كشف الرئيس السابق للمؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو عن تفاصيل حوار سابق أجراه مع سيف الإسلام القذافي بتاريخ الـ29 من يوليو 2010.
ونشر بعيو تدوينة على "فيسبوك" بعنوان: "هكذا سألني سيف الإسلام وأجاب القدر بعد عام".
وأشار بعيو إلى أن سيف الإسلام القذافي أخبره عن رغبته الصادقة في تصحيح التاريخ الليبي وإعادة الاعتبار إلى حقبة الحكم الملكي التي بدأت على يد الملك محمد إدريس السنوسي بإعلانه الاستقلال وتأسيس الدولة الليبية الأولى يوم 24 ديسمبر من العام 1951.
وأضاف سيف الإسلام القذافي أن هذه الحقبة انتهت على يده أو بمساهمة غير مقصودة منه في الفاتح من سبتمبر عام 1969 بعد أن غادر في أغسطس عازما أن لا يعود ملكا لبلاد لم يعد يستطيع أن يحكمها لأنه لم يعد يفهمها هو الشيخ الذي شارف على الـ80.
وبين سيف الإسلام القذافي أن البلاد الفتية التي 3 أرباع مواطنيها تحت سن الـ30 وتصادف أن أعمار من حكموها بعده من خلال مجلس قيادة الثورة لم تبلغ ذات العمر فيما أكد بعيو بالقول: "الشاب الذي كان يومذاك في عامه الـ37 سألني وهو ينظر إلى البحر".
وتابع بعيو: "من حيث نجلس وحيدين على شرفة فندق ريكسوس بمدينة بودروم التركية في الشاطئ الجنوبي لتركيا على البحر الأبيض المتوسط سألني: هل يعقل أن يتم إلغاء حقبة كاملة من تاريخ ليبيا ونقول إنها بدأت مع بداية ثورة سبتمبر أليس هذا تشويها للتاريخ وانتقاصا من قيمة الليبيين ونضالهم؟".
وأردف قائلا "السؤال الاستفهامي الاستنكاري الموجه لنظام أبيه من خلالي أنا الذي ليست له أية مشاركة ولا مسؤولية في إنكار التاريخ وتشويهه وإلغاء حقبة مهمة جدا منه كان مفاجئا لي ليس في جوهره بل في مصدره فلماذا لا يوجه السؤال لأبيه القائد صاحب القرار ولعله كان يبحث عن ما يعزز وجهة نظره ويؤيد موقفه".
وواصل بعيو قائلا: "أجبته إنني مع ما يقوله وأتفق معه من حيث المنطق والمبدأ وأنا سبق وشاركت في سجال مع بعض الأصدقاء الثوريين حول مسألة الاعتراف الواجب بالحقبة الملكية التي هي حقبة مولد وبناء دولة الاستقلال ونالني من اعتراضاتهم ومزايداتهم ما نالني دون أن أتخلى عن رأيي وموقفي".
وأضاف: "أرتاح لردي ورأيي الموافق لرأيه فاستطردت مواصلا حديثي منتقلا به من النظري إلى العملي قائلا له "إنك لا تستطيع أن تعلن هذا وتمارسه عبر الإعلام أو الخطاب السياسي والشعبوي المباشر فقد تكفلت 40 عاما من إنكار الحقبة الملكية".
وأشار الرئيس السابق للمؤسسة الليبية للإعلام إلى أن تجهيل الحقبة وتشويهها عبر الإعلام والتعليم والخطابات والبيانات بطمسها وإلغائها من أذهان الأجيال التي ولدت تباعا مع وبعد الفاتح 69 وعمر أكبرهم اليوم تجاوز الـ40 وأعدادهم ملايين يجب أن يبدأ عن طريق العمل التدريجي لاستعادة الوعي الجمعي بالتاريخ الحقيقي للدولة الليبية الحديثة عن طريق التعليمىعبر تعديل وتصحيح المناهج التعليمية في مراحلها المتوالية وإدخال مراحل التاريخ الليبي بتجرد وموضوعية دون مبالغة في التكريم ولا في التجريم وهذا سيؤتي أُكله وتبدأ نتائجه في الظهور بعد 10 سنين شرط أن يتم الثبات عليه.