اطفال غزة انقذوا السمك...فهل هناك من ينقذهم؟ ميسا جيوسي

الثلاثاء 01 يونيو 2021 02:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اطفال غزة انقذوا السمك...فهل هناك من ينقذهم؟ ميسا جيوسي




لعل اطفال غزة ليسوا استثناء من اطفال العالم الذين تسوقهم اقدارهم السيئة للعيش في مناطق الحروب والنزاع المسلح. لكن ما قد يجعل مصير اولئك الاطفال اكثر تعقيدا من نظرائهم في دول اخرى تتقاسمها النزاعات وتمزقها الحروب هو ان قطاع غزة يقع تحت حصار اسرائيلي جائر يجعل الفرار من الموت لايكون الا للموت. ولأن غزة هي سجن كبير بإصطلاح الكثير من موظفي الهيئات والمؤسسات الدولية، يعاني سكانه نقصا بالكهرباء والمياة الصالحة للشرب واختلاط مياة الصرف بها في كوارث بيئية متكررة والقائمة من التحديات تطول. يقف اطفال غزة في مواجهة هذا وأكثر.

خلال العدوان الهمجي الاخير على قطاع غزة والذي لاقى الكثير من الانتقادات للانتهاكات الصارخة التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي نحو القطاع ظهرت لنا من غزة صور ومقاطع فيديو لاطفال يواسون اطفالا، لاطفال يبجثون في اشلاء عن بقايا امهاتهم، لاطفال يدربون صغيرا على تقنيات عدم الخوف حين تضرب الصواريخ والقائمة من المشاهد الصادمة لاتنتهي. وبين صور اشلاء الاطفال صورة لطفل وطفلة ومن خلفهم ركام منزل يقفان فرحين لانهما استطاعا ان ينجوا وينقذا عند الهرب من البيت قبل ان يلتهمه صاروخا سمكة صغيرة كانت تعيش معهم في البيت.

 هم انقذوا السمك، فهل هناك من ينقذهم؟ لو اننا افترضنا ان طفلا في قطاع غزة أبصر نور الحياة الأول في العام 2009، فهو اليوم يبلغ بالعمر الطبيعي للبشر 12 عشر عاما وبعمر اطفال غزة 12 عاما وأربعة حروب. فما هي الطاقة التي يجب ان يتمتع بها طفل نشأ وترعرع في اربعة حروب بمعدل حرب كل ثلاثة اعوام؟

اطفال غزة هم العنصر المفقود من المعادلة القاسمة الصعبة والتي تعمل بها فصائل المقاومة على انتزاع حقها في الدفاع عن ارضها ومقدراتها ويواجهها عدوان من احد اعتى جيوش المنطقة لا بل العالم. اطفال غزة مشوهون وان ابتسموـ حزينين وان ضحكواـ لهم كوابيس لا احلام، يلهون بركام منازلهم لا بألعاب كباقي اطفال الارض، قد لا يملكون القدرة على الشكوى، فلمن يشكون وكلهم في ذات المركب الملتهبة يتلظون بنار محتل لا يشفق ولا تذر نيرانه الا دمارا.

أطفال غزة هم وصمة العار في وجه العالم المتبجح بحقوق الطفل وحرياته، الذي يقوم ويقعد ان لمس مدرس جسد تلميذ او أنبه، لكنهم لا يرون ضيرا ان مزق صاروخا اسرائيليا جسد طفلة لم تتعلم بعد معنى الحياة....