كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوم الجمعة، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "يسعى للتواصل مع إسرائيل"، منذ نصف عام أو أكثر، أي خلال عهد بنيامين نتنياهو الذي كان رئيسًا للوزراء آنذاك.
ونشرت الصحيفة بعض "الاثباتات والأمثلة" التي توضح سعي النظام السوري للتواصل مع إسرائيل، أهمها معهد أبحاث أمريكي نشر في وقت سابق مقالا لخبير سوري شرح من خلاله "عملية السلام والموقف السوري الثابت سعيًا للتوصل لحل سياسي".
بالإضافة إلى أخبار نشرتها المعارضة السورية تفيد بأن "قاعدة حميميم قد شهدت في شهر ديسمبر من العام الماضي لقاءً جمع بشار الأسد بالجنرال الإسرائيلي السابق غادي إيزنكوت من رئاسة هيئة الأركان، وبحضور عسكري واستخباراتي روسي، فيما نفت وزارة الخارجية السورية، "بشكل قاطع" هذا النبأ، مقابل نفي إسرائيلي أيضًا.
وكانت قد نقلت عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية أكد وجود اتصالات مع اسرائيل، وذكرت الصحيفة العبرية، أن المصدر السوري ربط هذا بالعلاقات مع السعوديين "الرياض ترى محادثاتنا مع الاسرائيليين كأمر يسبق لمباحثات غير رسمية مع الامريكيين".
وأشارت الصحيفة، إلى أن تسلسل هذه الأخبار يشير إلى "رغبة سورية في إعطاء الانطباع بوجود تحول فيما يتعلق بإسرائيل"، وتساءلت الصحيفة: "ما هو السبب في ذلك، وإلى أي مدى تعتبر هذه خطوة حقيقية، خاصة عندما تستهدف القوات الجوية الإسرائيلية باستمرار الأراضي السورية؟".
وأضافت "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه كما يحدث دائما في الشرق الاوسط، فإن المصالح تتقاطع، السعوديون يبحثون عن قنوات لتوسيع تأثيرهم أمام إيران، ولذلك فإنهم مستعدين لمسامحة الأسد، وهو من جانبه يريد خروج القوات الإيرانية من البلاد، وهو أمر من المستبعد أن تفكر به إيران، ومن المستبعد أيضا أن تتمكن موسكو من تنفيذه. وتقول الصحيفة الاسرائيلية ان الوضع في سوريا صعب لدرجة يكون بها النظام سعيد بنشر تلميحات غامضة عن تقدم مقابل إسرائيل والولايات المتحدة، حيث أن الهدف الاساسي منها منح أمل أيا كان للشعب المستاء.
وأوضحت الصحيفة العبرية في تقريرها، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة متشددة مثل الحكومة السابقة فيما يتعلق بالجولان، وذكرت أنه لا يوجد أي اعتقاد في إسرائيل أنه من الممكن فيه تقديم تنازلات إقليمية لنظام الأسد، أو حتى التفكير في ذلك، وأشارت إلى أن الإسرائيليين سينظرون في تقديم المساعدة للسوريين مقابل تقليص الوجود الإيراني في البلاد والإضرار بحزب الله.