تساءلت صحيفة “ديلي تلغراف” عن السبب الذي سيؤدي هذا “الزواج المفاجئ” بين المتشددين اليهود والعرب إلى طلاق سريع.
وقال جيمس روثويل في تقرير له إن الصورة المدهشة التي جمعت ما بين زعيم تحالف عربي وزعيم حزب متطرف يجب أن تكون أبعد من فرصة التقاط صورة للتعبير عن المعارضة ضد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وقال إن الصورة كانت مستحيلة في الماضي، فقد جمعت زعيم حزب وسطي ومتطرف مع زعيم حزب عربي وكانت الأقلام جاهزة للتوقيع على تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وعلى الجانب الأيسر كان زعيم حزب يش عتيد (هناك مستقبل) يائير لابيد والذي أخبر الرئيس الإسرائيلي أنه نجح في تشكيل حكومة ائتلاف يمكن أن تؤدي للإطاحة ببنيامين نتنياهو بعد أسبوعين. وفي الوسط كان نفتالي بينيت الزعيم اليمني المتطرف الذي يحلم بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية وضم نسبة 60% من أراضي الضفة الغربية، ومن المتوقع أن يصبح رئيسا للوزراء بالتداول مع لابيد. إلا أن الشخص الذي أثار الانتباه وكان جالسا على اليمين فهو منصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة.
وصنع عباس التاريخ ليلة الأربعاء عندما كان أول سياسي عربي يوافق على الانضمام إلى الحكومة الإسرائيلية مقارنة مع بقية الساسة العرب الذين كانوا يكتفون بالدعم من الخارج.
ورحب المعلقون الإسرائيليون بالصورة على أنها صورة عن التعايش بين اليهود والعرب وهي قوية ورمزية في الوقت نفسه.
ولكن هذا الزواج السريع قد ينهار بشكل أسرع، نظرا للخلاف بين المشاركين في الائتلاف بشأن القضايا الأساسية. وفي الحقيقة ما يجمعهم هي كراهية ومعاداة نتنياهو ويفرقهم الكثير. فطموحات بينيت لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية حول القدس تعد لعنة للقائمة الموحدة، التي تمثل قطاعات من الفلسطينيين داخل إسرائيل.
وقال عباس إنه وقّع على تشكيل الحكومة على أمل تقديم بينيت تنازلات في محادثات لاحقة تنفع العرب في إسرائيل، وهذا أمر كبير لن يتقبله المتطرفون في حزب “يمينا” الذي يتزعمه بينيت. ومن بين المطالب حسب الصحافة الإسرائيلية هو وقف قانون يمنع العرب داخل إسرائيل من البناء مما يعوق توسع مجتمعاتهم.
وقبل توقيع الاتفاق، وصف حزب “الأمل الجديد” الطلب بـ”المستحيل” ولكنه شرط وافقت عليه حكومة الائتلاف على ما يبدو. ثم هناك التحدي الآخر المتعلق بتقرير السياسة الاقتصادية للائتلاف والتي تجمع ما بين دعاة السوق الحرة واليساريين. وستكون هذه أساسية لما أطلق عليها حكومة “التغيير” والتي قالت إنها ستعطي الأولوية لبناء الاقتصاد الإسرائيلي بعد وباء كورونا. ولكن الخطر الأكبر على التحالف الجديد هو نتنياهو نفسه الذي يواصل القتال للبقاء رئيسا للوزراء.
ويقوم حزبه “الليكود” بالبحث عن كل منفذ لإفشال الحكومة الجديدة، بما في ذلك تقديم اعتراضات قانونية أو إقناع بعض أعضاء الكنيست من الأحزاب الصغيرة للتصويت على نزع الثقة من الحكومة مما يؤدي إلى تراجع الغالبية الضيقة لها. ولن يتم الإعلان عن الحكومة إلا بعد اسبوعين وهو ما يعطي نتنياهو الوقت الكافي لرسم خطته المقبلة.