قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن مدينة القدس، وفي ظل ما تتعرض له من مخاطر، باتت خط القتال الأول عن القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
وأضافت الجبهة، في بيان صحفي، لقد تخطت مشاريع دولة الاحتلال، حدود الاستيلاء على حي من هنا، أو حي من هناك، في تطبيق سياسة التطهير العرقي وتهجير السكان، لإغراق المدينة بالمزيد من المستوطنين على غرار ما يخطط له الآن، وليطبق في حي الشيخ جراح، وحي بطن الهوى، كما باتت المدينة كلها تحت مخطط يهدف إلى إحداث انقلاب استراتيجي في موقعها، بما يخدم المشروع الصهيوني، ويقضي على ما تبقى من المعالم الوطنية، والدينية للمدينة.
وقالت الجبهة: إنه إلى جانب ما يسمى بمشاريع السياحة، التي تهدف كما يقال، إلى توحيد المدينتين عبر اتباع القسم الشرقي من المدينة إلى قسمها الغربي، فإن خطة الحكومة الإسرائيلية الجديدة المسماة بحكومة «التغيير» قررت في برنامج عملها نقل كافة الوزارات الإسرائيلية إلى القدس، بكل ما يستدعيه ذلك من إحداث فوضى سكانية، وإعادة تخطيط أحياء المدينة وإغراقها بآلاف الموظفين، وتوفير بنية تحتية إضافية، من شأن هذا كله أن يكرس، واقعاً، يقوم على الاعتراف بالمدينة «الموحدة» عاصمة إسرائيل.
وأكدت الجبهة أن مواجهة ما تتعرض له القدس من مخططات لم تعد تلبي متطلبات مواجهة السياسة المتبعة ولو في حدها الأدنى، للتضامن مع المدينة وسكانها، بل باتت المواجهة تتطلب استراتيجية وخططاً وطنية شاملة، تتحمل مسؤولياتها اللجنة التنفيذية في م. ت. ف. وحكومة السلطة الفلسطينية، عبر دعم وإسناد المؤسسات الرسمية والأهلية في المدينة، في الميادين وعلى الصعد كافة، السياسية والاقتصادية والتربوية، والثقافية والاجتماعية والإعلامية، بما في ذلك تشكيل غرفة عمليات خاصة بالمدينة التي تشكل عاصمة الدولة الفلسطينية، والتي بدونها، سيطعن المشروع الوطني في الصميم، فالقدس عنوان بارز من عناوين الصراع، والقدس تحمل في طياتها صدقية السردية الفلسطينية وكما ترصد سلطات الاحتلال، ملايين الدولارات سنوياً لاستكمال تهويدها، بات مطلوباً من قيادة السلطة وعموم الحالة الوطنية وفصائل المقاومة أن تضع القدس في المحور الأول للنضال الوطني الفلسطيني، بما في ذلك إعادة النظر بالعلاقة مع دولة الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني معها ومقاطعة تامة للاقتصاد الإسرائيلي، ووقف الرهان على المفاوضات باعتبارها السبيل إلى استعادة المدينة من براثن الاحتلال.
واختتمت الجبهة بيانها بتوجيه التحية إلى أهلنا في الـ48، الذين زحفوا يوم أمس إلى القدس تضامناً مع أهلنا في حي الشيخ جراح، وكل أحياء المدينة المهددة بالتهويد والسطو عليها من دولة الاحتلال.