اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه "كان من اللافت للنظر أن أول مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الوسيط الرئيسي بين (إسرائيل) وحماس، جرت يوم الخميس 20 مايو الماضي، بعد خمسة أشهر من وصول بايدن إلى البيت الأبيض.
وكشفت الصحيفة ، عن فحوى الرسالة التي وجهها الاحتلال إلى البيت الأبيض، والتي ضغطت من خلالها لإجراء جو بايدن اتصالا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للوصول إلى وقف إطلاق نار مع غزة.
وقالت الصحيفة إن الرسالة كانت تقول: "إذا كانت الولايات المتحدة لا تريد أن تتورط في ما يجري، فليقم المصريون بذلك، على أن يمنحهم البيت الأبيض مباركته".
وبحسب الصحيفة، يكتسب السيسي الآن "ثقة واهتماما دوليا، ويبدو أن مصر تريد استعادة مكانة رفيعة المستوى، وهذا يحبط ما سعت إليه الإمارات بجعل القضية الفلسطينية في هامش الاهتمام العربي، والآن يتصدر السيسي الأخبار، في كل من غزة والضفة الغربية والعالم، رغم تهديدات بايدن خلال حملته الانتخابية بمحاسبة السيسي على سجل حقوق الإنسان".
وتشير الصحيفة إلى أن "السيسي تربطه ووزير المخابرات عباس كامل علاقة وثيقة منذ عقود، تعود إلى الأيام التي شغل فيها السيسي منصب محافظ سيناء، وكان كامل يعمل مديرا لمكتبه. وظل بجانبه في كل مراحل صعوده، حتى عندما أصبح وزيرا للدفاع، ومن ثم رئيسا لمصر بعد الاطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي".
وترى الصحيفة أنه "لن يتمكن أحد، ولا حتى الرئيس السيسي وفريق مفاوضي المخابرات المصرية، من تخمين المدة التي سيستمر وقف إطلاق النار فيها. لكن المؤكد أن مصر ضربت عصفورين بحجر؛ فكت العزلة عن نفسها، وطورت العلاقة مع الولايات المتحدة، وتسعى في الوقت نفسه إلى إرسال العمال ومهندسي البناء والشركات في إطار عملية إعادة الإعمار".