وصف رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الأربعاء، التعاون مع الولايات المتحدة ضد إيران التي تتّهمها دولة الاحتلال بالسعي لحيازة سلاح نووي، بأنه “استثنائي في نطاقه” وبلغ “ذروته النوعية”.
وأجرت أميركا وإسرائيل محادثات أمنية من خلال مجموعة العمل المشترك، إذ هدفت المباحثات الحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة برنامج الصواريخ الإيرانية، ومنع طهران من تملك ترسانة نووية، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني "واللا"، مساء اليوم الأربعاء.
ويتطلع الجانب الإسرائيلي إلى مزيد من اجتماعات الفريق المشترك، خاصة في ظل القلق الذي يبديه الجانب الأميركي بشأن الهجمات بالطائرات المسيرة وصواريخ كروز، التي تستهدف قوات الجيش الأميركي في العراق بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام.
وتزامن هذا النشر، مع الزيارة التي يقوم بها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى الولايات المتحدة، حيث أجرى سلسلة اجتماعات ومباحثات مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في واشنطن.
وبادر إلى فكرة التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن قضية الصواريخ الإيرانية مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، حيث أقترح ذلك على نظيره الإسرائيلي مئير بن شبات، خلال اجتماعهما في واشنطن في نهاية نيسان/أبريل الماضي.
وعقدت مجموعة العمل التي تشكلت لهذه القضية لأول مرة قبل 3 أسابيع، حيث ترأس الفريق الأميركي صاحب حقيبة الشرق الأوسط في البيت الأبيض، بريت ماكجراك، وكان الفريق الإسرائيلي بقيادة نائب مستشار الأمن القومي، رؤوفين عيزر.
ونقل الموقع عن كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين المشاركين في المحادثات، قولهم "لقد تم بحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة الطائرات المسيرة، وصواريخ كروز والصواريخ الدقيقة، التي تقوم إيران بنقلها للميليشيات المسلحة في سورية وحزب الله في لبنان".
وقال مسؤولون إسرائيليون اطلعوا على تفاصيل المحادثات، إن الوفد الإسرائيلي عرض الاستفادة من نقل إسرائيل من القيادة الأوروبية في الولايات المتحدة إلى القيادة المركزية، لبدء التعاون بين الولايات المتحدة، وإسرائيل والدول العربية التي تواجه أيضا "التهديدات الإيرانية، بحسب الزاعم الإسرائيلية.
وأقترح الوفد الإسرائيلي على واشنطن في المحادثات إقامة "منطقة حظر طيران" في الشرق الأوسط للطائرات بدون طيار الإيرانية، وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن هذه كانت مجرد فكرة أولية ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان يمكن تنفيذها وكيف يمكن تنفيذها.
وتأتي هذه المباحثات، فيما يتعزز القلق في إسرائيل وأميركا من قيام إيران بتزويد حلفائها بالشرق الأوسط، بطائرات مسيرة مسلحة، وصواريخ كروز وصواريخ دقيقة، وزعم الموقع أن طهران نقلت سلاح وتكنولوجيا من هذا النوع إلى جماعة الحوثي في اليمن، والميليشيات المسلحة في العراق، والميليشيات الموالية لإيران في سورية وحزب الله في لبنان، كما نقل الإيرانيون معلومات حول الموضوع إلى حماس والجهاد الإسلامي في غزة.
وتخشى إسرائيل والولايات المتحدة من قيام المنظمات الموالية لإيران بتنفيذ هجمات دقيقة باستخدام "أسراب" من الطائرات المسيرة المسلحة، والتي يمكن أن تتجاوز وتتخطى أنظمة الرادار لتصل بدقة إلى أهداف عسكرية.
وفي ظل هذه المخاوف، عقد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، كوخافي، اجتماعا، اليوم الأربعاء، مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان. وناقش الطرفان التحديات الأمنية الإقليمية وعلى رأسها التموضع العسكري الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط، وإشكاليات الاتفاق النووي الحالي، وبرنامج الصواريخ الإيرانية.
وحضر الاجتماع منسق البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، والمستشارة الخاصة للرئيس لشؤون الدفاع، كارا أبيركرومبي.
ويلتقي رئيس الأركان بمدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وليام بيرنز، ومدير جهاز الاستخبارات الوطنية (DNI) ، أفريل هاينز. وعرض كوخافي خلال لقاءاته الطرق المحتملة لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.
والتقى كوخافي أيضا بسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، غلعاد إردان، وتمحور الاجتماع على قضية البرنامج النووي الايراني والتموضع الايراني على الحدود الشمالية، إضافة إلى مسألة الصواريخ الدقيقة في لبنان.
كما ناقش الاثنان الحاجة إلى تفعيل دور "اليونيفيل" بشكل فعال على ضوء تجديد تفويض الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام. وزعم كوخافي أن "دولة لبنان فقدت السيطرة على سياستها الأمنية منذ سنوات، وتتجاهل تماما واجبها في تنفيذ القرار 1701، في الوقت الذي يدير فيه حزب الله سياسة لبنان الأمنية"، على حد تعبيره.