معاريف - بقلم: تل ليف رام "ثمة انتقاد موجه لمناورة التضليل في الهجوم على “مترو حماس” أثناء حملة “حارس الأسوار” في غزة. تقول محافل في جهاز الأمن إن الخطة الأصلية تضمنت إدخال قوات برية إلى القطاع، الأمر الذي لم يحصل عملياً.
تنشر “معاريف” تفاصيل جديدة عما حصل خلف الكواليس، فقد قدر الجيش الإسرائيلي بأن أربع كتائب لحماس ستدخل إلى الأنفاق، وكانت التقديرات بمقتل نحو 800 قتيل من منظمة الإرهاب نتيجة هذه الهجمات. وحسب الخطة الأصلية، كان يفترض بألوية الجيش الإسرائيلي أن تدخل إلى أراضي القطاع. ولكن في الصيغة الضيقة التي تقرر أخيراً تنفيذ الخطة فيها كان ثمة دبابات وآليات مدرعة للجيش الإسرائيلي تحركت قرب الحدود ولكنها لم تجتز السياج ولم تفتح بوابات الدخول إلى غزة.
بعد أن بدأت حملة التضليل، فهم الجيش الإسرائيلي بأن مقاتلي حماس لم يدخلوا إلى النفق. ومع ذلك، وحسب تقديرات أخرى، كان تحت الأرض عشرات المخربين من قبل. وقدر الجيش الإسرائيلي بأن أقل من مئة ناشط لحماس موجودون في الأنفاق. وفي أعقاب ذلك، أخّر الجيش الهجمات الجوية. ولكن الصورة لم تتغير حتى بعد نحو ثلاث ساعات – وفي نهاية المطاف، خرج الهجوم إلى حيز التنفيذ. يدعي الجيش الإسرائيلي بأن قرار تنفيذ عملية ضرب “مترو حماس” مع خطة تضليل ضيقة وفي التوقيت الذي تم اختياره، كان صحيحاً. وذلك لأن نشطاء من القوات الخاصة لحماس قتلوا في الأيام التي سبقت الحملة وهم في طريقهم إلى الغزو من داخل الأنفاق. بعد ذلك، وفي أثناء القتال، صُفي قائد لواء حماس في غزة ونشطاء البحث والتطوير الكبار، وهكذا انكشف السر عملياً، كما يقول الجيش الإسرائيلي. وعليه، فقد كانت -على حد قولهم- حاجة للعمل بسرعة، لاستغلال الفرصة الناشئة والتنفيذ لأكبر عدد ممكن من الهجمات على أنفاق المترو.
وإلى ذلك، يزداد النقد من جانب قادة الميدان في الجش الإسرائيلي على علامات الاستفهام التي تثور حول مدى استعداد الجيش لاستخدام القوات البرية في أثناء القتل. وضمن أمور أخرى، طرح هذا النقد من جانب قادة الألوية، الذين كانوا جزءاً من القوات التي استعدت للقتال في غزة والتقوا الأسبوع الماضي مع رئيس الأركان أفيف كوخافي. أحد الادعاءات التي تطرح هو أن الجيش لم يفكر حتى في إمكانية أن تكون حاجة حقيقية لإدخال قوات برية إلى القطاع، والقادة والمقاتلون يخرجون مع رسائل جد إشكالية من الحملة الأخيرة.
في هذه الأثناء، وبعد نهاية أسبوع هادئة في الجنوب، ستشهد الأيام القادمة المحاولة المصرية للوصول إلى اتفاق وقف نار يقوم على أساس التفاهمات بين الطرفين.
وقيل إن حماس تلقت رسالة من مصر بأن إسرائيل تشترط التقدم في التسوية الاقتصادية في القطاع بحل مسألة الأسرى والمفقودين المحتجزين في غزة. وفق مصدر، تصر إسرائيل على أن يكون هذا البند ذا مغزى منذ المراحل الأولى للتسوية مع القطاع. هذا ومن المتوقع لرئيس المخابرات العامة المصرية أن يزور القطاع في الأيام القادمة، كما أفادت مصادر مصرية، أمس.
وأضافت مصادر فلسطينية بأن مصر تسعى لأن يوقع الطرفان على اتفاق لوقف النار بعيد المدى يتضمن إعمار قطاع غزة واتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. وسيصل كامل إلى إسرائيل لإجراء محادثات في موضوع وقف النار. وهو كفيل بأن يلتقي عدداً من كبار المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء نتنياهو، ورئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شباط، ومسؤولون كبار آخرون في جهاز الأمن. إضافة إلى ذلك، سيزور رام الله وبعد ذلك غزة. وتفيد مصادر فلسطينية بأنه سيجري في هذه الزيارة محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن ومسؤولية السلطة بالنسبة للمبادرة المصرية للتبرع بالمال لإعمار القطاع مثلما سبق أن أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تعهد بالتبرع بـ 500 مليون دولار. وإلى ذلك، أفاد موقع “واللا” الإخباري أن وزير الخارجية غابي أشكنازي سيقلع بالتوازي إلى القاهرة لإجراء محادثات في الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني. وسيلتقي هناك نظيره المصري سامح شكري، وستكون هذه هي أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي إلى القاهرة منذ 2008.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المصريين معنيون بالعمل على خطوة تتضمن إعمار غزة، واستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والعمل على عقد محادثات على حل مسألة الأسرى والمفقودين.