التقى سفير دولة فلسطين لدى اليونان مروان طوباسي بأمين عام وزارة الخارجية اليونانية السفير ذيميستوكليس ديميريس ، حيث استعرض السفير طوباسي في الاجتماع تفاصيل الأوضاع المتوترة التي تشهدها القدس وما تشكله اجراءات الاحتلال من خطر على المنطقة بأكملها.
وطال حكومة اليونان بالتحرك واخذ خطوات جادة لوقف آلة الحرب والتهجير القسري والتمييز العنصري والمساهمة في المحاولات الجارية الان لإيجاد الطريق أمام عملية سياسية برعاية دولية تنهي الاحتلال وانتهاكاته وتفضي الى الاستقلال الوطني للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية كافة بخصوص حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية غير القابلة للتصرف ، وذلك وفق الرؤية التي قدمها الرئيس محمود عباس في محافل دولية مختلفة .
كما واعرب السفير طوباسي للأمين العام لوزارة الخارجية عن القلق الفلسطيني من بعض المواقف الدولية التي "تساوى الضحية بالجلاد " ، وتلك التي تعلن عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ، بعد كل عدوان تشنه على شعبنا الفلسطيني، متسائلاً عن حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وكذلك عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني التي كفلتها الشرائع الدولية في انهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة الديمقراطية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وأوضح السفير طوباسي أن إسرائيل فقط تدافع عن جوهر فكرها الاستعماري من خلال استمرار اضطهاد شعبنا والتنكر للقانون الدولي، وأن مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال هو حق طبيعي وشرعي اقرته القوانين الدولية لأي شعب تحت احتلال، كما كان حق الشعب اليوناني في مقاومة الاحتلال النازي لأرضه عبر مراحل من تاريخه.
وطالب السفير طوباسي خلال اللقاء بالعمل الجاد لضمان وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا من خلال تشديد الضغوط على دولة الاحتلال وتفعيل المساءلة بحقها من اجل اجبارها على انهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة ورفع الحصار عنه ، والزامها باحترام القانون الدولي الإنساني ونصوص القانون الدولي، مؤكداً ان إسرائيل هي نظام أبارتهايد استعماري بكل ما تحمله الكلمة من معنى بحسب قرارات المنظمات الأممية و تقرير منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية مختلفة ومنها منظمات يهودية معادية للصهيونية حول العالم ، الأمر الذي يستوجب الاجراءات العقابية ضدها .
بدوره الأمين العام أكد على أن اليونان ماضية في جهودها للتوصل الى حل دائم للصراع في المنطقة من خلال دور الاتحاد الأوروبي، وأكد تمسك اليونان بقوانين وقرارات الشرعية الدولية الصادرة بهذا الخصوص والتي تنص على انهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 من خلال اطلاق مفاوضات سياسية جادة وفق القانون الدولي .
كما اتفق الجانبان خلال اللقاء علي عقد جلسة المشاورات السياسية خلال الشهر القادم إضافة إلى البدء في تنفيذ برنامج التدريب الدبلوماسي في شهر أكتوبر ، إضافة إلى تطوير مسار التعاون الثلاثي الفلسطيني ، اليوناني والقبرصي .
كما وحضر اللقاء الى جانب السفير سكرتير ثالث بالسفارة فدوى ابو شنب.
وكان السفير طوباسي قد عقد في وقت سابق من الأسبوع اجتماعا منفصلا مع السفير يانيس يوانيس مدير المكتب الدبلوماسي لوزير الخارجية اليوناني استمرارا لسلسلة لقاءات مكثفة يجريها السفير مع الخارجية اليونانية، حيث اطلعه على ملخص المستجدات السياسية بعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا في غزة والحجم الكبير للضحايا بالأرواح خاصة من الأطفال والتي شكلت جريمة حرب مكتملة الأركان بما في ذلك تدمير البنى التحتية للقطاعات المختلفة ومنها الصحية والتعليمية.
وناقش الجانبان آليات متابعة إللقاء الذي جمع السفير طوباسي مع وزير الخارجية اليوناني نيكولاس داندياس قبل أسبوعين إضافة الى لقائه رئيس وزراء حكومة دولة فلسطين د.محمد اشتيه وتحديدا ما يتعلق منها بمواقف الحكومة اليونانية السياسية وجوانب تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر ، إضافة الي قضايا التعاون الثنائي ذات الاهتمام المشترك .
حيث أكد السفير يوانيس على تصريحات وزير خارجيته الداعية الى الحفاظ على وقف إطلاق النار والوضع التاريخي للقدس والدعوة الى إعادة إطلاق مسار المفاوضات السياسية للوصول إلى سلام عادل يستند على مبدأ حل الدولتين على حدود عام ١٩٦٧ وفق القانون الدولي والقرارات الأممية.
كما قدم السفير طوباسي للجانب اليوناني قوائم الاحتياجات الطبية العاجلة من وزارة الصحة الفلسطينية لسد العجز القائم لديها على أثر العدوان والحصار على شعبنا في غزة، حيث وعد المسؤول اليوناني ببحث توفير جزء من هذه الاحتياجات لعلاج الجرحى والمصابين وفق ما كان قد أعلنه بالخصوص وزير الخارجية اليوناني في وقت سابق من خلال التعاون مع الجانبين الفلسطيني والمصري بالخصوص لعلاج الجرحى هنالك بالمستشفيات المصرية.