نضالية ووطنية هامة للمراجعة والتقييم، وهي مناسبة لاستذكار ما قدمته الثورة الفلسطينية من تضحيات جسام، من أجل الحافظ على قرارنا الوطني المستقل وعلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، هذه المنظمة المعبرة عن هوية شعبنا وطموحتهوالتي تحتاج منا جميعاً الى مواقف واضحة وصلبة لإعادة تفعيلها واستنهاض وتطوير عمل مؤسساتها ودوائرها واحترام قراراتها التي تمثل القرار الوطني المستقل والقواسم المشتركة لكافة القوى الوطنية الفلسطينية”.

إلى ذلك، قال مجدلاني: “إن المؤتمر العام الثاني عشر لحزبنا، ليس فقط لاستذكار الدور والتاريخ المشرف لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، بل نعتبره فرصة عظيمة للمراجعة والتقييم وتشخيص الأخطاء للارتقاء بالأداء وتعظيم الإنجازات في إطار البرنامج السياسي العام للجبهة بشقيّه التحرري والاجتماعي والاقتصادي ومواصلة النضال في معركة الاستقلال والبناء التنظيمي الداخلي والوطني”.

وتابع: “الجبهة اليوم وهي تتحول إلى حزب اشتراكي ديمقراطي، تحمل معها في هذا التحول الإرث الفكريّ والسياسيّ والكفاحي، وتكمل مسيرة المهام الوطنية لترسيخ أسس الدولة الديمقراطية، حاملة هموم شعبنا وتطلعاته نحو الدولة المدنية، دولة الحقوق والمساواة والحريات”.

وأردف، “نخوض أيضاً نضالاً على المستوى الاجتماعي لتكون دولة فلسطين ديمقراطية تصون وتكرس العدالة الاجتماعية والديمقراطية السياسية والاجتماعية والحريات العامة التي تحترم الرأي العام القادر على التغيير نحو الأفضل”.

في سياق آخر، قال نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، في كلمة له ممثلًا عن الرئيس محمود عباس، “إن جبهة النضال هي جزء فاعل في منظمة التحرير، نشعر دائماً بحصرصهم على المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وعلى وحدتها وعلى استقلاليتها، بعيداً عن تجاذبات الأقطاب في الإقليم أو العالم، وستبقى المنظمة الإطار الجامع والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، نحصن أسوارها”.

في حين، قال العالول: “ذهبنا بالإجماع باتجاه الانتخابات، لكن لدينا إجماع بأن تتم في كل الأراضي الفلسطينية”، مشيراً إلى ما جرى من منع إسرائيل للانتخابات في القدس، وقال: “لا يمكن أن أقبل أن يسجل بتاريخي أن أذهب لانتخابات بدون القدس وكأنه يبدو أنه تنازل عن القدس”.

وأضاف العالول: “إن البحث بالمسار الديمقراطي لم يتوقف، وفي اللحظة المواتية سنذهب للانتخابات، حينما نتمكن من الذهاب إلى انتخابات في كل الأراضي الفلسطينية”.

وأشار إلى الاصطفاف الفلسطيني بعد هبة القدس، وامتداد ذلك إلى خارج فلسطين، وقال: “هذا يؤكد أهمية القدس، فالمعركة لن تنتهي، وما جرى أعاد تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في كل المحافل، ولا بد أن نحافظ على ذلك، فلا يجوز أن ندخل معركة منتصرة وبها وحدة، ثم نحول السهام إلى بعضنا، فهذه مسألة ليست من سمات الشعوب المناضلة، لا بد أن تكون بوصلتنا باتجاه فلسطين وباتجاه الاحتلال”.

أما رئيس الوزراء محمد اشتية، فقد بعث ببرقية إلى مؤتمر الجبهة، قال فيها: “يطيب لي أن أتقدم بالتهنئة بمناسبة افتتاح مؤتمركم في وقت تتزايد فيه المخاطر التي تستهدف مشروعنا الوطني عبر استهداف المنظمة الإطار الجامع للنضال الوطني التحرري مثلما تستهدف المدينة المقدسة وانتهاك حرية المقدسات وممارسات العنصرية بحق الأهالي”.

وقال اشتية: “إن هناك ارتباط بين جبهة النضال وحركة فتح، وإن مواقفكم وتضحياتكم وروح الشراكة التي تجسدت بين الحركتين تقاسمت الجبهة فيها أعباء النضال وتضحياته وأكلافه، وانعكاس ذلك في أدبيات الجبهة التي ظلت وفية لروح تلك الشراكة والديمقراطية والحرية والتعددية شعاراً وممارسة داخل المنظمة، يسجل دوركم الكبير في مواقفها الوطنية تعكسها مداخلاتكم بالمؤتمرارت والاجتماعيات وجلسات الحوار الوطني التي انعقدت داخل وخارج الوطن ووقوفكم سداً منيعا أمام كل محاولات المس بالمنظمة وإضعاف مناعتها”.

بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العربية العليا في الداخل محمد بركة في كلمة له: “إننا نقف أمام تحديات كثيرة كشعب فلسطيني، فحكومة بينيت ولابيد تحمل نفس السياسة السابقة، والملفات الرئيسية الموضوعة لا توجد فيها رائحة أي تغيير”، فيما حذر من أن الأيام المقبلة ستكون صعبة في الشيخ جراح، وقال: “هذا الموضوع لن يمر مرور الكرام، ويجب أن يتم تحريك كل الوسائل لدعم أهل الشيخ جراح، حيث إنه متوقع أن تصدر المحكمة قرار تهجير للأهالي بالشيخ جراح، وهو قرار ضمن مشروع كبير لمحاصرة البلدة القديمة من القدس لتحقيق ما يسموه إقامة الهيكل الثاني، لذا لا بد من مزيد من الجاهزية لمواجهة المرحلة المقبلة”.

من جانب آخر، قال بركة: “إن اختبار العمل الوطني ليس فقط بالتمسك بالثوابت، إنما بمدى ارتباطه بالعمل الميداني، فمواجهة المرحلة القادمة يتطلب الوحدة”.

في حين، قال بركة: “إن جبهة النضال مكون رئيسي في المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإن تطاول البعض عليها يجب أن لا نسمح بالمس والتصدع بهذه المنظمة”.

وقدم أمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” صالح رأفت كلمة فصائل منظمة التحرير التهنئة للجبهة بعقد مؤتمرها اليوم، وقال: “ينعقد مؤتمركم اليوم وشعبنا يخوض المقاومة الشعبية معركة الدفاع عن القدس ولإحباط الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد القدس الشرقية المحتلة وتهجير سكانها وفي نفس الوقت يتصدى شعبنا لإجراءات واعتداءات الاحتلال، وكذلك فعاليات في الضغط على دولها في اتخاذ قرارات لصالح القضية الفلسطينية”.

وقال رأفت: “نرى ضرورة الإسراع بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، والعمل من أجل استعادة ثقة الجماهير بالقيادة الفلسطينية من خلال تحريم الاعتقال السياسي واستخدام العنف ضد أي مواطن فلسطيني، والعمل على سيادة القانون وتأمين الخدمات العامة للشعب الفلسطيني”.

ودعا رأفت إلى عقد اجتماع عاجل للأمناء العامين لفصائل منظمة التحرير بالتزامن بين رام الله وبيروت، تشارك فيه حركتي حماس والجهاد الإسلامي وشخصيات وطنية مستقلة لتجتمع مع رئيس المنظمة، من أجل إنهاء الانقسام واسعادة الوحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى توحيد المؤسسات الأمنية والمدنية في الضفة وغزة والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية وللمجالس المحلية والمباشرة فوراً بإعمار غزة، والتحضير لعقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة فصائل منظمة التحرير والهيئات والشخصيات الوطنية والمستقلة وحماس والجهاد، وضمان مشاركة جميع الفصائل بالمجلس المركزي واللجنة التنفيذية للمنظمة.

وأكد رأفت ضرورة وقف التنسيق الأمني ووقف العمل ببروتوكول باريس واعتبار كل الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل منتهية، كما يجب التعاون مع الأمم المتحدة من أجل فك الحصار ووقف العدوان وممارسات الاحتلال ومتابعة لجنة حقوق الإنسان في جنيف والمحكمة الجنائية الدولية لمواصلة التحقيق بجرائم الاحتلال، والمتابعة مع الدول من أجل عقد مؤتمر دولي حقيقي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في عدوان 1967، وتمكين شعبنا من تجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس وتجسيد عودة اللاجئين الفلسطينيين وتأمين الإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، ورفض أي دعوة للعودة لأي شكل من أشكال المفاوضات المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

يشار إلى أن أحزاباً وشخصيات دولية أرسلت برقيات هنأت جبهة النضال الشعبي بانعقاد مؤتمرها، أكدت فيها أهمية الوحدة الوطنية وحصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة.